سحر انقلب على ساحر
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

سحر انقلب على ساحر

المغرب اليوم -

سحر انقلب على ساحر

بقلم - بكر عويضة

فلاديمير بوتين ليس أولهم، ولا آخرهم. وُجد السحر منذ قديم الأزمان، وهو باقٍ حتى نهاية الزمان، التي غير معلوم توقيتها لأحد بين بني الإنسان. تتنوع أوجه اختلاف أساليب ساحر عن آخر، وتتعدد في مراميها، وفق تنوع الظرف المكاني، من جهة، وكذلك تحولات العامل الزمني، الأمر الذي قد يضطر ممارسَ السحر إلى استخدام أكثر من تكتيك، كي يُخضِع جمهور الناس لتقبّل أهداف يسعى للوصول إليها. وإذ يتفنن في إظهار القدرات على إقناع المشاهدين بما يصنع من خيال، على مرأى منهم ومسمع، فسوف ينال تصفيق الأكف، وصيحات الإعجاب. إنما ليس بإمكان أي ساحر، مهما امتلك من قدرات على خداع الأبصار، بل والأسماع، ضمان ألا ينقلب السحر عليه فيهدم، عبر مفاجأة غير متوقعة، كل ما حصد من سابق إعجاب. ألم يخترع سحرة فرعون خدعة إيهام المجتمعين في يوم الزينة أنهم قادرون على تحويل العُصي والحبال إلى حيات تسعى، ظانين أنهم الغالبون؟ بلى، لكن الإرادة الربانية كانت الأقوى، فكانت عصا الرسول الكريم موسى، عليه السلام، هي الغالبة.

استعير وصف «ساحر» للرئيس الروسي لا بقصد أن أسخر، ولا التقليل من أهمية فلاديمير بوتين، على المسرح العالمي، ليس خلال السنوات الخمس الأخيرة فحسب، بل فور بدء قيصر الكرملين رحلة الصعود إلى قمة الهرم في روسيا قبل ثلاث وعشرين سنة، مبشراً الروس باحتمال إعادة عقارب التاريخ عقوداً مضت، من دون نوم في أوهام الماضي، بل بالإصرار على المضي إلى الأمام، إذا هم أعانوه على ضخ أنفاس جديدة في هيكل عظمي ينام في متاحف الذاكرة، وبين صفحات كتب ومجلدات، يحمل اسم «روسيا العظمى». وقد كان، إذ باشر بوتين تنفيذ برنامج اقتصادي طموح قبل تولي الرئاسة الأولى، أي منذ تسلمه رئاسة الوزراء عام 1999، زمن بوريس يلتسين، الذي سلمه لاحقاً مفاتيح الكرملين بدءاً من العام 2000.

إذا كانت مهمة الساحر أن يدهش الجمهور، فمن المؤكد أن الرئيس بوتين لم يعجز عن إدهاش جماهير المتابعين مسار أبرز أحداث العالم طوال العشرين عاماً الأخيرة. مثلاً، في العشرين من فبراير (شباط) 2014، فوجئ الجميع، تقريباً، باحتلال سيد الكرملين جزيرة القرم، وخلال أيام أعلن ضم الجزيرة إلى روسيا. شكل ذلك الحدث الأزمة الأخطر توتراً بين روسيا والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة. لكن فلاديمير بوتين لم يولِ احتجاج الغرب حينها أي اهتمام، ولا اهتم أيضاً بتأثير ضجيج العقوبات، إذ مضى يواصل المنهج الذي ارتأى أنه يعيد إلى روسيا هيبتها التي فقدتها مع انهيار الاتحاد السوفياتي، وسقوط جدار برلين، وما تبعهما من فوضى في الداخل، وتخبط على المسرح العالمي، خلال سنوات يلتسين.

وفي العام 2015، الموالي مباشرة لضم جزيرة القرم، فاجأ «الساحر» بوتين العالم بإدهاش آخر، حين اقتحم ميدان الحرب الدائرة في سوريا، وألقى بثقل روسيا إلى جانب الحكم السوري، فأنقذ نظام بشار الأسد، وغيّر كلياً قواعد «لعبة الأمم» - إذا جاز القياس - التي كانت تدور هناك، وبتأثير ذلك التدخل، ربما يجوز القول إن تنظيم «داعش» واجه بدايات الهزيمة النكراء، على كل الجبهات. الأحد الماضي، صادف مرور خمسمائة يوم على غزو أوكرانيا. تلك مفاجأة كانت متوقعة. لكن مسارها أثبت أنها ليست مثل نزهة سوريا، كما أشار مقال لي نُشر هنا يوم 1/2/2022. جيش «فاغنر» لعبة ليست مدهشة من صنع «سحر» بوتين، بل ملوثة بالدم، إنما ها هي تنقلب على صانعها، ولا أحد يدري مصيرها. أما قيل في الأمثال إن «الجرّة لا تسلم كل مرة»؟ بلى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سحر انقلب على ساحر سحر انقلب على ساحر



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib