حسن حسني العطاء حتى آخر نفس

حسن حسني... العطاء حتى آخر نفس

المغرب اليوم -

حسن حسني العطاء حتى آخر نفس

بقلم -طارق الشناوي

ظل في الميدان، محتفظاً بمساحته الإبداعية على خريطة الدراما المصرية والعربية، اقترب من التسعين، إلا أن الزمن لم يخصم من قدرته على الإمساك بالكلمة والقفشة والطرفة، نعم فقد في آخر عامين الكثير من قواه الحركية، إلا أن حضوره الطاغي كان دائماً في تصاعد.
من حسن حظي أنني اقتربت منه، كان بطبيعة تكوينه يرفض التواصل الإعلامي بكل أنماطه المكتوب والمرئي والمسموع، قاوم كل محاولات إغرائه بالمال للوجود عبر البرامج ليروي شيئاً من حياته، كلمته الدائمة شاهدني واكتب بعدها ما يحلو لك فلن أعترض، ويضيف ضاحكاً: «أسوأ من يتحدث عن حسن حسني هو حسن حسني».
إلا أننا في اللجنة العليا لمهرجان القاهرة السينمائي في الدورة قبل الأخيرة وبمناسبة مرور 40 عاما على النسخة الأولى، قررنا بالإجماع أن نخرج عن المألوف ونحطم الصندوق، وتحركت بوصلة التكريمات صوب حسن حسني، لم يكن هذا التوجه متعارفاً عليه، المهرجانات الكُبرى عادة تتسابق على نجوم نصفهم بـ«السوبر ستار»، تأتي أسماؤهم في مقدمة «التتر» و«البوستر»، و«الأفيش»، هم أشبه بأوراق «الكوتشينة»، تتكرر أكثر من مرة، وتكتشف أنهم جميعاً بعد إعادة (التفنيط) قد تم تكريمهم، بعيداً عن كل هؤلاء يبرز «الجوكر»، الذي يمتلك قدرات استثنائية على أداء كل الشخصيات... هكذا رأيت حسن حسني وأصدرت عنه كتاب «المشخصاتي»، أتصوره في تاريخ الدراما هو الأكثر واجداً، ومن هنا تحمسنا جميعا لتكريمه، وصارت الغزارة بدلاً من سلاح يوجه ضده إلى وسام يضعه على صدره، كانوا يتهكمون قائلين: «السينما ستعرض في العيد ستة أفلام بينها سبعة لحسن حسني»، لم تكن مبالغة، لأن الفيلم السابع الذي تأجل عرضه في اللحظات الأخيرة، كان بالفعل يشارك في بطولته حسن حسني!!
على المسرح تكتشف أنه يمنح الجميع الفرصة للتألق، أغلب نجوم الكوميديا يستحوذون على «الإيفيه» لصالحهم، بل إن القسط الأكبر من خلافاتهم، الدافع وراء اشتعالها، هو أن هناك فناناً يستأثر بالمواقف الكوميدية، وفي العادة يتبارى كل منهم، ليقول: «نحن هنا»، بينما حسن حسني يلعب في تلك المعركة دوراً آخر، إنه يمهد لمن يقف بجواره «الإيفيه» لكي ينطلق بالنكتة اللاذعة ويحصل على تصفيق الجمهور، حسن يشبه في كرة القدم صانع الألعاب، ليس مطلوباً منه أن يحرز بالضرورة الهدف، وإن كان حسن حسني بين الحين والآخر يحقق عدداً من الأهداف صعبة المنال، إلا أن طاقته يوجهها لتلميع الآخرين، جمهور المسرح كان يدرك جيداً ما الذي فعله، فيمنحه بعد كل عرض التصفيق المدوي متفوقاً على الجميع .
أغلب نجوم الكوميديا، أقصد ما دأبنا على وصفهم بـ«المضحكين الجدد»، جيل محمد هنيدي وهاني رمزي وأشرف عبد الباقي ومحمد سعد وأحمد حلمي ورامز جلال والراحل علاء ولي الدين، الجيل الذي بدأ يفرض نفسه بعد زمن عادل إمام، الكل مدين لحسن حسني، فهو الذي امتلك (ختم النسر) للتوقيع على شهادة التخرج، فهو ناظر مدرسة الكوميديا الحديثة، ولم يكن الأمر قاصراً فقط على العطاء الفني، ظل هذا الفنان الكبير، خارج الاستوديو وخشبة المسرح هو الأب الروحي لهم جميعاً، قال لي هاني رمزي إنه بعد رحيل والده، كلما اشتاق إلى دفء الأب، وجده فقط في صوت وأحضان حسن حسني.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسن حسني العطاء حتى آخر نفس حسن حسني العطاء حتى آخر نفس



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 07:43 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 01:10 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

"أوتلاندر PHEV" تحفة ميتسوبيشي الكهربائية

GMT 06:45 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 07:00 2016 السبت ,17 أيلول / سبتمبر

متى يعود "الزعيم" إلى سكة الألقاب؟

GMT 17:31 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

الحسين عموتة يؤكد احترامه للعقد الذي يربطه مع الوداد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib