المدعو «سعد ابن نبيهة»
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

المدعو «سعد ابن نبيهة»

المغرب اليوم -

المدعو «سعد ابن نبيهة»

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

تتغير المعانى وظلال الكلمات من حقبة زمنية إلى أخرى، الإطار الدلالى هو الوقود الذى تتجسد من خلاله حروف كل اللغات، كما أنه يشير إلى الحالتين الاجتماعية والاقتصادية، بل والمزاجية، تستطيع عند إعادة قراءة شفرة الكلمة إدراك أين كنا وكيف أصبحنا؟.

عندما تغنت صفاء أبو السعود، فى مطلع الثمانينيات، بكلمات عبد الوهاب محمد، وتلحين جمال سلامة (أهلًا بالعيد)، أحالها المخرج شكرى أبو عميرة إلى (فيديو كليب) رائع، قبل أن نتعارف على توصيف علمى لمعنى (الفيديو كليب)، وانطلق بعيدًا عن الاستوديو إلى الشارع لينقل لنا الفرحة، تعاملنا ببساطة مع جملة (سعدنا بيها)، بينما هذا الجيل تسأل من هو (سعد)، ولماذا يطلق عليه اسم أمه (نبيهة)، هل أخطأ جمال سلامة، الملحن، لأنه لم يقدم لنا لحظة صمت بعد (سعدنا) حتى لا تتحول إلى اسم ولقب (سعد نبيهة)، الحقيقة أننا كنا نرى هذه الأغنية قبل أن نسمعها، المخرج أحدث توافقا بين الكلمة والصورة، بينما هذا الجيل يبدو أنه صار يرى فقط بأذنيه.

فى مطلع الستينيات بدأت رحلة الصورة التليفزيونية، كان للمخرج الكبير محمد سالم إضافة هامة ومختلفة، ولهذا أطلقوا عليه (ملك المنوعات)، كان لدينا وقتها (ملك للدراما) نور الدمرداش، بينما سالم كان هو أول من قدم للشاشة الصغيرة (ثلاثى أضواء المسرح)، وفى مرحلة موازية قدم لنا (سالم) أغنية شادية (مين قالك تسكن فى حارتنا)، بكلمات حسين السيد، وتلحين محمد الموجى، استمد منها موقفًا دراميًا لشاب يقف فى الشباك يغازل بنت الجيران شادية، وهى لا تمانع على شرط أن يذهب مباشرة لبيتها ويطلبها، وأتوقف أمام بيت الشعر الذى يفيض عذوبة وخفة ظل (ييجى أبويا يعوز فنجان قهوة / أعمله شاى وأسقيه لأمى / وخيالك ييجى على سهوة/ مافرقش ما بين/ خالتى وعمى).

واستمرت الرحلة حتى وصلنا إلى (أهلًا بالعيد)، استوعبنا معنى الكلمة كما أرادها الشاعر عبد الوهاب محمد، بينما مع مرور الزمن، بدأنا فى البحث عن المدعو (سعد نبيهة)، الاسم غير منطقى (نبيهة) اسم امرأة، البعض قال وليه لأ؟، لدينا المطرب (أحمد عدوية)، وعدوية كما تعلمون اسم امرأة رائعة الجمال غنى لها محمد رشدى، صار بعدها لقبًا لصيقًا بأحمد.

الكلمات تتبدل لأننا لا نستقر لغويًا على معنى واحد، كما أن شفرة التعامل اليومى تتغير، عندما تتصل بصديق تقول (آلو) يأتى الرد على (آلو) ليس بمثلها كما كان يحدث حتى الثمانينيات، ولكن (عليكم السلام ورحمة الله وبركاته)، وعندما تتساءل عن العلاقة بينهما كفعل ورد فعل، تأتى الإجابة المفحمة والملجمة (إنها تحية الإسلام).

وكأن كل ما دون ذلك يخاصم الإسلام، وعبثًا تقول (لكل مقام مقال)، ستجد نفسك ربما متهمًا بما هو أشد قسوة، بأنك (علمانى) بالمفهوم الدارج الشعبى للكلمة، أى أنه لا يقيم وزنًا للدين.

(إمسك علمانى) تساوى (إمسك حرامى)، عقوبتها أشد ضراوة، كل من هو علمانى يدخل شعبيًا فى إطار الكفر بالذات الإلهية.

تستطيع أن تقرأ تفاصيل الحياة فى مصر من خلال التقاط كلمات صارت تنتهى بها أغلب المحادثات (لا الله إلا الله) والرد (محمد رسول الله).

تمنح العلاقات الاجتماعية بين البشر ظلا إسلاميا مباشرا، المجتمع صار يفرض على الجميع هذا الإطار الصارم فى كل تفاصيله، بدلا من التحية القديمة (سعيدة) وردها (سعيدة مبارك)، أو (العواف) وردها (يعافينا ويعافيكم) صارت هذه الكلمات الآن مجالًا للسخرية، وهكذا سعدنا بيها صار المدعو (سعد نبيهة) مع اختلاف الدوافع والأسباب هذه المرة!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المدعو «سعد ابن نبيهة» المدعو «سعد ابن نبيهة»



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:39 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib