التنوع موجود فأين هى المشكلة
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

التنوع موجود.. فأين هى المشكلة؟

المغرب اليوم -

التنوع موجود فأين هى المشكلة

عماد الدين حسين
بقلم:عماد الدين حسين

هل لدينا تنوع ثقافى فى مصر أم لا، وإذا لم يكن موجودا فكيف نوجده ونعززه، وما هى العقبات التى تواجهه؟!
هذه هى الأسئلة الأساسية التى أثيرت فى مؤتمر مهم بعنوان: «نحو مواطنة داعمة للتنوع الثقافى»، نظمه يوم الإثنين قبل الماضى، منتدى حوار الثقافات بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، التى يترأسها القس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية.
الجلسة الافتتاحية الأولى تحدث فيها د.أندريه زكى والدكتور أحمد بهى الدين رئيس الهيئة العامة للكتاب وأدارها الدكتور محمود مسلم رئيس مجلس إدارة جريدة «الوطن» وعضو مجلس الشيوخ.
حضرت جزءا من هذه الجلسة واستمعت لمداخلات مهمة من المتحدثين والحاضرين.
أما الجلسة الثانية فكانت بعنوان «المؤسسات الدينية وتعزيز التنوع الثقافى»، وتشرفت بإدارتها، وتحدث فيها الدكتور محمود الهوارى الأمين العام المساعد للدعوة والإعلام الدينى بالأزهر، والقس أمير ثروت راعى الكنيسة الإنجيلية المشيخية بالفجالة. فى حين أن الجلسة الثالثة كانت عن الفن وتعزيز التنوع الثقافى وتحدث فيها الناقد المعروف طارق الشناوى والفنانة إلهام شاهين وأدارها الدكتور سعيد المصرى أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة.
ظنى أن النقاش كان ثريا ومتنوعا ومفتوحا لدرجة أن القس زكى قال بعد نهاية الجلسة الثانية إنه كان يتمنى أن تذاع هذه الجلسة على الهواء وتترجم إلى اللغات الأساسية، حتى يدرك العالم أن هناك تنوعا وثراء وحرية رأى فى مصر.
أحد الحاضرين سألنى هل الدولة المصرية تدعم التنوع، فقلت له إننى أوجه هذا السؤال للقس زكى الذى قال إن الإجابة هى نعم بكل تأكيد، ضاربا المثل بقانون دور العبادة الصادر عام ٢٠١٦؛ حيث إن الطائفة الإنجيلية وطوال عمرها فى مصر البالغ ٢٠٠ سنة كان لديها ٤٠٠ كنيسة، وبعد القانون قننت الدولة لها أكثر من ٥٠٠ كنيسة أخرى، وهو ما حدث مع الكنيسة الأرذوكسية. إضافة إلى إصدار قانون الأوقاف الذى أعطى كل طائفة دينية حق إدارة شئون أوقافها.
الكاتبان الكبيران عبدالقادر شهيب وأمينة شفيق تسائلا: ما هو دخل رجال الدين فى قضايا التنوع الثقافى، ولماذا نلجأ لهم فى كل كبيرة وصغيرة؟!. والرد جاء من الدكتور الهوارى متسائلا ومستغربا: إذا لم يكن لنا دور فلماذا انعقد هذا المؤتمر أصلا، ولماذا تطالبونا دائما بتصحيح الخطاب الدينى؟ وهو الأمر الذى أيده فيه القس زكى.
وكان موقفى أنه طالما أن الدين شديد التأثير فى المجتمعات، فلماذا لا نستفيد من دور رجال الدين الإيجابى لرفع مستوى الوعى، على أن يتحدث الخبراء الحقيقيون فى كل قضية تطبيقا للتوجيه القرآنى «فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ» وهم هنا الخبراء كل فى مجاله وليس رجال الدين.
فى تقدير زكى أن الأمور تتطور إلى الأفضل كثيرا جدا بين المسلمين والمسيحيين مقارنة بالماضى، والفضل فى ذلك للرئيس عبدالفتاح السيسى، لكن ذلك لا يعنى أن كل المشاكل اختفت.
خلال تعليقى على بعض مداخلات المتحدثين قلت إن التنوع موجود فى المجتمعات والأديان تتحدث عنه، رغم أنها «إطلاقية» وكل دين يعتقد أنه الأفضل، وسمعت القس أمير ثروت يقول إن أحد أهم شواهد التنوع أن هناك أكثر من عشرة آلاف دين موجود فى العالم، لكن الأديان المنظمة والأساسية فيهم لا تزيد عن ١١ دينا.
الجميع مسلمين ومسيحيين تحدثوا عن التنوع، وأجمعوا عليه لكننى تساءلت: إذا كنا جميعا نقر بالتنوع، ونقبل ونحضن بعضنا البعض، فى مثل هذه المؤتمرات، فأين هى المشكلة، ولماذا لا تنتقل هذه المشاعر إلى جموع الناس، ولماذا لا تصل إلى المتطرفين والإرهابيين فى كل الأديان والطوائف والملل؟!
أغلب الظن أن هناك أسبابا متداخلة وليس مجرد سبب واحد. والحلول أن يبدأ العلاج من المنزل وتربية الأطفال على أن هناك تنوعا فى كل شىء، وليس فقط فى الأديان والمعتقدات ثم الدور المهم على المدرسة ومناهجها وسلوكيات مدرسيها، وبعد ذلك الإعلام والتشريعات والإجراءات والقرارات والسياسات الحكومية. كل ذلك لو حدث سيشكل بيئة للمواطنة الصحيحة التى تدعم التنوع الثقافى.
وبالتالى فالمواطنة كما قال أندريه زكى لابد أن ترتبط بالممارسات على أرض الواقع وليس فقط بالكلمات المعسولة حتى يستوعبها العقل الجمعى. كذلك ضرورة ألا تكون فكرة المواطنة قاصرة على المفهوم السياسى فقط، بل أن تتضمن كافة المفاهيم.
مرة أخرى اللقاء كان مهما ونحتاج لمزيد من النقاشات الحرة التى تشمل كل الآراء ليس فى هذه القضية فقط ولكن فى العديد من القضايا خصوصا التى تقود لتعزيز الوعى ورفع مناعة المجتمع وحيويته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التنوع موجود فأين هى المشكلة التنوع موجود فأين هى المشكلة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib