لعنة أخرى للربيع

لعنة أخرى للربيع

المغرب اليوم -

لعنة أخرى للربيع

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

ما جرى على أرض اليمن السعيد فى نهار ٢٨ من هذا الشهر ليس سوى حصيلة أخرى لما عشنا منذ ٢٠١١ نسميه الربيع العربى.

وإذا شئنا أن نرى ما أدى إليه ذلك الربيع على أرض العرب، فلا شىء مطلوب منا أكثر من أن نفرد أمامنا خريطة لعالمنا العربى، ثم نقارن بين ما كانت عليه الغالبية من دول هذه الخريطة قبل هبوب رياح ما يسمى الربيع، وبين ما صارت إليه الغالبية نفسها اليوم.

كان اليمن السعيد فى المقدمة من الدول التى أصابتها «لعنة الربيع»، ويكفى أهل اليمن من اللعنة أن تكون حكومة البلاد الشرعية مضطرة إلى أن تمارس عملها من عدن فى الجنوب، وأن تكون غير قادرة على دخول العاصمة صنعاء!.. أما لماذا هى غير قادرة؟.. فلأن جماعة الحوثى تسيطر على العاصمة منذ أن دخلتها فى ٢٠١٤ وتمنع الحكومة من دخولها!.

كان الربيع قد هب على المنطقة فى آخر ٢٠١٠، وكان له رُعاته وداعموه وممولوه من خارجها، وكانوا جميعًا يعملون على إحلال الجماعات فى مكان الحكومات، وكان هذا الإحلال قد تجلى فى اليمن السعيد أكثر من سواه من بقية البلاد التى ضربتها لعنة الربيع!.. وهل هناك ما هو ألعن من أن تستولى الجماعة على العاصمة وتبقى الحكومة خارجها؟.

لقد عاش اليمن سعيدًا قبل أن تحل عليه لعنة الربيع، وكانت سعادته امتدادًا للسعادة التى عرفها يوم كان اسمه سبأ، ويوم كانت بلقيس ملكة تحكمه.. ومن الوصف القرآنى نفهم أن اليمن وقتها بلغ من الحياه الرغدة إلى حد أنه كان جنتين لا جنة واحدة.. فالقرآن يقول: لقد كان لسبأ فى مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال.

ولكن حكم جماعة الحوثى بدد الجنتين، ولا دليل على هذا أقوى مما قرأناه يوم ٢٨ عن أن إسرائيل دمرت آخر طائرة فى شركة الطيران اليمنية!.. كانت آخر طائرة مدنية يمنية موجودة فى مطار صنعاء، وكان تدميرها حصيلة مضافة لحكم الحوثى فى اليمن السعيد!.

هذا ما جناه حكم الجماعة الحوثية هناك، وهذا ما يجنيه حكم أى جماعة ترى نفسها فوق الدولة فى أى بلد، ولذلك فالرهان على الدولة الوطنية هو الرهان الرابح الوحيد، ومبدأ المواطنة هو المبدأ الذى تنجو به أى دولة تطبقه على أرضها كما يقول الكتاب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعنة أخرى للربيع لعنة أخرى للربيع



GMT 20:19 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

‎قمة الدوحة.. نريدها إجراءات وليست بيانات

GMT 20:16 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

سدودنا فارغة وسرقة المياه مستمرة

GMT 20:12 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

تاريخ «لايت»

GMT 20:10 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

ما بعدَ هجوم الدوحة

GMT 20:08 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

بول بوت... جنون الإبادة الذي لا يغيب

GMT 20:07 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

ربع قرن على هجمات 11 سبتمبر

GMT 20:05 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

انزلاقات المرحلة

GMT 20:03 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

أميركا... معارك الرصاص لا الكلمات

أحلام تتألق بإطلالة ملكية فاخرة باللون البنفسجي في حفلها بموسم جدة

جدة - المغرب اليوم

GMT 01:04 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروب "كافي توبا" الحلال يحارب بطالة السنغال

GMT 17:36 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

التراس الرجاء البيضاوي تهاجم سعيد حسبان وتصفه بالخبيث

GMT 15:44 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الفيلا صديقة البيئة المكان المناسب لقضاء العطلة

GMT 09:02 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مليون زهرة شتوية تزين شوارع عنيزة في المملكة السعودية

GMT 03:18 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

عرض الفيلم المغربي "عمي" خلال مهرجان "مشاهد عربية" في واشنطن

GMT 06:35 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين "أرامكو" و"غانفور" لشراء فرضة "ماسفلاكت" للنفط

GMT 19:03 2024 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

الوداد ينجّح في رفع عقوبة المنع من الفيفا

GMT 21:37 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يرتفع بدعم من ارتفاع الطلب وشح الإمدادات بأميركا

GMT 20:54 2023 الخميس ,18 أيار / مايو

البيض يتوقع الفائز بدوري أبطال أوروبا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib