التحقيق

التحقيق

المغرب اليوم -

التحقيق

سمير عطاالله
سمير عطاالله

بعد تفجير مرفأ بيروت، بقوة قنبلة نووية، أو ألف قنبلة عادية، أعلن الرئيس ميشال عون على الفور أن التحقيق يجب أن يكون محلياً، لأن التحقيق الدولي بطيء. وكان يستند في هذه الحجة إلى الحكم الذي أصدرته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بعد مطالعات ومحاكمات ومرافعات استمرت 15 عاماً، خلصت إلى أن الذي أعد للجريمة ودبرها ونفذها وتسبب في قتل 20 شخصاً وإصابة 200، هو متهم واحد.

مرفأ بيروت ليس جريمة ارتكبها سوبرمان واحد. كل يوم يكتشف اللبنانيون والعالم أن التفجير الذي في قوة ألف قنبلة وقع في مؤسسة حكومية سائبة بحجم ألف مغارة علي بابا. وخلف الألف مغارة ألف مغارة. وليس من تحقيق دولي، أو محلي، أو مشترك قادراً على الوصول إلى آخر المغاور. وأحد الأسباب أن التحقيق لا يستطيع أن يتحمل ما يسمع، خصوصاً إذا كان الذين يستجوبهم يقولون الحقائق.

وفي مثل هذا الكوارث هناك، إضافة إلى الألف قنبلة، و2750 طناً من نترات الأمونيوم وعشرة أطنان من المفرقعات وآلاف بوابير الكاز («نيويورك تايمز») ألف حقيقة، وألف رواية. وفي مواجهة هذه الآلافات، لا يمكن لفريق محققين صغير أن ينهي عملاً بهذا الحجم. لا في يوم، ولا في شهر، ولا في سنة.صحيح أن وزير الداخلية كان قد وعد بإنجاز التحقيق خلال 5 أيام، لكن الناس لم تكن تعرف عن الوزير أنه يحب المزاح، خصوصاً الحالك منه، ليس في مصلحة أحد من سياسيي لبنان أن تحدد أي مسؤولية. فالمرفأ شركة ارتكابات ينخرط فيها الجميع. كل فريق له حصته حسب حجمه. وبالعدل والقسطاس، لأن السياسيين اللبنانيين لا هَم لديهم ولا مهمة سوى العدالة والمساواة. ولا حاجة إلى المزيد من الأدلة، فهناك منها، حتى الآن، ألف ألف دليل.

بعد يوم من الانفجار بدأت الأحزاب في التدخل. واعترض حزب التيار الوطني على توقيف مدير المرفأ، المحسوب عليه. ولو حدث انفجار في مثل هذا الحجم في ميناء بهذا الحجم، لبدأت جنابك التحقيق مع المسؤول الأول. لكن ليس في لبنان.

في لبنان يحدد المتهم تهمته وقاضيه ونوعية سجنه. وحسب تحقيق «نيويورك تايمز» فإن شركة واحدة لتخليص البضائع في المرفأ تدفع رشاوى بقيمة 200 ألف دولار في العام. فقط على سبيل العينات. وبحسبها أيضاً تمر في الميناء كل أنواع البضائع، خصوصاً المحظورة. ووفقاً لمسؤول تحدث إليها فإن الماسح (الكاشف) الكهربائي معطل منذ سنوات، والحكومة ترفض دفع تكاليف إصلاحه. والتوفيق للتحقيق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحقيق التحقيق



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib