وما الدنيا إلا «فار» كبير
وزارة الصحة الإسرائيلية تُعلن عن اكتشاف ثماني حالات حصبة جديدة في دولة الاحتلال إيران تستدعي عدد من المسؤولين عن انفجار ميناء "شهيد رجائي" للتحقيق بعد ثبوت تقصير في التعامل مع الحادث تراجع قوات الدعم السريع عن المحور الجنوبي بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني إسبانيا والبرتغال تشهد انقطاعاً واسعاً في التيار الكهربائي تسبب في شلل جزئي بالخدمات العامة 24 شهيدا في غزة جراء غارات الاحتلال منذ الفجر وعائلة كاملة في جباليا تحت الركام ارتفاع حصيلة حرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52,243 شهيداً و117,639 جريحاً منذ السابع من أكتوبر 2023 اندلاع حرائق كبيرة في منطقة وادي القلط شرقي الضفة الغربية مما أدى إلى هروع قوات الإنقاذ فوز العداءين الأوغندي أبيل شيلانغات والمغربية رحمة الطاهيري بلقب الدورة الثامنة للماراطون الدولي للرباط إصابات متفاوتة لأعضاء فريق حسنية جرسيف للدراجات في حادثة سير هبوط اضطراري لطائرة بريطانية في بوسطن بسبب اصطدام محتمل بطائر ورصد دخان على متنها
أخر الأخبار

وما الدنيا إلا «فار» كبير!!

المغرب اليوم -

وما الدنيا إلا «فار» كبير

طارق الشناوي
بقلم : طارق الشناوي

قالها يوسف بك وهبى، بعد أن استعارها، وبدون استئذان ولا إحم ولا دستور، من وليم شكسبير: (وما الدنيا إلا مسرح كبير)، صارت الآن (وما الدنيا إلا (فار) كبير)، أرجوك لا تضع همزة على الألف، أقصد (فار) وليس (فأرًا)، وهى اختصارًا (VAR)، تعنى التحكيم بمساعدة الفيديو، التقنية الحديثة المستخدمة حاليًا فى عدد كبير من مباريات كرة القدم، ومن البديهى أن تنتقل إلى باقى الألعاب، بل إلى الدنيا كلها، ولا أستبعد أن نراها قريبًا فى قاعات المحاكم يستخدمها القاضى مع مساعديه للتأكد من حدوث الجريمة وبأى كيفية.

تلك التقنية بدأت على استحياء قبل ست سنوات، حتى حصلت على مشروعية (فيفا)، وتحولت إلى جزء ثابت فى مباريات الكرة، تُشعر الجميع بقدر لا يُنكر من الاطمئنان إلى قرارات الحَكَم، رغم أن بالملعب حاملين للراية، يسترشد بهما الحَكَم عادة قبل إصدار قراراته، إلا أن هناك أخطاء كثيرًا ما أدت إلى كوارث، كان يكشفها فى الماضى، وبعد فوات الأوان، العرض البطىء الذى تلجأ إليه البرامج الرياضية، وتحولت مع الزمن إلى مادة ثابتة، يتندرون خلالها على الحكام، رغم أن الحَكَم فى النهاية من حقه أن يُحيل أولا يُحيل، يأخذ أو لا يأخذ برأى (الفار).

سوف تكتشف أن هناك فريقًا مساعدًا يجلس فى غرفة مغلقة يتابعون المباراة بأكثر من كاميرا وزاوية ورؤية، وفى حالة احتساب هدف أو ركلة جزاء أو إنذار (بطاقة صفراء) أو طرد (بطاقة حمراء)، يتم عادة الرجوع إليها قبل إصدار القرار النهائى.

وإذا اختلف فريق الفيديو المساعد، يتم استدعاء الحَكَم لحسم القرار، مؤكد أن العدالة المطلقة مستحيلة، خاصة عندما يصبح السؤال مثلًا: هل لامس اللاعب الكرة داخل منطقة الـ18، عامدًا متعمدًا، فتصبح ضربة جزاء، أو أنها بالمصادفة لامست يده، فلا تُحتسب، هل ذهب اللاعب للكرة أم هى التى ذهبت إليه، الفارق كما ترى دقيق جدًّا وأكبر حتى من قدرات (الفار) لأنه يتكئ على النوايا وتحليلها، ولهذا فإن بعض القرارات لن تحسمها اللقطة لأنها تتناول منطقة غير ممسوكة أو معلنة وهى النية.

تلك التقنية هى امتداد طبيعى لما نراه من كاميرات المراقبة، فى الشوارع والهيئات والفنادق والبيوت، الحياة كلها صارت خاضعة لـ(فار) كبير يرصدنا 24 ساعة.

هل لدينا (فار) يكشف لنا أخطاءنا التى عادة ما ننكرها، مثلًا إذا حدثت، وكثيرًا ما حدثت مشادة زوجية، يُصبح السؤال: مَن البادئ، على اعتبار أنه أظلم، أنت تحت المراقبة، بدون أن تدرى أو تدرى، مثل الأغلبية، وتعمل نفسك مش واخد بالك!!.

كل شىء صار من الممكن أن نستعيده، تخيل حياتنا وهى خاضعة فى كل تفاصيلها للمراجعة، قبل أن تقول لمَن وقعت فى حبها (أحبك)، تطلب منها وقتًا مستقطعًا من أجل مراجعة رأى (الفار)، ستصبح حياتنا محسوبة بكل دقة، ولا مجال للخطأ البشرى أو سوء الفهم الذى هو الملح والفلفل للحياة.

فى تصوير البرامج والأفلام والمسلسلات تُعاد اللقطة عشرات المرات حتى نتقن الأداء بالصوت والصورة والإحساس، فهل نعيش الحياة وكأننا فى (استوديو)، أوفى غرفة معقمة بالمستشفى، فلا مجال لكى تتسلل الجراثيم والميكروبات، هل من الممكن أن نواصل الدنيا فى غُرف معزولة، حتى لو كانت جدرانها تتسع للعالم كله؟!.

الخطأ هو الذى يمنح الحياة حياة، كم مرة قلت لمَن تزداد نبضات قلبك عند رؤيتها: (أحببت عيوبك).

الحياة المعقمة ستكتشف بعد قليل أنها عقيمة، لا تستحق أن تُعاش، شىء من الأخطاء بعيدًا عن كاميرا (الفار) يصلح الدنيا!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وما الدنيا إلا «فار» كبير وما الدنيا إلا «فار» كبير



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

ميريام فارس تتألق بإطلالات ربيعية مبهجة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:07 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 06:48 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

عيشي لحظات من الرومانسية في أجمل فنادق فلورنسا

GMT 23:12 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة لتكبير الارداف بسرعة

GMT 11:34 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مبروك لترامب.. واللهم لا شماتة بهيلاري

GMT 02:09 2014 الإثنين ,28 تموز / يوليو

الجمهور يستمتع بأدائي لرقصة الشاوية

GMT 15:11 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

السيارات تقود صادرات المغرب في يناير 2023

GMT 19:23 2023 الإثنين ,16 كانون الثاني / يناير

الدولار يستقر بعد هبوطه لأدنى مستوى في 7 أشهر

GMT 22:44 2023 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

واشنطن تأمل بانضمام الفلسطينيين إلى منتدى النقب

GMT 20:23 2023 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

زعيم لبناني يطالب بتحرك عاجل تجاه مصر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib