مرضى وخيالات المكان

مرضى وخيالات المكان

المغرب اليوم -

مرضى وخيالات المكان

مشاري الذايدي
بقلم - مشاري الذايدي

هل سمعت يوماً عن حالة رجل أو امرأة قاما بعمل هستيري عنيف ضد نفسيهما وضد الآخرين، في مكان أو مزار أو محجٍّ له صفة دينية أو ثقافية أو تاريخية خاصّة؟

هل حاولت فهم هذا السلوك؟

تابعنا مِراراً عن قصة شخصٍ يصرخ معلناً أنه المهدي المنتظر أو المسيح المخلص، في باحات الحرم المكّي، أو ساحات القدس، أو يعلن آخر أنه صاحب الزمان أو المبشّر بصاحب الزمان، في العتبات الشيعية بالنجف أو كربلاء.

هناك متلازمة نفسية تمّ رصدها في مدينة القدس، اسمها «متلازمة القدس» تعتري أشخاصاً ليس لهم تاريخ مرَضي نفسي، لكنهم فجأة يُصابون بالهوس والتصرفات الهستيرية، عند زيارة الأماكن التي تحظى بقدسية خاصّة في هذه المدينة، عند اليهود والمسيحيين والمسلمين، على حدٍّ سواء.

الكاتب السعودي فهد عامر الأحمدي كتب قبل سنوات مقالة بعنوان «متلازمة القنبلة المقدسة»، ذكر فيها ملاحظة مهمّة، قال فيها: «... بما أنني من سكان المدينة المنورة سأخبركم بسندروم جديد أطلق عليه شخصياً اسم (متلازمة القنبلة المقدسة)... فنحن نستقبل كل عام أكثر من أربعة ملايين زائر وحاج نكتشف بينهم مجانين ومتطرفين ومرضى نفسيين يأتون للحرم مدفوعين بأفكار دينية غريبة، وآخر زائر رأيته من هذه النوعية تم إخراجه بالقوة من داخل الحرم النبوي -لا أعلم لماذا بالضبط- ولكنه كان يكفّر المصلين ويشتم المارة ويصف رجال الشرطة بالزندقة، لأنهم يلبسون (البسطار) فوق رخام الحرم».

بالمناسبة هذا الهوس لا يقتصر على الأماكن الدينية المقدسة، بل حتى بعض المزارات التاريخية العريقة، مثال ذلك ما جرى في مزار وموقع جيش الإمبراطور «تشين» لتماثيل الطين (ويُعرف كذلك باسم «جيش تيراكوتا») المَعلم السياحي التاريخي الشهير في شيآن عاصمة مقاطعة شنشي، المدرج على قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي.

فقد ألقى زائر صيني يبلغ 30 عاماً، قبل أيام، نفسه من ارتفاع أكثر من 5 أمتار على تماثيل الجيش الصيني التاريخي القديم، وأضرّ نفسه وبعض التماثيل.

السلطات المحلية أفادت في بيان بأن الرجل «تسلق السياج وشبكة الحماية وقفز»، لافتة إلى أنه جرى تشخيص حالته على أنه «مريض نفسي». وقالت إن القضية قيد التحقيق حالياً.

تظلّ هذه النوعية من البشر قِلّة، لكن الانتباه لها واجب، والمضحك المبكي أن ما يراه العقلاء أحياناً ضرباً من الجنون وضعف العقل، حقّه العلاج أو السيطرة عليه، يصير من بعض الأتباع موضوعاً جِدّياً له أنصاره، هنا يصير ليس الانتباه هو الواجب، بل الحزم وقلع البذرة قبل أن تستوي شجرة كبيرة ذات أغصان.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرضى وخيالات المكان مرضى وخيالات المكان



GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,03 حزيران / يونيو

إيقاع الفرج

GMT 13:59 2025 الثلاثاء ,03 حزيران / يونيو

البلديات على جمر الانتظار

GMT 13:56 2025 الثلاثاء ,03 حزيران / يونيو

ثلج الإسكندرية وكويكب الجزائر ولهَب حائل!

GMT 13:55 2025 الثلاثاء ,03 حزيران / يونيو

غزة ونهاية «تفويت الفرص»

GMT 13:53 2025 الثلاثاء ,03 حزيران / يونيو

هل تتقدّم الضربة على الاتفاق النووي؟

GMT 13:52 2025 الثلاثاء ,03 حزيران / يونيو

أزمة ليبيا أمام شقيقاتها الثلاث

GMT 13:50 2025 الثلاثاء ,03 حزيران / يونيو

«اللطافة والخفافة مذهبي»!!

GMT 13:49 2025 الثلاثاء ,03 حزيران / يونيو

الذكاء القادم

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 21:54 2023 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

ارتفاع سعر الألومنيوم لأعلى مستوياته منذ 7 أشهر

GMT 18:45 2020 الأربعاء ,02 أيلول / سبتمبر

وفاة الفنان المغربي المقتدر "عبد الجبار لوزير"

GMT 06:28 2020 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

الهلال السوداني ينتفض ضد الحكم المغربي جيد

GMT 13:24 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حسنية أغادير يواجه لعنة الإصابات بصفقة جديدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib