اليخوت والقصور الاشتراكية

اليخوت والقصور الاشتراكية

المغرب اليوم -

اليخوت والقصور الاشتراكية

سمير عطاالله
سمير عطاالله

نفى فلاديمير بوتين أن يكون القصر المبني على البحر الأسود بتكلفة 1.3 مليار دولار هو قصره، وقال ملياردير روسي إن المبنى الأسطوري ملك له. أو «خاصته» كما تقول الترجمات التلفزيونية. وفي أي حال الأمر متروك للنبهاء، وليس لنفي الرئيس، ولا لتأكيد الثري الذي ظهر فجأة لكي يتبنى المسؤولية عن بناء المبنى الذي يذكر بالكرملين ومعلقاته الذهبية.

من أشهر أقوال ابن خلدون إن «الضحية يقلد الجلاد». أو الموظف يقلد رئيسه. أو الفقير الذي اغتنى يسارع إلى تقليد الأثرياء الذين كانوا، ويتمنى أن يصبح في مثل ثرائهم. هذه من طبائع البشر. لكن الظاهرة اللافتة جداً هي المبالغات التي ظهرت عند الشيوعيين، أو الشيوعيين السابقين. تعرض للبيع الآن في رومانيا الفيلات الفخمة التي تركها خلفه الزعيم نيكولاي تشاوشيسكو. أما القصر الذي بناه من ألف غرفة، فقد أصبح مبنى البرلمان.

وقد بنى ماو تسي تونغ مجمعاً لقيادة الحزب الشيوعي يفوق بكثير قصور الأباطرة الذين ثار عليهم. وكان المارشال تيتو، يعيش ويحكم من جزيرة «بريوني» التي خصصها لنفسه، ومنها يبحر على يخته إلى حيث أراد، أو في زياراته الرسمية. وكان الزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف يهوى السيارات السريعة والقديمة، وكان لديه منها أكثر مما جمع عدي صدام حسين. وكان لصدام 48 قصراً. والذين ثاروا على شاه إيران انتقلوا إلى قصوره من دون حرج، وبعد وفاة الخميني. ولا يزال لينين محنطاً في الكرملين الذي طرد منه القيصر. وكان لدى إدريس الأول ثلاث سيارات مرسيدس قام بردها إلى الدولة من منفاه في مصر، بينما أجبر معمر القذافي جامعة فيينا على قبول ابنه الاشتراكي ومعه «نمره» لأنه لا يستطيع العيش من دونه. وكان سيف الإسلام، وريث الجماهيرية الاشتراكية العظمى، يصل على يخته إلى موانئ جنوب فرنسا لكي يبشر بنظرية والده عن البيت لساكنه، وهذا صدر البيت شعراً، أما عجزه فهو اليخت لراكبه. وخلاصته لا خلاص لهذا العالم إلا بـ«الكتاب الأخضر» و«النظرية الثالثة». ومبروك لليبيا الاتفاق. لقد آن الأوان، بعد 42 عاماً من ثورة الفاتح، وعشر سنين من الثورة عليها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليخوت والقصور الاشتراكية اليخوت والقصور الاشتراكية



هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم

GMT 02:12 2025 الثلاثاء ,16 أيلول / سبتمبر

ريهام سعيد تعاني أزمة نفسية جراء التنمر
المغرب اليوم - ريهام سعيد تعاني أزمة نفسية جراء التنمر

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 19:54 2018 السبت ,17 آذار/ مارس

الحجاب: فريضة أم أيديولوجية سياسية؟

GMT 09:32 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

"فيفا" يوصي بمتابعة اللاعب أشرف بنشرقي في "كأس العرب"

GMT 00:15 2020 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

شركة صينية تكشف عن أول طرازاتها للسيارات الطائرة

GMT 03:22 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الجريئة تحتل قمة اختيارات ديكورات المنازل في 2019

GMT 17:07 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

رجل يصوّر زوجته عارية داخل فندق ويُهددها بنشر الفيديو

GMT 08:22 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"إيتا" الباسكية تنهي حقبة الدماء في إسبانيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib