توابع مشاكل «كروان مشاكل»

توابع مشاكل «كروان مشاكل»!

المغرب اليوم -

توابع مشاكل «كروان مشاكل»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

هذا هو ما كان متوقعا أن يتناوله البيان الذى أصدره اتحاد النقابات الفنية برئاسة المخرج عمر عبدالعزيز والذى ضم قطبى الصراع، نقيب الممثلين أشرف زكى ونقيب السينمائيين مسعد فودة.

حرص البيان على إلغاء العقاب العشوائى الذى أصدره نقيب الممثلين ضد مخرج مسلسل (بطن الحوت) أحمد فوزى صالح، وفى نفس الوقت حفظ ماء وجه نقيب الممثلين، وهو ما أشرت إليه فى عمود أمس، صياغة البيان تجنبت تماما الإشارة إلى أصل المشكلة، وهى أن (السوشيال ميديا) صارت هى صاحبة السلطة والعصمة، لأنها وضعت (كروان مشاكل) كلوحة تنشين بعد أن منحه المخرج أداء شخصية هامشية واعتبرته فعلا شائنا يستحق أقصى عقوبة.

فى البيان، تراجعت نقابة الممثلين عن توجيه إدانة المخرج، إلا أننى توقفت كثيرا أمام عنف العقاب الصادر، فهو يحث أعضاء النقابة على مقاطعة المخرج بعدم التعامل معه مجددا فى أى أعمال قادمة، ورغم ذلك يؤكد النقيب، فى كل تصريحاته، أنه لا دخل له بالمخرج، ولم يوجه له أى عقاب يذكر، واعتبر ما حدث مجرد مداعبة.

أوقف البيان الأخير عقاب المخرج وأحال أوراقه إلى نقابة السينمائيين، التى سوف تحقق معه، إلا أن السؤال: عن أى جريمة؟.

المفروض أن نقابة السينمائيين تسارع فعلا بالتحقيق، لإبراء ساحته أو إدانته، هذا هو المطلوب من مسعد فودة، نقيب السينمائيين، مشاركة من هم خارج جداول النقابة مسؤولية شركة الإنتاج، ليس دور المخرج أن يراجع (كارنيهات) العضوية، ولا شهادات حسن السير والسلوك.

السر وراء الغضب يكمن فيما هو مسكوت عنه، أقصد (كروان مشاكل)، والاستعانة به فى أداء دور، إلا أنه لا أحد ذكر اسمه حتى بين قوسين، وصار الحديث عن قضية مزمنة، وهى البطالة، وهو مؤكد ما تعانى منه كل النقابات الفنية، لو راجعت الأوراق ستكتشف أن 10 فى المائة من المقيدين فى جداول النقابات الفنية هم فقط الذين يعملون.

هل تنتهى مشكلة البطالة لو توقفت النقابات عن منح التصاريح المؤقتة؟ يقينا لا، طوال التاريخ الأغلبية تعانى من البطالة.

قانون العرض والطلب يفرض نفسه، وعلى النقابات الفنية أن تزيد من معدلات إقامة الورش الإبداعية، وتحديث أدوات الفنانين الإبداعية، الفن بطبعه تتطور معالمه، وما كان يصلح قبل عشر سنوات بات خارج نطاق الخدمة، الزمن هو الذى يفرض إيقاعه ومفرداته على الجميع.

الانتقاء بين الفنانين ليس قرارا فوقيا، بقدر ما يعبر ويشير إلى رغبة عند الجمهور لاختيار هذا الفنان تحديدا، هناك مثلا من يطالب بعدم السماح للفنان بالتعاقد على أكثر من عمل فى نفس الوقت، لإتاحة الفرصة لآخرين، وهو اقتراح، كما يبدو للوهلة الأولى، منطقى ومطلوب، إلا أنه عمليا ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، لأنه يخاصم الفن والعدالة، ويطيح بقانون العرض والطلب.

فى الماضى مثلا كان حسن حسنى هو أكثر فنان يتعرض للانتقاد بسبب كثرة أعماله، وكثيرا ما كنت أكتب ساخرا، يعرض فى العيد خمسة أفلام جديدة بينها ستة شارك حسن حسنى فى بطولتها، وهو ما ينطبق الآن على بيومى فؤاد.

بعض شركات الإنتاج تضع جداول التصوير طبقا لجدول بيومى، وتحدد أيام التصوير وفقا لأوقات فراغه، مثلما كانت تفعل مع الرائع حسن حسنى.

ليست مشكلة أن يستعين المخرج بـ(كروان مشاكل) أو غيره من الظواهر التى لا يخلو منها أى مجتمع، بداية الحل إدراك أن أصل المشكلة ليس (كروان مشاكل).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توابع مشاكل «كروان مشاكل» توابع مشاكل «كروان مشاكل»



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:02 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى
المغرب اليوم - دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib