احزر مَن اتّصل

احزر مَن اتّصل

المغرب اليوم -

احزر مَن اتّصل

سمير عطاالله
بقلم :سمير عطاالله

تابعت عروض «صفقة القرن» في كلّ وجوهها. ليس كصحافي، فهذه صفة عابرة، وإنما كعربي، معنيّ، شئت أم أبيت، أمس واليوم وغداً. للكتابة في هذا الموضوع، يتعيّن التطرّق إلى عناصر كثيرة، وتكرار مواقف واحدة، والتساؤل التاريخي - بلا جواب - عن الوصول من القدس إلى أبو ديس.

في كلّ العروض المتداخلة والمتقاطعة التي صدرت في العواصم، توقّفت عند حالتين: كلمة الرئيس محمود عبّاس، واتصال السيد إسماعيل هنيّة به. في الأولى، رجل تاريخي وقور، آخر الأبوات، يعلن موقف فلسطين الحقيقي، والمتّفق عليه في العالم أجمع.
في الثانية، يتذكّر والي غزة في لحظة مخيفة، أنّ من الأسهل والأقرب إليه، الاتصال برئيس فلسطين، من الاتصال بالدوحة أو طهران. وبدل الانتظار إلى ما بعد بيان البيت الأبيض، وكأنه معلّق صحافي في جملة المعلّقين، كان من الأكثر وطنية وصدقاً وفائدة، أن ينتقل، هو ورجاله، من دون شروط مسبقة واتفاقات بالية وممزّقة، إلى رام الله، ليضع نفسه في تصرّف الشرعية الفلسطينية، وفقاً للمعايير الوطنية والعربية والدولية وجميع مؤسسات العالم.
في هذا المشهد المتداعي من حال الأمّة، كان وضع «حماس» هو «الثقب الأسود». انشقّت «حماس» بنفسها، مجزئة أهل القضية، بدواعٍ لا معنى لها ولا أثر. وعرّضت غزة وأطفالها وأجيالها لعمل عدائي مستمر. وتركت الشقيق الفلسطيني والعربي، لتضع نفسها في موقع معادٍ لمصر أولاً ولعموم العرب أيضاً، مضعفة بذلك الصوت الفلسطيني والصوت العربي معاً، معرقلة أي خطوة جوهرية في سبيل الشعب والقضية، مبدّدة الوقت السياسي والزمن الوطني في لفظيّات طمرت الأمّة تحت خرابها.
قد يبدو في هذا الكلام لهجة غير مسبوقة وأسلوب غير مألوف وتحيّز موصوف. وهو كذلك. قال لي الراحل أسامة الباز مرّة: «احترنا في إرضاء (حماس). نحن دولة لنا حدود وهي مصرّة على غيبيات الأنفاق». تصوّر لو كانت «حماس» أمس إلى جانب السلطة الفلسطينية. لكن خيارها ثابت، إلى جانب إيران وقطر. كيان منشقّ لا مكان له في أي مؤسسة عربية أو دولية. اللهم إلا صداقة فنزويلا! خريطة القرن ما كان ممكناً أن تُعرض على أحد لو كانت غزة جزءاً من الشرعية الوطنية. وفي أي حال، شكراً للسيد هنيّة أنه تذكّر أن يتّصل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احزر مَن اتّصل احزر مَن اتّصل



GMT 14:25 2025 الأربعاء ,27 آب / أغسطس

الصحيفة.. والوزير

GMT 19:42 2025 الأحد ,17 آب / أغسطس

إنذار جريمة طريق الواحات!

GMT 15:53 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

خريطة سعدون حمادي

GMT 15:34 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

مصر للطيران!

GMT 20:44 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

الطعن على الوجود

الكروشيه يسيطر على صيف 2025 ونانسي عجرم والنجمات يتألقن بأناقة عصرية

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 15:02 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا سعيدة بإهداء دورة مهرجان القاهرة السينمائي لشادية

GMT 01:36 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"لارام" تلغي الخط الجوي الرابط بين الحسيمة والدار البيضاء

GMT 00:59 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

10 نصائح للفوز بفستان زفاف أنيق يوافق المرأة في سن الأربعين

GMT 23:42 2024 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

نيللي كريم تُصرح أن جائزة جوي أووردز كانت مفاجأة

GMT 01:12 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

إشبيلية يفشل في تأجيل سفر النُصيري

GMT 16:35 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

ديكورات لحفلات الزفاف الخارجية لصيف 2023

GMT 23:09 2023 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

السعودية تجمع 10 مليارات دولار من إصدار سندات

GMT 16:37 2022 الأحد ,09 كانون الثاني / يناير

4 غيابات للأسود في أولى مباريات "الكان

GMT 21:54 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

توقّعات العرّافة البلغارية العمياء بابا فانغا لعام 2021

GMT 22:53 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروغوياني يعلن إصابة لويس سواريز بـ فيروس كورونا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib