الكتابة في كابوس

الكتابة في كابوس

المغرب اليوم -

الكتابة في كابوس

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

في بدايات «الربيع العربي»، الفصل الممنوع في التقويم العربي، التقيت أمين معلوف في باريس، سألته ما هو الكتاب الذي يعمل على تأليفه؟ قال إنه مأخوذ بالأحداث، وغير قادر على التفكير في أي شيء آخر. قلت: ولكن لديك «جزيرتك» وعزلتك التامة، ولا يستطيع أحد الذهاب إليك وتعكيرها. قال: القضايا الوطنية تذهب أنت إليها، لا تنفع فيها الجُزر.

في السنوات الماضية قرّرتُ، خلافاً لقناعة عمرها من عمري، أن أكتب مذكراتي، أو شيئاً منها، وقد حسم الأمر بالنسبة إلي؛ الشيخ جميل الحجيلان، عندما قلت له: ما هي أهمية رجل مثلي؟ قال: المذكرات سيرة يقرِّر الآخرون أهميتها.

اعتدت، منذ كتابة السطر الأول، ألا أُعيد كتابة أي نص، لكنني عندما باشرت وضع المذكرات أعدت كتابة أشياء كثيرة، وألغيت مواد كثيرة، وعندما وصلت المراحل الأخيرة اندلعت حرب غزة، ولم يَعُد في إمكاني كتابة صفحة واحدة في موضوع آخر. ألغيت التلفزيون كلياً من حياتي، واكتفيت بقراءة الصحف من دون الاضطرار إلى مشاهدة صورها، ورُحنا ننتظر أن يقوم مَن يغلق أبواب الجحيم، لكن جحيماً آخر فُتح في لبنان، وصرت أرى الصور التي أعرفها من قبل، وأحياناً الوجوه التي أعرفها.

مرة أخرى، على المذكرات أن تنتظر، ولا أدري إلى متى، عندما غادرتُ بيروت قبل عام قطعت تذكرة لمدة شهر، الآن أشاهدها من التلفزيون، ولا أتحمل فكرة التساؤل عن موعد العودة، لكن كلما خطر لي أن أُلقي ولو نظرة سريعة على المذكرات، أتذكر أمين معلوف: القضايا لا تنتظر أن تأتي إليها. هي تأتي إليك.

البولندي العظيم جوزف كونراد قال عن صعوبة الكتابة في ساعات الشدة: «كيف يمكن أن تفكر في وعي وأنت في كابوس»!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكتابة في كابوس الكتابة في كابوس



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:39 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:31 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً
المغرب اليوم - اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً

GMT 13:17 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
المغرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

GMT 15:10 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

ما صدر في قضية بورسعيد قرار والحكم 9 مارس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib