«جرائم النيل والصحراء»

«جرائم النيل والصحراء»

المغرب اليوم -

«جرائم النيل والصحراء»

سمير عطاالله
سمير عطاالله

كانت أغاثا كريستي أشهر كاتبة جريمة في التاريخ. ونظر العالم إليها دائماً على أنها بريطانية، حيث أمضت معظم عمرها، لكن الحقيقة أنها من أب أميركي وأم بريطانية. وعن علاقتها بالعالم العربي اشتهرت روايتها (لاحقاً أصبحت فيلماً) «جريمة على النيل»، كما اشتهرت على نطاق أضيق روايتها «جريمة في بلاد ما بين النهرين».

الذي لم يعرف عنها كثيراً أنها عاشت سنوات عدة في العالم العربي، خصوصاً في العراق، حيث تعرفت إلى زوجها الثاني الذي كان يعمل منقب آثار لحساب الحكومة البريطانية. ومن ثم انتقلت معه إلى شرق سوريا، حيث استمر في العمل نفسه. وخلال هذه الفترة تنقلت بين مصر والأردن وفلسطين ولبنان. وسافرت بالقطار من بغداد إلى لندن، وفي تلك الرحلة ولدت أشهر رواياتها «جريمة في قطار الشرق السريع». ومن زيارتها إلى البتراء في الأردن ولدت روايتها «موعد مع الموت». كما كتبت عدة قصص قصيرة تدور أحداثها في الشرق الأوسط، خلال الفترة نفسها، وهي الثلاثينات من القرن الماضي.بدأت علاقة كريستي بالعالم العربي عندما جاءت مع والديها إلى مصر وهي في العشرين من العمر كما روت في مذكراتها، التي صدرت عام 1976 بعد وفاتها بسنة. وحاولت والدتها أن تثير اهتمامها بعالم الآثار من حولها، لكنها كانت ترفض ذلك، مفضلة ما في القاهرة من مباهج الحياة. لكن القاهرة كمدينة تركت في نفسها أثراً لا يُنسى. وعندما عادت العائلة إلى بريطانيا، وضعت رواية تدور أحداثها في العاصمة المصرية، عنوانها «ثلوج فوق الصحراء»، لكنها لم تلق ناشراً يقبل بها. وتغير الأمر تماماً عام 1929 عندما سَمِعت من أصدقاء لها من العراق، فقررت السفر إلى بغداد، فاستقلّت القطارمن لندن إلى دمشق، ومنها في باص استغرقت رحلته يومين عبر الصحراء. وبعد وصولها إلى العاصمة العراقية بأيام كانت قد انتهت من وضع قصة قصيرة بعنوان «بوابة بغداد».

من بغداد سافرت إلى مدينة أور لتشاهد عمليات البحث عن الحضارة السومرية القديمة. وهناك أيضا عثرت على الكثير من أبطالها في رواية «جريمة في بلاد ما بين النهرين». وما إن عادت إلى بريطانيا حتى سافرت إلى أور مرة أخرى، وهذه المرة تعرفت إلى أحد أعضاء البعثة البريطانية ماكس مالوان، الذي سيصبح زوجها الثاني عام 1931، وبعدها انتقل الزوجان إلى نينوى ضمن بعثة أخرى، وفيها وضعت روايتها «اللورد إدجوير يموت». بين 1930 - 1938 ألّفت كريستي 15 رواية لاقت صدى كبيراً في بريطانيا. وقالت هي عن تلك المرحلة: «كم أتمتع بتأليف الكتب وأنا في الصحراء. لا شيء يلهيك عن العمل مثل التلفونات والمسارح والأوبرا والبيوت والحدائق». لكنها أشارت إلى أن حياتها في الخيام كانت مليئة أيضاً بجحافل من الفئران، وعندما تلجأ إلى الخارج تهاجمها جحافل الحشرات.
عادت كريستي وزوجها إلى العراق عام 1949 حيث كان دورها في البعثة التقاط الصور للآثار التي يتم العثور عليها. أما عملها الحقيقي فكان التأليف، حيث وضعت 94 كتاباً تُرجمت إلى 103 لغات، أي بأكثر بـ14 لغة من شكسبير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«جرائم النيل والصحراء» «جرائم النيل والصحراء»



هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 02:03 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

أجمل موديلات فساتين عروس طبقات 2020

GMT 07:33 2023 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يُصبح هداف مصر التاريخي في تصفيات كأس العالم

GMT 14:18 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

مصر ترد على وكالة "ناسا" بشأن الإعصار المتجه نحو البلاد

GMT 13:10 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

طاليب ينتقد معارضيه بعد انتصاره على الوداد

GMT 04:24 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

برنامج تجسس" يستهدف الهواتف ويسرق محتوياتها في المغرب"

GMT 19:09 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ليليان تورام يزور أكاديمية نادي الفتح الرياضي

GMT 22:36 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

10 نصائح للعناية بالشعر المعالج بالكيراتين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib