التدخل الأميركي نظام أمني جديد أم مزيد من الفوضى
الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين أردوغان يعلن دخول تركيا مرحلة جديدة في جهود إنهاء عنف حزب العمال الكردستاني ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار كالمايغي في الفلبين إلى 66 قتيلًا على الأقل
أخر الأخبار

التدخل الأميركي: نظام أمني جديد أم مزيد من الفوضى؟

المغرب اليوم -

التدخل الأميركي نظام أمني جديد أم مزيد من الفوضى

مأمون فندي
بقلم - مأمون فندي

 

هل سيكون انهيار النظام في إيران، إن حدث، وتبعاته على إيران والإقليم كله، مختلفاً عما جرى في العراق بعد الحرب الأميركية عام 2003؟ لا شيء حتى اللحظة يشي بغير ذلك، بل إن ما نرصده الآن من تصدعات داخل البنية السياسية والاجتماعية الإيرانية يوحي بأننا مقبلون على إعادة صياغة للشرق الأوسط من الداخل، لا فقط عبر سياسات الكبار من الخارج.

الضربة الأميركية على منشأة «فوردو» النووية جاءت تتويجاً لتصعيد إقليمي ابتدأ في 13 يونيو (حزيران) 2025 حين شنت إسرائيل هجماتها الجوية الأولى. لم تكن هذه الضربة مجرد تكتيك عسكري أو ردع نووي، بل بداية لتحول كبير في منظومة الأمن الإقليمي، تماماً كما كان غزو العراق في 2003 لحظة مفصلية في تغيير طبيعة الدولة ووظيفتها، ليس فقط في العراق، بل في النظام الإقليمي برمته.

هذا المقال اليوم يتناول: القوى ما تحت الدولة. والمثير ملاحظة أن تفكك الدولة المركزية في إيران لا يُحتمل أن يعيد ببساطة سيناريو العراق؛ فالظروف الداخلية، والوعي الجمعي، والبنية المجتمعية في إيران، رغم تشابهاتها مع العراق، تملك خصوصيات تجعل من الممكن أن نكون أمام شكل جديد من أنماط التفاعل داخل النظام الإقليمي. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيقود فشل الدولة المركزية إلى تشظٍّ هويّاتي، بحيث تلجأ الجماعات الإثنية والمذهبية - من أكراد وسنة وبلوش وعرب – إلى الطائفة أو العِرق بوصفه ملاذاً أمنياً؟

في هذا السياق، تبرز أهمية ما قدمه باري بوزان ورفاقه في «مدرسة كوبنهاغن» من تصور للأمن الإقليمي، والذي يتجاوز النظرة الواقعية التقليدية التي تركز على الدول فقط. وفق بوزان، فالنظام الإقليمي ليس فقط مجموعة من الدول، بل مجموعة من الوحدات الهوياتية التي تتفاعل على مستويات متعددة من الأمن: العسكري، والسياسي، والاقتصادي، والمجتمعي، والبيئي. وعند انهيار الدولة المركزية، تظهر «وحدات فرعية» تنخرط في علاقات أمنية تتجاوز الدولة، وقد تتحدى حدود السيادة ذاتها.

إيران ما بعد النظام، إن حدث الانهيار، ستواجه لحظة فارقة؛ فالجماعات التي كانت مكبوتة داخل البنية الإيرانية الصلبة، ستسعى لتأمين نفسها أولاً، لا عبر الدولة أو في إطارها، بل من خلالها وضدها في آنٍ معاً. هنا يظهر نموذج «الهويات كمصادر للأمن»؛ إذ تصبح الطائفة أو الإثنية مصدر الشعور بالحماية.

ولعل ما تنبّه إليه زميلنا غريغوري غوز في دراسته لتوازنات ما بعد صدام حسين، يصلح إسقاطه هنا: لم يتم استبدال الفوضى باستقرار إقليمي، بل بمرحلة من «التنافس عبر الدول المفككة»، وهي لحظة غير تقليدية يصبح فيها الأمن قضية تُدار بين وكلاء يعملون «تحت الدولة»، كـ«الحشد الشعبي» في العراق، و«حزب الله» في لبنان، و«الحوثيين» في اليمن. لا أحد من هؤلاء يطمح لبناء دولة، بل لاحتكار العنف ضمن فضاء معين من الفوضى.

لن يختلف الأمر كثيراً في الحالة الإيرانية؛ فمن المرجّح أن نشهد ظهور جماعات مماثلة لتلك التي ظهرت في العراق، بل أشد شراسة. ولن يكون هذا مجرد امتدادات للأحزاب الكردية العراقية، بل فصائل بلوشية وسنية، وحتى قومية فارسية راديكالية. ولعل سيناريو الفوضى المنظمة هو أكثر السيناريوهات قرباً إلى الواقع الإيراني المحتمل: سلطة تتلاشى تدريجياً، مقابل لاعبين جدد يمسكون بمفاصل العنف، ويعيدون بناء «مجتمعات أمنية» جديدة على أنقاض الدولة القومية. طبعاً لا أحد يتمنى انهيار الدولة في إيران، ولكن لا بد من التفكير وتركيز الأذهان في ما يخص الأمن الإقليمي بعد الهجوم الأميركي على إيران.

هناك تبعات أخرى تخص الدول ليس هذا مجالها؛ لأنها ليست نقطة هذا المقال، مثل أن تنهار معاهدة عدم الانتشار النووي كليةً نتيجة للسلوك الأميركي والإيراني المخالفين للقانون الدولي وللمعاهدة. ولكن بالعودة إلى «قوى ما تحت الدولة»، يجب التنبّه إلى أن انهيار الدولة لا يعني بالضرورة الفوضى الشاملة أو التكرار الحرفي للنموذجين العراقي أو الليبي. في سوريا، حافظ النظام على شكل من السلطة رغم التمزقات، وهو ما يمكن أن يحصل في إيران إن حافظ «الحرس الثوري» أو أحد أجنحته على مفاصل القوة، ونجح في إعادة تأطير المشهد حول آيديولوجيا جديدة أو قيادة رمزية.

ملامح النظام الإقليمي الجديد، رغم أن الضربات الأميركية يمكنها أن تطلق شرارتها كما حدث في العراق، فإن الولايات المتحدة لن تكون هي صانعة الحدث الإقليمي. الحدث الإقليمي يتبلور وتنتجه التفاعلات الداخلية في المجتمعات نفسها. وإيران، إن انهارت، لن تسقط وحدها، بل ستجرّ وراءها منظومة من التحالفات والخصومات والولاءات الجديدة، قد تجعل من الشرق الأوسط مسرحاً لإعادة تعريف ما تعنيه الدولة، والسيادة، والأمن... لعشرين عاماً قادمة.

السؤال الذي يجب أن ينبَّه إليه قادة الإقليم الذين يحبون إيران والذين يكرهونها على حد سواء، هو: هل سيكون انهيار النظام الإيراني بداية لفوضى شاملة، أو فرصة لإعادة بناء نظام إقليمي أكثر توازناً؟ جزء كبير من الجواب عن هذا السؤال تملكه جماعات لا نعرفها، كالتي ظهرت في العراق من بين ركام الدولة. هناك مستويات أخرى للتحليل نناقشها في مقال قادم.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التدخل الأميركي نظام أمني جديد أم مزيد من الفوضى التدخل الأميركي نظام أمني جديد أم مزيد من الفوضى



GMT 22:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بند أول فى الشارقة

GMT 22:25 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الوطنية هي الحل!

GMT 20:45 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

خناقات (النخبة)!!

GMT 20:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

العودة إلى المحتوى

GMT 20:40 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مرقص حنا باشا!

GMT 15:23 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 15:21 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 15:18 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 19:45 2025 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

هبوط حاد في أسعار الذهب والفضة بعد موجة صعود قياسية

GMT 04:59 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الأربعاء 08 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 05:07 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

تقنية جديدة لصناعة مكوّنات الأجهزة الإلكترونية

GMT 13:15 2016 الخميس ,04 شباط / فبراير

مؤشر الأسهم اليابانية يغلق منخفضًا

GMT 07:48 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

استخدام كاميرا 360 درجة في التعليم

GMT 10:54 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

انطلاق العرض الخاص لفيلم " دمشق حلب " في دمشق

GMT 13:01 2012 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

3.5 مليون شخص في مالاوي وزيمبابوي وليسوتو بحاجة للغذاء

GMT 01:13 2016 السبت ,18 حزيران / يونيو

علاج البواسير بالاعشاب الطبية

GMT 02:23 2013 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

"غصن البان في تاريخ ورجلان" طبعة جديدة حول المنطقة

GMT 13:38 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

فينيسيوس يرفض الإنتقال لـ باريس سان جيرمان
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib