من أسمهان إلى ويتني هيوستن

من أسمهان إلى ويتني هيوستن

المغرب اليوم -

من أسمهان إلى ويتني هيوستن

بقلم -طارق الشناوي

بعد أن حصل النجم ذو الأصول المصرية رامي مالك عام 2019 على جائزة «أوسكار» أفضل ممثل عن فيلم «الملحمة البوهيمية»، ووسط فرحة عامرة، انتابتنا جميعاً كعرب، وجدت فنانة تكتب على صفحتها: «يخيبك عرتنا تقدم حياة مطرب شاذ جنسياً»، لم يستوقفها سوى أن المطرب فريدري ميركوري كان مثلي الجنس، فكيف يجرؤ رامي على تجسيد حياته؟!.
قبل نحو عشرة أعوام، كانت مسلسلات رمضان لا تخلو من أعمال درامية تقدم حياة أحد كبار مبدعينا، مع الزمن حدث نوع من التشبع ولم يعد الجمهور يشتاق إليها، فتوقفت الفضائيات عن عرضها، كما أن السينما أيضاً باتت تتجنبها، بينما في العالم دائماً يقدمون حياة الشخصيات العامة بكل ضعفها البشري.
بدأ مؤخراً الاستعداد لتقديم فيلم عن حياة الأسطورة السمراء ويتني هيوستن المطربة والممثلة الأميركية، كانت ويتني قد رحلت قبل ثماني سنوات بعد أن غرقت في حمام السباحة على أثر تعاطيها جرعات مكثفة من المواد المخدرة، أكد صُناع الفيلم الجديد أنهم سيذكرون كل التفاصيل.
لا ترحب الدراما العربية عادة إلا بصورة إيجابية فقط للشخصية العامة، وفي كل النواحي، كما أن الورثة كثيراً ما يثيرون الشغب أثناء إعداد هذه الأعمال، بل ويتوعدون صناعها قضائياً، لو تطرقوا لأي جانب، قد يبدو فيه شيء من السلبية.
أتذكر أثناء إعداد مسلسل «أم كلثوم» تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج إنعام محمد علي، سألني الكاتب الكبير عن بعض تفاصيل في العلاقة بين أعمامي الشاعرين كامل ومأمون الشناوي وأم كلثوم، وتطرق الحوار بيننا لحكاية كنت أعرفها عن عازف الكونترباس عباس فؤاد، وكان وقتها على قيد الحياة ويعرفه الجمهور بلقب «عباس عظمة»، بعد مشاركته في عزف مقدمة أغنية «أنت عمري»، هتف الحضور: «عظمة على عظمة على عظمة» فارتبط به اللقب.
كان عباس من العازفين الأساسين في فرقة «الست»، وجاء له حفل في دولة الكويت، واعتذر لمايسترو الفرقة عازف القانون عبده صالح، ورشح له أحد زملائه الأكفاء للقيام بالعزف في الحفل القادم، علمت أم كلثوم بالواقعة، وقبل الإقلاع فوجئ عباس، بقوات الشرطة تصعد لمتن الطائرة، وتجبره على الهبوط، وعندما سألهم قالوا له: «دي أوامر الست»، لاحظ الركاب ما حدث فاضطر للشرح فقالوا له جميعاً: «طبعاً أم كلثوم عندها ألف حق».
لم يستطع محفوظ كتابة هذا المشهد رغم طرافته، لأنه كما قال لي: «ربما يلقي بظلال سلبية على أم كلثوم باعتبارها تستغل نفوذها عند الدولة».
كثير من الأعمال الفنية تصطدم فعلاً باعتراضات من هذا القبيل، فوجئ مثلاً المخرج السوري أنور قوادري، بأن ورثة الرئيس جمال عيد الناصر يرفضون أن يقدم مشاهد في فيلمه «جمال عبد الناصر» للرئيس مرتدياً «البيجامة»، لأنها من وجهة نظرهم «تجرح جلال الزعيم»، ربما كان مسلسل «أسمهان» الذي كتبة الراحل السوري نبيل المالح وأخرجه التونسي الراحل شوقي الماجري، هو الوحيد الذي أفلت من تلك «التابوهات»، واقتحم بالفعل مناطق إنسانية شائكة مسكوت عنها في حياة أسمهان كما جسدتها سولاف فواخرجي، وتعرض وقتها صُناع المسلسل لملاحقة قضائية، وبالتهديد بالقتل من قبل عائلة الأطرش في السويداء بجبل الدروز بسوريا!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أسمهان إلى ويتني هيوستن من أسمهان إلى ويتني هيوستن



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib