ليس كمثله ساحل

ليس كمثله ساحل

المغرب اليوم -

ليس كمثله ساحل

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

لا يزال الساحل الشمالى فى حاجة إلى نظرة شاملة تتطلع إليه كاملًا، فلا تقتصر صورته لدى الناس على ما يُسمى الساحل الشرير ولا شىء آخر.

فما يسمى الساحل الشرير يشغل مساحة محدودة من الساحل الشمالى بامتداده من حدودنا الشرقية مع فلسطين إلى حدود ليبيا، وعلى طول هذا الساحل الممتد لألف كيلومتر، عرفنا عددًا من سواحل المدن المتناثرة ما بين الشرق والغرب على مرّ الأيام.

عرفنا ساحل مدينة بورسعيد الممتد بعرض المدينة، وقد كان ولا يزال ساحلًا مرتبطًا بالمدينة الباسلة التى تمثل ظهيرًا له على امتداده، ولا يزال ساحل بورسعيد يستهوى بعض الناس من خارج المحافظة والمدينة، ولكن لسبب غير مفهوم سرق الساحل الشرير أضواء ساحل بورسعيد، ولم يعد أحد يذكر الساحل البورسعيدى إلا فى القليل النادر!.

ومن بعده فى اتجاه الغرب عرفنا ساحل رأس البر، وقد جاءت عليه أيام كان فى بهاء الساحل الشرير هذه الأيام وفى السحر المحيط به وأكثر.. كان يقصده الساسة والفنانون والأسماء الكبيرة فى الصحافة وفى غيرها، وكان ولا يزال يتمتع بما لا يتمتع به أى ساحل فى البلد، بما فى ذلك الساحل الشرير نفسه.. إنه يشهد التقاء النهر مع البحر.. يشهد عناق نهر النيل الخالد مع البحر الأبيض المتوسط.. يشهد لقاء الماء العذب مع الماء المالح.. يشهد تجسيدًا للآية الكريمة التى تقول فى سورة الرحمن: «مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان».

وإذا أنت وقفت على رأس النيل عند التقائه مع البحر هناك، فسوف تكون عزبة البرج على يمينك، وسوف تكون رأس البر على شمالك، وسوف ترى النهر وهو يجرى للقاء البحر وكأنه على موعد معه، وسوف تقرأ على لوحة مُثبتة فى الأرض أن جريان النهر الخالد ينتهى فى هذه النقطة هنا، وأن طول النهر كذا وكذا بالكيلومترات من منبعه عند البحيرات العظمى فى أقصى الجنوب، إلى أن يصل مُرهقًا من طول السفر فى أقصى شمال القارة السوداء.

ساحل رأس البر ليس كمثله ساحل لأنه ساحل متفرد حقًّا، ولأن وراءه مدينة كبيرة عريضة هى رأس البر، ولأنها تمده بكل أسباب الحياة، فتجعله قابلًا للعيش فيه طول السنة، لا فى الصيف فقط ولا فى يوليو وأغسطس دون بقية الشهور كما هو حال الساحل الشرير.. وليس مَن رأى كمَن سمع!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس كمثله ساحل ليس كمثله ساحل



GMT 08:55 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

الوضع الداخلي الصلب في أساس قوّة المغرب

GMT 08:54 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

تغيير في المزاجين الأميركيّ والعربيّ

GMT 08:53 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

منذ 1989

GMT 08:52 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

هل إسرائيل شرطيُّ المنطقةِ الجديد؟

GMT 08:49 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

يمنحوننا البهجة ونحرمهم من الدعاء!

GMT 08:48 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

الرياض و«الامتناع الإيجابي»

GMT 08:47 2025 الجمعة ,01 آب / أغسطس

الدولة الفلسطينية!

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:03 2025 الخميس ,03 تموز / يوليو

الذهب يتراجع 0.3% بعد اتفاق أميركا وفيتنام

GMT 14:22 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

مايكروسوفت تطلق ميزة Copilot يمكنها مراقبة كل تحركاتك

GMT 14:27 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

نموذج ذكاء اصطناعي صيني جديد يتفوق على "ديب سيك"

GMT 14:24 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

محكمة أميركية ترفض طلب "أبل" في قضية آي كلاود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib