عقلٌ و70 لساناً

عقلٌ و70 لساناً

المغرب اليوم -

عقلٌ و70 لساناً

بقلم - سمير عطا الله

سمّاه أدباء العرب وفلاسفتهم، «المعلم الثاني». ولم يتوقفوا لحظة أمام مكانة ومرتبة تلميذه الأول أفلاطون. المعلم الأول كان أرسطو، والمعلم الثاني كان علامتنا وفيلسوفنا ومولانا، أبو نصر الفارابي، الفاضل، صاحب المدينة الفاضلة.

وكان الفارابي مسلماً من تركيا، وليس عربي اللسان، لكنه حلّق في لغة القرآن كما حلّق في مواهبه الأخرى. بدأ الفارابي مسيرته العبقرية في فاراب، التي هي الآن أطراز، ومن ثم تنقل في عواصم العرب الكبرى، القاهرة وبغداد ودمشق حيث توفيَ. ولعل أهم شهادة فيه جاءت من ابن سينا الذي قال: قرأت أرسطو 40 مرة، ولم أستطع فهمه إلى أن قرأت الفارابي.

وقد ورد في كتاب «آراء أهل المدينة الفاضلة» (المكتبة الشرقية) أن الفارابي قال لسيف الدولة، صاحب حلب، عندما سأله عن عدد اللغات التي يجيدها فقال: سبعين لساناً.

فعظم عنده. ثم أخذ يتكلم مع العلماء الحاضرين في المجلس في كل فن. فلم يزل كلامه يعلو، وكلامهم يسفل، حتى صمت الكل وبقي يتكلم وحده. ثم أخذوا يكتبون ما يقوله. فصرفهم سيف الدولة وخلا به، فقال له: هل لك في أن تأكل؟ فقال: لا. فقال: فهل تشرب؟ فقال: لا. فقال: فهل تسمع؟ فقال: نعم. فأمر سيف الدولة بإحضار القيان. فحضر كل ماهر في هذه الصناعة بأنواع الملاهي.

فلم يحرك أحد منهم آلته إلا وعابه أبو نصر، وقال له: أخطأت. فقال له سيف الدولة: وهل تحسن في هذه الصنعة شيئاً؟ فقال: نعم. ثم أخرج من وسطه خريطة، ففتحها وأخرج منها عيداناً وركبها، ثم لعب بها، فضحك منها كل من كان في المجلس. ثم فكها وركبها تركيباً آخر، ثم ضرب بها، فبكى كل من كان في المجلس حتى البواب، فتركهم نياماً وخرج.

(ويُحكى) أن الآلة المسماة (القانون) من وضعه، وهو أول من ركّبها هذا التركيب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقلٌ و70 لساناً عقلٌ و70 لساناً



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 02:45 2020 الإثنين ,15 حزيران / يونيو

مدرب بكين جوان يوضح الوضع محبط وأكثر سوءا

GMT 03:34 2020 الأربعاء ,10 حزيران / يونيو

نصائح الخبراء لتفادي الشعور بالجوع والكسل

GMT 11:45 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

"مليحة العرب" تطرق أبواب الغناء بـ"غلطة كبيرة"

GMT 20:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبو شباب الحسيمة يحتجون مجددا على تأخر صرف مستحقاتهم

GMT 13:07 2019 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

المنتخب السوداني يستدعي 6 لاعبين من المريخ

GMT 09:26 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

الجيش يكشف عن أهدافه وتعاقداته في مؤتمر صحفي

GMT 15:11 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

Ralph & Russo "للخياطة الراقية لربيع 2019

GMT 04:05 2019 الجمعة ,11 كانون الثاني / يناير

الفنان أحمد عز يشرع في تصوير فيلم "يونس"

GMT 17:46 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إدارة السجون توضّح حقيقة اغتصاب سَجين في "عين السبع1"

GMT 01:30 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

غادة إبراهيم تكشف عن استخدام الفوم لعمل عرائس المولد النبوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib