قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة

المغرب اليوم -

قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة

سليمان جودة
بقلم : سليمان جودة

إذا كانت القمة السابقة التي انعقدت في الجزائر، قد رفعت شعار «لمّ الشمل» في وقتها، فالقمة المرتقبة في جدة تأخذ شعار سابقتها لتنتقل به إلى خطوة أبعد، والهدف أن يأخذ الشعار معناه الأوسع، ويصبح «لمّ الشمل» بين العواصم العربية بعضها بعضاً، ثم على مستوى مفهوم الدولة ذاته فوق أرضها.

وكانت قمة الجزائر التي انعقدت أول نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، قد رأت أن تشهد قاعتها عودة سوريا إلى مقعدها الشاغر في جامعة الدول العربية، لولا أن الظرف الإقليمي وقتها لم يكن مواتياً، ولولا أن السماء لم تمطر ما يغذي الفكرة، فلم يجد فيصل المقداد، وزير الخارجية السوري، بداً من دعوة الدولة المضيفة إلى ألا تكون قضية العودة مطروحة في جدول أعمال القمة.

ولم يكن المطلب السوري تعبيراً عن عدم رغبة في العودة بالطبع، ولكنه كان رغبة في رفع الحرج عن أطراف عربية بدا أنها لا ترحب بما يكفي بالعودة السورية. وكان رهان دمشق، وهي تسارع إلى رفع الحرج، أن الوقت من قمة الجزائر إلى القمة التالية ربما يعطي مساحة للتغلب على العقبات، وربما يمنح الأطراف المتحفظة قدرة على القفز فوق ما يحول دون العودة إلى المقعد الشاغر.

ومن هناك في الجزائر إلى هنا في جدة تغيّرت ظروف، وتبدّلت أحوال، وطرأ ما هو جديد، وكان من بين ما طرأ أن الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، قال إن سياسة حصار سوريا عربياً ثبت بالتجربة العملية أنها غير مجدية، وإن التواصل مع الحكومة في دمشق قضية والحال كذلك لا بديل عنها.

وكان حديث الرجل تهيئة لما سوف يأتي من بعده، وما أتى من بعده تمثّل في دعوة إلى سوريا لحضور أعمال القمة، بعد غياب سوري عن القمم المتعاقبة زاد على العقد الكامل من السنين.

ولم تكن القضية في حقيقتها مجرد دعوة إلى الحكومة في دمشق، ولكنها كانت انتصاراً للدولة الوطنية بمفهومها الواضح، الذي لا يرى بديلاً لحضور الدولة في كل عاصمة من عواصم العرب، مهما حاولت أطراف في الإقليم الانتصار للجماعات في مواجهة الدول.

وكذلك بالضبط كانت الدعوة التي تلقاها البرهان، فهي ليست دعوة إليه بوصفه قائداً يجلس على قمة مجلس السيادة الانتقالي في السودان، ولكنها دعوة إلى الخرطوم كونها عاصمة عربية، ودعوة إلى السودان كونها دولة يجب ألا تغيب، لا عن الحضور على أرضها، ولا عن الحضور في الجامعة التي تضمها مع غيرها من بلاد العرب.

القضية هي الانتصار لمفهوم الدولة، الذي تعرض لمحاولات من التشويه لم تتوقف، وكانت البداية عندما هبَّت على المنطقة رياح ما يوصف بأنه ربيع عربي، فتعاملت مع مفهوم الدولة وكأنه شيء انقضى وقته، ومضى زمانه، ولم يعد من بين مفردات لغة العصر!

ولا بد أننا نذكر كيف أن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، كان يدعو الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك إلى التخلي عن منصبه، وكان يطلق دعوته علناً، ولم يكن يخفيها ولا كان يداريها. وقد ظن أصحاب النيات الطيبة في ذلك الوقت، أن سيد البيت الأبيض كان بدعوته ينتصر لأشواق المتظاهرين في ميدان التحرير، ولم يكن هذا صحيحاً بأي معنى، لأن أوباما كان في الحقيقة ينتصر لجماعة ضد دولة، ولم يكن يرى الدولة المصرية بتاريخها المكتوب لخمسة آلاف سنة، وكان يرى الجماعة التي لا يصل عُمرها إلى مائة سنة في المقابل.

وعندما جاءت وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون إلى القاهرة بعد أن تخلى مبارك عن الحكم، فإنها طلبت أن تزور ميدان التحرير، ثم راحت تتجوَّل فيه وهي منتشية كأنها طاووس يتنقل بين أرجاء الميدان، وكان هذا دليلاً لا تخطئه العين على خيارات الإدارة التي كانت الوزيرة تمثلها، ولم تكن الخيارات تقف إلى جوار الدولة الوطنية كمفهوم، ولكنها كانت تنتصر للجماعة عليها.

وحين انطلق السباق الرئاسي في مرحلة ما بعد مبارك بعدد من المرشحين، ثم انتهى في الجولة الثانية إلى سباق ثنائي بين الفريق أحمد شفيق، والدكتور محمد مرسي، مرشح الجماعة، فإن السيدة هيلاري راحت تستعجل النتيجة قبل إعلانها رسمياً، وكانت تستعجلها في إلحاح ظاهر، ولسان حالها يقول متى يجري الإعلان عن فوز مرشح الجماعة؟!

ومن بعد هبوب رياح «الربيع» في حينها، سادت أجواء غريبة تماماً في المنطقة، وكان وجه الغرابة فيها ولا يزال أنها تنتصر للجماعات وربما الميليشيات، وتضعها في المقدمة من الدولة الوطنية، وكان هذا يجري في العلن من دون مبالاة بالعواقب التي نراها ماثلة أمامنا.

ولم يكن مثل هذا التوجه في المنطقة يخفى على حكومة خادم الحرمين في وقته، ولا الآن وهي ذاهبة إلى عقد القمة 32 على أرضها، فكان قرارها هو الانتصار للدولة في مواجهة الجماعة والميليشيات التي اختطفت الدول.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة قمة في جدة تنتصر لمفهوم الدولة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib