النسخة السعيدة عن عدن

النسخة السعيدة عن عدن

المغرب اليوم -

النسخة السعيدة عن عدن

سمير عطاالله
بقلم :سمير عطاالله

خُيّل إليّ وأنا شاب، أن مهنة السفير هي الأجمل في الحياة: تسافر من بلد إلى آخر، ينتهي دوامك بعد الظهر وتقرأ وتكتب بقية اليوم. لكن ماذا إذا عُيّنت في بلد مزعج أو ممل؟ هذا احتمال. لكن يبقى وقت القراءة والكتابة. أو التعرّف على تجربة جديدة. أو صنع صداقات جديدة. أحيل على التقاعد صديقي السفير سمير شمّا بعد عمل نقله إلى البرازيل، والولايات المتحدة، واليابان، وكندا، والنمسا والتشيلي. سألته إلى أين يحبّ أن يعود الآن؟ كنت أعتقد أن الجواب هو اليابان التي وضع عنها كتاباً مرجعياً. لكن الجواب، لا، ليس اليابان، إنه التشيلي، حيث أمضى ست سنوات: «تقول الكاتبة التشيلية كابرييلا ميسترال إن كلمة تشيلي في حضارة الهنود الـ(أيمارا) تعني (حيث تنتهي الكرة الأرضية)». وتصف الروائية التشيلية إيزابيل أليند بلدها بأنه «في أبعد الأبعاد. خطوة إضافية تمشيها فتسقط من الكرة الأرضية». بلد الـ4500 كلم طولاً وقليل قليل العرض. فدعاها نيرودا: «وطني النحيف».

الكتاب الكلاسيكي عنها؟ عنوان معبّر. «التشيلي» أو «الجغرافيا المجنونة» (مقدمة ميسترال) تقول: «قد تكون التشيلي البلد الأكثر تنوّعاً جغرافياً على الكرة الأرضية. حرارة المحيط المتجمد الجنوبي بلغت في 24 أغسطس (آب) 1960 الـ88 تحت الصفر، تقابلها صحراء أتاكاما التي وصفوها بـ(الصحراء المطلقة) التي لا تعرف المطر. سانتياغو - العاصمة، دعاها الفاتحون الإسبان (النسخة السعيدة عن عدن) ودخلت هذه الجملة في نشيدهم الوطني».
البلد الثاني الذي ترك أثره في السفير شمّا، هو النمسا التي تعرّف على رئيسها آنذاك الدكتور كورث فالدهايم، الأمين العام السابق للأمم المتحدة. في «عين العاصفة» مذكرات فالدهايم، كرّس فصلاً عنوانه: «المأساة اللبنانية»، وصف فيه الأزمة اللبنانية بأنها واحدة من أخطر التحديات التي كان عليه أن يواجهها كأمين عام المنظمة الدولية. حدّثني عن خيبة أمل شعر بها في زيارته الأولى للبنان، فقد قرأ عن تاريخنا والأرز، ورغب في رؤية غابته الشهيرة، ولما وصل بالطوّافة العسكرية، لم يشاهد ما كان يتصوّره: غابات تغطّي القمم. عينهم على أرزنا ونحن عيننا على التراب.
أما فيينا فهي العاصمة العالمية للموسيقى الكلاسيكية والطبيعة الخلابة. «موزار» هو عندهم البطل القومي وعطية النمسا للعالم. في السنوات الأخيرة، حلّت فيينا الأولى في العالم كمستوى عيش. مدهشة البساطة في كشف حياة كبار المسؤولين. رئيس الجمهورية الحالي يعود من قصر الـ«هوف بورغ»، لدى انتهاء عمله، إلى شقته المتواضعة وسط فيينا. «بيت المال»، «خزينة الدولة» بمفهومها الشرقي والغربي الغامض، غريبة عن ثقافتهم. إنها عندهم أموال المواطنين دافعي الضرائب. حريصون هم في طريقة إنفاقهم والشعب يحاسب ويقسو. متأصل هذا الشعور في تاريخهم.
كاتب تركي زار فيينا عام 1665، استغرب ما رأى: «الإمبراطور النمساوي يلتقي في الشارع امرأة وهو يتمشى، فيرفع قبّعته احتراماً لها ويعطيها أفضلية المرور».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النسخة السعيدة عن عدن النسخة السعيدة عن عدن



GMT 15:07 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العودة إلى إسحق رابين

GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 21:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
المغرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017

GMT 07:02 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب الأميركي "Happy Death Day" الأول على شباك التذاكر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib