يوم دُكَّت المدينة دكّاً
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

يوم دُكَّت المدينة دكّاً

المغرب اليوم -

يوم دُكَّت المدينة دكّاً

سمير عطاالله
سمير عطاالله

كنا في الطابق السادس من مبنى «النهار»، استوديو التلفزيون. انتهت مقابلة الزميلة موناليزا فريحة معي، وعادت إلى مكتبها في قاعة التحرير المحاذية. جمعتُ أوراقي، ووقفت للمغادرة. فجأة دوّى دويّ أحدث ما يشبه سحب الهواء من رئة المدينة.

كنتُ قد سمعت من الذين عاشوا الحرب في لبنان، أن الانفجارات المفرَّغة يلحقها انفجار ثانٍ بقوة الجحيم. وخطر لي تلك الثانية أن مبنى «النهار» هو الهدف، وأنني لا أملك الوقت للهروب، قعدت وجلست في مكاني، بحيث لا يتعذب جارفو الركام في لملمة الأشلاء. دبّ فيَّ حزن سريع على ما سوف أسببه من حزن لعائلتي.

الساعة السادسة وخمس دقائق، وقع صوت في حجم مليون صاعقة رعدية، أو مليونين. فلما وجدتني لا أزال حيّاً، تأملت الاستوديو حولي بحثاً عن الباب فلم أرَ سوى جدران متداعية. وبسرعة عادت موناليزا فريحة تبحث عني. ورفعت كومة من الخشب وخرجنا فلقينا عامل الهاتف جوزف أبي غانم أمامنا. قال لي: «يقولون إنه انفجار في (بيت الوسط) مقر الرئيس سعد الحريري».
«النهار» أو مقر سعد الحريري المُذهَب، الخوف واحد: لقد بدأت الحرب الأهلية التي يتحدث عنها اللبنانيون، خصوصاً المسؤولين، كما يتحدثون عن لائحة الطعام. نزلنا الدرج فوق الزجاج المحطم. ولم أكن أحس بأنني أسحب معي الدماء والنثرات الجارحة المذرية على مدى الأدوار الستة. وعندما وصلت إلى مدخل المبنى وجدت سيارتي التي قوّسها الانفجار، لكنني لم أجد السائق. في تلك اللحظة بدأت الصدمة تتحول إلى خوف: مسؤوليتي عن شاب عاد من سوريا للتو بعد الاحتفال بخطوبته.

كان الانفجار قد رمى به بعيداً، فأخذ يعدو كمن في كابوس لجوج. اتصلت به فقال إنه تدبر سيارة تنقله ويجب أن أتدبر أمري. كانت السيارات تتسارع في ساحة البرج مثل قفير نحل هارب. وحتى سيارات التاكسي، التي يتقاتل سائقوها عادة على راكب، أدبرت لا تتوقف لأحد.

في مثل هذا الانفلات الخائف والمجنون، عرفني شاب من طرابلس فتوقف لي، ثم أسرع كالصوت فوق الانفجار التالي. في هذه الأثناء كان ابني «يطرح النداء» عبر الوسائل طالباً المساعدة من أي مار في المنطقة. توقفت عند تقاطع طرقات أنتظر التاكسي الذي أرسله ابني إليّ. زجاج يملأ الأمكنة. وقال لي رجل يهرع نحو ملاذه في ذلك الاتجاه: «أخبروني أن سطوح الحي عندنا قد حلقت سطوحها حلقاً».

بدأت أدرك أن الصوت الجهنمي الذي سمعته قد زعزع بصوته المدينة. لم أعد أرى وأنا عائد إلى البيت سوى أناس يهرعون إلى بيوتهم. عندما وصلت إلى البيت وشاهدت التلفزيون، بدأت أدرك بعض ما حصل، ولماذا كان ابني وأمه لا يزالان يرتعدان. وفيما استمرت غيوم الانفجار في التصاعد بألوانها أطبق غيم أسود على صدر لبنان.

في مواجهة «الغموض وخطر الغموض»، انتشرت الرايات وانتعشت صناعة التحليل. البعض طلب منا أن نحمد الله لأن الانفجار وقع في اتجاه الشرق وإلّا لتناثرت المدينة برمّتها. ثم بدأنا نرى الضحايا والمشردين والبيوت المدمرة. فالأمهات الثكالى، فالأيتام، فالذين فقدوا، إلى جانب المأوى، الأقرباء والأصدقاء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم دُكَّت المدينة دكّاً يوم دُكَّت المدينة دكّاً



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib