البطرك مار بطرس الراعي  بطركنا

البطرك مار بطرس الراعي .. بطركنا

المغرب اليوم -

البطرك مار بطرس الراعي  بطركنا

عوني الكعكي
بقلم : عوني الكعكي

يبقى البطريرك الماروني، على مرّ الزمان، أحد أهم ركائز التركيبة اللبنانية، بل يمكن القول إنه وبالتأكيد، ضمانة وجود لبنان واستمراريته.
في الآونة الأخيرة، تعرّض البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، لهجمة، أقل ما يُقال فيها، ان مطلقها وكاتب «أسطرها» في إحدى الصحف، ومخرجها، قليل الأدب. إذ كيف يتهم ضمير لبنان، وحامي العيش المشترك، والمؤمن بأنّ لبنان وطن نهائي لأبنائه، بالخيانة والعمالة؟
إنّ التهجّم على غبطته، جاء نتيجة مواقفه الوطنية الصلبة؛ ولأنه خائف على لبنان، وعلى مستقبل اللبنانيين، كل اللبنانيين بكل فئاتهم ومذاهبهم وانتماءاتهم.
لقد نادى غبطة البطريرك بالحياد، لأنه وجد في الحياد وسيلة خلاص للبنان، وإنقاذ للبنانيين مما يتخبطون فيه من مآسٍ ومِحَن. والحياد الناشط حسب البطريرك طريق الخلاص الوحيد.
وإذا كان لبنان مميزاً عن غيره من دول المنطقة، وشعبه مميزاً عن غيره من الشعوب العربية، فذلك لأنه سلك طريق الحياد الناشط... فتقدم هذا الوطن علمياً، فضم أكبر الجامعات وأهمها، كالجامعة الاميركية في بيروت والجامعة اليسوعية وغيرهما... حتى ان عدداً ليس بالقليل من ساسة الدول العربية وزعمائها وقادتها، هم من خريجي جامعات لبنان.
وبسبب هذا الحياد الناشط، تحوّل لبنان الى مستشفى للعالم العربي، يؤمّه المرضى من كل حدب وصوب للمعالجة بأحدث الوسائل الطبية وأرقاها، ويمكن القول:
أولاً: إنّ شعار الحياد الناشط الذي رفعه البطريرك الراعي، هو فرصة ذهبية لقيامة لبنان، الذي لا يمكن أن يعيش أو يزدهر إلاّ في ظلّه، فنحن لا نستطيع أن نكون طرفاً ضد أي طرف آخر..
وهنا نتساءل: ماذا حققنا من خلال تدخل «الحزب العظيم» لدعم النظام السوري ضد شعبه؟
كل ما حدث، هو أنّ ردّة الفعل بعد هذا التدخّل، كانت قوية شديدة... فحصلت عمليات إنتحارية عدة في ضاحية بيروت الجنوبية وفي غيرها من المناطق. كما ازداد عدد الارهابيين في لبنان، إنتقاماً لتدخلات «الحزب العظيم» في الشؤون السورية الداخلية، أو للانحياز العلني للنظام السوري ضد الشعب الآمن.
ثانياً: نتساءل عن جدوى سلاح «الحزب العظيم» اليوم، بعد عام 2000. والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه بإلحاح، ماذا فعل «الحزب العظيم» بعد التحرير..؟
أ- خطف جنديين إسرائيليين ما تسبّب بحرب لبنانية - إسرائيلية عام 2006 كلفت لبنان استشهاد وجرح أكثر من خمسة آلاف من المواطنين والجيش ومن «الحزب» أيضاً. كما تسببت هذه الحرب بخسائر مادية وصلت الى أكثر من 15 مليار دولار، ما دفع بأمين عام «الحزب العظيم» الى القول: «لو كنت أعلم».
ب- اقتحم «الحزب العظيم» بيروت وبعض مناطق الجبل في السابع من أيار عام 2008، إثر صدور قرارين من مجلس الوزراء اللبناني بمصادرة شبكة الاتصالات العائدة للحزب وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت العميد وفيق شقير.
ثالثاً: وصلت العلاقات بين لبنان وأشقائه العرب، الى أدنى مستوياتها، فتلبّدت الغيوم معلنة «نفوراً» ليس في مصلحة لبنان... فلبنان لا يمكن أن يعيش من دون إخوانه العرب، لأنّ العرب كانوا ولا يزالون عصب الحياة السياحية في لبنان.
ونتساءل: أين الاستثمارات العربية في لبنان؟ وكيف تبخرت، وأين هم السعوديون والكويتيون والإماراتيون وغيرهم؟
أخيراً... نقول لسيّد بكركي... نحن معك.. اللبنانيون الشرفاء كلهم معك.. كل مواطن صالح حريص على مستقبل وطنه معك... ومحبّو لبنان كلهم معك يا غبطة البطريرك.

قد يهمك أيضَا :

من يحكم المطار ومرفأ بيروت

بري والحريري لن يتركا لبنان ينهار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البطرك مار بطرس الراعي  بطركنا البطرك مار بطرس الراعي  بطركنا



GMT 20:44 2025 السبت ,19 تموز / يوليو

الطعن على الوجود

GMT 13:16 2025 السبت ,28 حزيران / يونيو

حكومة فى المصيف

GMT 15:46 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ترمب... وحالة الغموض

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

هند صبري.. «مصرية برشا»!

GMT 17:41 2025 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

..وإزالة آثار العدوان الإسرائيلى

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:16 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 16:39 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 19:12 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس والشعور

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:19 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 19:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib