سيرتان وقصتهما
تحطم طائرة صغيرة على متنها ستة أشخاص في المحيط الهادئ بالقرب من سان دييجو بولاية كاليفورنيا إصابة صحفية برصاصة مطاطية في ساقها بلوس أنجلوس جيش الاحتلال الإسرائيلي يزعم العثور على جثة القيادي محمد السنوار داخل نفق يقع أسفل المستشفى الأوروبي في خان يونس قصف الإسرائيلي على خان يونس في قطاع غزة، يتسبب في استشهاد 13 فلسطينياً بينهم أطفال ونساء إسبانيا تستدعي دبلوماسيا إسرائيليا بسبب احتجاز السفينة مادلين دونالد ترامب يأمر بإنزال القوات الأميركية ويطالب باعتقال أصحاب الكمامات وزارة الدفاع الروسية تعلن اكتمال المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى مع أوكرانيا الجامعة الملكية تكرم قدماء المنتخب المغربي في فاس وتُعزز جسور التواصل بين الأجيال وفاة مشجع إثر سقوطه من المدرجات خلال المباراة النهائية لمسابقة دوري الأمم الأوروبية التي جمعت بين منتخبي البرتغال وإسبانيا الغاء المباراة الودية بين منتخبي تونس وجمهورية إفريقيا الوسطى
أخر الأخبار

سيرتان وقصتهما

المغرب اليوم -

سيرتان وقصتهما

سمير عطاالله
سمير عطاالله

في السبعينات كان صامويل بيكت أشهر كاتب آيرلندي على قيد الحياة. وكان يعيش في باريس. كما فعل معظم حياته، إلا عندما يصاب بالزكام في الشتاء، فيسعى إلى الدفء في طنجة، أو تونس. وكانت سيمون دو بوفوار، أشهر كاتبة فرنسية، على قيد الحياة. وكانت تعيش وحيدة في باريس، بعد غياب رفيق عمرها جان بول سارتر، إثر شيخوخة متعبة ومليئة بالأمراض.

وفي هذه الفترة كانت تعيش في مدينة بوسطن أستاذة جامعية عادية تدعى ديدري بير. متزوجة، ولها ولدان وتمضي حياتها بين المطبخ والتدريس وتصحيح مسابقات الطلاب. ذات يوم قرأت أن كاتبها المسرحي المفضل، صامويل بيكت، رفض طوال السنين السماح لأحد بأن يكتب سيرة حياته. سوف يذهب من هذه الدنيا وقد ترك خلفه صورته المطبوعة في العالم: رجل انطوائي بلا أصدقاء أو معارف أو حياة عامة.

مساء ذات يوم، فيما تُحضّر العشاء للعائلة، لمعت لها خاطرة مسلية: لماذا لا أقترح على بيكت، أن أكون أنا من يكتب سيرته. إن مثل هذا الاقتراح سوف يسلّيه ولو مؤقتاً، وسوف يخرجني من رتابة المطبخ وعشاء العائلة، مع العلم، أن زوجي (الذي نشأ في مزرعة) يساعدني في كل أعمال المنزل.

المفاجأة الكبرى: بيكت يكتب إلى الأستاذة بير، التي أصبحت في هذا الوقت محاضرة في جامعة بنسلفانيا، يبلغها موافقته ويطلب منها ملاقاته في باريس للبدء في المشروع. فرحة العمر. وشيء لا يصدق. بعد وصولها إلى باريس تدخل في متاهة دامت سبع سنين. الكاتب الكبير يعطي المواعيد ولا يحفظها. مرة يغيب في مرض، ومرة في إجازة طويلة. وتستمر هي في التنقل بين أميركا وباريس. وفي باريس تحاط بجو من المكر والحسد من أصدقاء بيكت. وتروّج الإشاعات في أوساط باريس الأدبية بأن السبب الذي جعل بيكت يسلم نفسه إلى كاتبة مغمورة، هو الخدمات غير الأدبية التي قدمتها المدرّسة الأميركية إلى العجوز الآيرلندي. لكنها استمرت في التنقل عبر المحيط. وتذكرت ذات يوم أنها لم توقع عقداً مع بيكت، فماذا لو قرَّر، بعد كل هذا العذاب، إلغاء الاتفاق؟ فليكن. وسوف يكون حظها من الحياة ومن حلمها بأن تصبح كاتبة سيرة. لكن الآيرلندي الشهير احترم كلمته.

أطلقت سيرة بيكت شهرة بير حول العالم. وصار في إمكانها أن تلغي ساعة غسيل الصحون في المطبخ. وأخذت تفكر باسم شهي آخر. هل يعقل أن تقبل سيمون دو بوفوار بمثل هذا الاقتراح؟ لماذا لا. إنها الآن كاتبة بيكت. أعطتها دو بوفوار الموعد الأول في باريس، لتكتشف أنها تقطن في الشارع نفسه الذي يسكن فيه بيكت. وبعد ست سنوات من السفر واللقاءات ومقابلة أصدقاء دو بوفوار وعائلتها، صدرت سيرة الكاتبة الفرنسية وكسرت المبيعات. أما الكتاب الثالث والأكثر متعة فقد وضعته السيدة بير عن حكاية 11 عاماً عن مطاردة شخصيتين كبيرتين وطباع صغيرة ومزاجين غريبين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيرتان وقصتهما سيرتان وقصتهما



GMT 22:58 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سباق التسلح الجديد؟

GMT 11:26 2025 الجمعة ,30 أيار / مايو

مستحيلات يمنيّة… بعد ربع قرن على الوحدة

GMT 11:25 2025 الجمعة ,30 أيار / مايو

سر الأردن.. بعد 79 عاما من الاستقلال

GMT 18:02 2025 الجمعة ,23 أيار / مايو

بناهي ينتظر «سعفة» بينوش!

GMT 19:59 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

حياة عادية

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 12:53 2025 الإثنين ,09 حزيران / يونيو

لجين عمران بإطلالة صيفية أنيقة باللون البيج
المغرب اليوم - لجين عمران بإطلالة صيفية أنيقة باللون البيج
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib