حرية تحرر والماذاعنية
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

حرية... تحرر... والماذاعنية!

المغرب اليوم -

حرية تحرر والماذاعنية

حسين شبكشي
حسين شبكشي

لا تزال تبعات المشاهد الصادمة للاعتداءات الهمجية التي قام بها أنصار الرئيس الأميركي الذي شارفت ولايته على الانتهاء دونالد ترمب، على مباني الكونغرس في العاصمة واشنطن، لا تزال مستمرة، ويجري تحليلها ومحاولة فهم ما حدث واستيعابه.

الكثيرون من المهتمين بالشأن السياسي الأميركي يعتبرون ما حصل مكالمة إيقاظ عنيفة وقاسية في الوقت نفسه. هناك جدل قديم جديد عن الاختيار القيمي في النهج الذي يجب أن تسير عليه الأمة (في أميركا)؛ فهناك من يرى بضرورة أن تبقى حامية للحرية (Freedom) بمعناها العريض والشمولي، وهناك فريق آخر يرى أن أميركا هي أرض التحرر (Liberty) بمعناها الكبير وغير المحدد. وهناك فرق دقيق ولكنه يبقى مهماً بين المعنيين، فالحرية تبقى دائماً تحت سقف «أخلاقي» (وعادة ما يكون مستمداً من تعاليم وتفاسير دينية)، أما التحرر فلا سقف له إلا ما يتم الاتفاق عليه تحت قبة القانون. ولذلك يجد المتابعون لمسألة حظر حسابات بعض الشخصيات العامة مقابل القانون الدستوري الذي يحمي حرية التعبير والرأي تجسيداً عملياً للتصادم الفعلي بين المفهومين، علماً بأن هذه المواجهة لن تكون الأخيرة في عالم يتغير ويتجدد بسرعة واستمرار. فالكاتب الاقتصادي الكبير جيفري ساكس، والبروفسور في جامعة كولومبيا الأميركية العريقة له كتاب جديد في غاية الأهمية بعنوان «أزمنة العولمة: الجغرافيا والتقنية والمؤسسات» يناقش ويبحث بين صفحاته الثرية كيف سيزداد تأثير التقنية، وموقع الحدث وقوة المؤسسات المتأثرة على التغييرات والتحولات السياسية والاقتصادية، ويرى أن أثر استخدام الخيل والآلة الصناعية ذات يوم على الاقتصادات العالمية وأثر ملكيات الأراضي الشاسعة التي جاءت نتيجة التوسع الاستعماري، وأحدثت انقلاباً اقتصادياً عظيماً... كل ذلك سيقزم بالمقارنة مع التغييرات الهائلة التي ستحدثها منظومات التقنية الحديثة حول العالم في موجاتها القادمة متى ما بلغت مرحلة النضج والذروة، بحيث تتحول الشركات المسيطرة إلى قوى متوغلة وخارج نطاق السيطرة. وهذا قد يحدث تغييراً جذرياً في هيكلة اقتصاد السوق الرأسمالي الليبرالي، عماد الفكر الاقتصادي الغربي، المبني على منع الاحتكار وحق المنافسة العادلة المحمية بالقوانين والتشريعات والأنظمة السوية.

هذا التحدي الكبير هو الذي جعل الكاتب برانكو ميلانوفيتش، وهو البروفسور في جامعة نيويورك الأميركية، يصدر كتاباً مهماً في موضوعه، واختار له عنواناً لافتاً وبالغ الدلالة: «الرأسمالية وحيدة: مستقبل النظام الذي يحكم العالم»، ويثير فيه التحديات التي تواجه النظام الاقتصادي الأهم مثل ضرورة مشاركة القسم الجنوبي من العالم في منظومة العالم، وفتح أبواب الهجرة بشكل مقنن، لأن الشمال بحاجة لذلك وكذلك الجنوب... هذه الاقتراحات التي يقدمها المؤلف كحلول لأزمة الرأسمالية اليوم رغم كونها قد تكون مثيرة للجدل، إلا أنها تبقى حلولاً تتعامل مع مشاكل تم كنسها تحت السجادة والهروب من مواجهتها، بل وحتى إنكارها لفترات ليست بالقصيرة. ولكن هناك تياراً يخشى هذه النوعية من الحلول؛ الحلول التي فيها تعاون مع الآخر والاشتراك في المصالح والمعالجات بحجة الحمائية والوطنية والأمن القومي، وهذا تماماً ما حذرت منه وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت، في كتابها الأخير بالغ الأهمية: «الفاشية: تحذير»، الذي وجهت فيه تحذيراً شديد اللهجة لدول المعسكر الغربي من خطورة عودة الفاشية تحت شعارات مضللة، مستعيدة ما حدث قديماً في القارة الأوروبية العجوز، وتسبب في اشتعال شرارة حربين عالميتين متتاليتين.

أهمية النقاش الحاصل في دوائر صناعة القرار الغربي أنه سيكون له الأثر العظيم على العالم بأشكال مختلفة ومتنوعة. وهذه حقيقة مهمة مهما حاول الكثيرون من أصحاب فكرة «الماذاعنية»، وهي التي يطلق عليها في الأروقة الأكاديمية الغربية «Whataboutism»، وهي شرح للحالة التي تتكون عندما تناقش أحداً معيناً في موضوع محدد، فيبادرك بالسؤال وقوله: «وماذا عن كذا؟»، وهو نوع جديد من أساليب تغيير الموضوع والهروب منه. أسئلة مهمة فتحت في الوجدان السياسي الغربي، وستخضع لإجابات مؤسساتية وتشريعية ودستورية.
قيل قديماً في الأثر أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. هذه المقولة تواجه تحدياً وجودياً في الغرب في هذه اللحظات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرية تحرر والماذاعنية حرية تحرر والماذاعنية



GMT 15:07 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العودة إلى إسحق رابين

GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib