أولويات الاستثمارات العامة

أولويات الاستثمارات العامة

المغرب اليوم -

أولويات الاستثمارات العامة

عماد الدين حسين
بقلم : عماد الدين حسين

هل هناك ضرورة لوجود الاستثمارات العامة، أم يتم ترك السوق مفتوحة فقط للقطاع الخاص؟

قولا واحدا لابد من وجود الاستثمارات العامة بل هى حاسمة فى العديد من القطاعات الأساسية خصوصا فى البلدان التى تشبه مصر اقتصاديا، لكن السؤال الأساسى هو: هل تكون فى قطاعات محددة وفى زمن معين أم تتواجد فى كل القطاعات وفى كل الأوقات وبعبارة أخرى ما هى أولويات الاستثمارات العامة؟
ظهر يوم الثلاثاء الماضى كانت هناك جلسة فى المحور الاقتصادى بالحوار الوطنى عنوانها: «أولويات الاستثمارات العامة وملكية الدولة» وهى جلسة شديدة الأهمية خصوصا فيما يتعلق بتوقيتها، حيث تتزامن مع جدل شديد حول دور الدولة فى الاقتصاد وهل ينبغى أن يستمر كما هو، أم يتراجع ليفسح المجال أمام القطاع الخاص، وهو الرأى الذى تتبناه مؤسسات التمويل الدولية، بل يقول البعض إنه يتحول شرطا فى بعض الأحيان للوصول إلى اتفاق بشأن القروض وحزم التمويل والحصول على «شهادة حسن السير والسلوك الاقتصادى» من صندوق النقد من مؤسسات التمويل الدولية؟!.
خلال الجلسة كان هناك ما يشبه الإجماع على أنه لا يوجد خلاف على وجود دور مهم للاستثمارات العامة، لأنه موجود فى معظم بلدان العالم إن لم يكن كلها، خصوصا فى قطاعات مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، لكن الخلاف الدائم يتمحور حول هل هناك أهمية لوجود هذه الاستثمارات فى مجالات أخرى أم لا، وإذا وجدت فبأى نسبة؟.
من بين الذين لفت نظرى كلامهم خلال هذه الجلسة كان نائب مجلس الشيوخ المتميز محمود سامى الإمام عن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى حيث طرح مجموعة من الأسئلة يراها محورية وأهمها: هل تنحصر الاستثمارات العامة فى التعليم والصحة والبنية التحتية، أم تتوسع لتشمل أيضا الزراعة والصناعة وغيرهما؟!
والسؤال الثانى يتعلق بالجهات التى تقوم بالصرف على هذه الاستثمارات العامة مثل وزارة المالية وشركات قطاع الأعمال العام وبعض الجهات الأخرى، فهل نحتاج أن نوحّد هذه الجهات أم نتركها تنفق كل جهة بصورة مستقلة وربما متناقضة مع الأخرى؟.
السؤال الثالث: هل دور الصندوق السيادى سليم وصحيح أم يحتاج إلى تعديل تشريعى، وهل يتناقض دوره مع بنك الاستثمار القومى أم لا؟!
السؤال الرابع: الأحلام مهمة لكن من المهم أن نسأل: من أين سنموّل الاستثمارات العامة من دون زيادة الديون والضرائب؟
والسؤال الخامس يتمحور حول ضرورة ضمان عدالة التوزيع بين المحافظات فى الإنفاق، بمعنى أن نضمن حصول كل مواطن على نسبة متساوية من الخطة والموازنة والمرصود لها من أموال قدر المستطاع.
ظنى الشخصى أن الإجابة عن الأسئلة الخمسة السابقة التى طرحها الإمام قد تحسم لنا كثيرا من الجدل بشأن الاستثمارات العامة.
خلال المناقشات كان هناك توافق كبير على أهمية الاستثمارات العامة فى مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية وتوفيرها للمواطنين من دون السعى إلى الربح مثلما هو الحال فى القطاع الخاص، لكن هؤلاء طالبوا بأن يقتصر دور الاستثمارات العامة على هذه المجالات الثلاثة الرئيسية قدر المستطاع وإفساح المجال للقطاع الخاص فى بقية المجالات.
النائبة مها عبدالناصر تحدثت عن مؤشر مصر المتأخر عالميا فى الاستثمار مطالبة بتحديد المجالات التى ستتخارج منها الدولة، بحيث لا تستمر فيها لمدة من خمس إلى عشر سنوات، حتى يضمن المستثمرون أموالهم فى هذه القطاعات.
أما دكتور رائد سلامة فطالب بمجلس استشارى تابع للرئاسة يقدم أفكارا أو استشارات مهمة.
والنائب محمد فريد، تحدث عن ضرورة اقتصار دور الدولة على الاستثمارات طويلة المدى خصوصا فى مجال رأس المال البشرى لأنه الوحيد الذى يملكه الضعيف، وكذلك الحياد التنافسى وإعادة تفعيل المجالس المتخصصة.
وطالبت نهال المغربل بأن نتحدث إلى العالم باللغة التى يفهمها، وضرورة وجود مظلة مؤسسية لإدارة ثروات الدولة بصورة احترافية، والمزيد من الحوكمة ومواجهة الفساد مشيرة إلى وجود عامل إيجابى فى مؤشر الدين العام.
المداخلات فى هذه القضية المحورية كانت كثيرة ومهمة وسأحاول العودة إليها مرة أخرى إن شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أولويات الاستثمارات العامة أولويات الاستثمارات العامة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم

GMT 18:39 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه
المغرب اليوم - تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز حقائب اليد النسائية لخريف 2024

GMT 03:34 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

تعرف على أكبر وأهم المتاحف الإسلامية في العالم

GMT 12:20 2024 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رحمة رياض بإطلالات مريحة وعملية عقب الإعلان عن حملها

GMT 15:53 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

الين يرتفع بدّعم تكهنات تعديل سياسة بنك اليابان

GMT 07:31 2021 السبت ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي الإماراتي يخطط لانتداب أشرف بنشرقي

GMT 18:39 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 23:37 2020 الخميس ,09 إبريل / نيسان

كورونا" يسبب أكبر أزمة اقتصادية منذ سنة 1929

GMT 23:46 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

بنك مغربي يصرف شيكا باللغة الأمازيغية

GMT 23:52 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

الفيضانات تقتل 141 حيوانًا بريًا في الهند
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib