كيف تفكر الصين
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

كيف تفكر الصين؟!

المغرب اليوم -

كيف تفكر الصين

حسين شبكشي
حسين شبكشي

عندما خرج الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، بعد فضيحة «ووترغيت» من البيت الأبيض، كتب مجموعة مهمة من الكتب السياسية طرح فيها وجهات نظره وخبرته لأهم التحديات التي ستواجه الولايات المتحدة في المستقبل، وذكر في سياق تصوراته أن الصين ستكون التحدي الأكبر الذي سيواجه أميركا. ولحقه بعد ذلك بسنوات المؤرخ الأميركي صمويل هانتنغتون في كتابه الشهير «صدام الحضارات» الذي وصف الصين بالصدام القادم مع الثقافة الكونفيوشوسية الصينية، وكان لافتاً جداً وصفه للصين بالثقافة الكونفيوشوسية، ولم يستخدم لفظ الثقافة الشيوعية الشمولية كما جرت عليه العادة في وصف الخصوم الشيوعيين، كما حدث من قبل إبان حقبة الحرب الباردة في مواجهة الاتحاد السوفياتي. وكذلك لم يستخدم وصف الحضارة البوذية الموجودة في الصين ومنتشرة بكثافة. والوصف بالكونفيوشوسية لم يأتِ من فراغ، فالشيوعية جاءت كفكر دخيل على الثقافة الأصلية أي الكونفيوشوسية.

مع الصعود الصاروخي لاقتصاد الصين وأثر ذلك المتنامي على الساحة السياسية حول العالم، بات من الضروري محاولة الإجابة عن سؤال: كيف تفكر الصين؟ النتاج الثقافي التراكمي الذي أوصلنا إلى الصين المعاصرة من الممكن اختزاله بشكل أساسي في خمسة كتب أساسية ومحورية هي: 1 - تعاليم كونفيوشوس، وهو عبارة عن مجموعة أقوال لكونفيوشوس وأهم تلاميذه ومناقشات تمت بينهم. ولهذه التعاليم الأثر الأعظم على تكوين الفكر والقيم والمبادئ الصينية بشكل فلسفي معمق. 2 - هناك الكتاب بالغ الأهمية «آلاي تشنغ» أو كما يُعرف بالعربية «كتاب التغيرات»، وهو يشرح موجات الخير والشر في العالم بمفهوم «اليينغ» و«اليانغ»، وأهمية وواقعية التأقلم مع كل موجة منهما. والكتاب كتبه ون وانك ومستمَّد من المفكر فوشي قبله. 3 - وهناك كتاب «فن الحرب» للقائد العسكري الصيني الأسطوري صن تزوي الذي تحول إلى نصائح وتوجيهات للقيادة في السياسة والحروب والإدارة في عوالم الأعمال بشكل عام، واستُلهم منه كثير من القرارات السياسية اللافتة والمؤثرة والمهمة عبر التاريخ. 4 - الكتاب الأحمر الذي ألّفه الزعيم الشيوعي ومؤسس الثورة الثقافية التي أسّست لشيوعية الصين الحالية ماو تسي تونغ، وهو كتاب يحاول صياغة تاريخ جديد تماماً للصين يتم فيه إلغاء تام للتاريخ الإمبراطوري العريق الذي احتوى على كثير من الإشراقات والنجاحات السياسية والثقافية والاقتصادية والعسكرية، ليتضح للناس مع الوقت أن الكتاب الأحمر ما هو إلا مغامرة عبثية فشلت اقتصادياً ودمّرت زراعة الصين وعزَلَتها عن العالم تماماً.

أما الكتاب الخامس فهو مجموعة كتب الرئيس الحالي للصين شي جينبينغ التي حملت عناوين مثل «أفكار حول تعميق الإصلاح» و«حول الحكم والإدارة»، وقد وضع فيها أفكاراً في غاية الأهمية يصنع بها طريق الصين الجديدة لمحاولة الوصول إلى القمة. ومن الواضح جداً تأثر الرئيس شي بالكتب الأربعة المذكورة قبله، وهذا الأثر يقفز أمام القارئ لأفكاره بين سطورها. وبشكل غير مباشر هناك «نتيجة» و«اختراق» حصل بالنسبة للصينيين فيما يتعلق بالنسبة لسياساتهم مع أميركا. إذ يرون توقف منظومة هوليوود السينمائية تماماً عن انتقاد السياسات الصينية في أفلامها كما كان يحصل سابقاً، الأمر الذي يعد نتاج تهديد الصين (السوق الكبرى لها) بمقاطعة أفلام هوليوود إذا قامت بذلك، وهو التهديد الذي أخذه التنفيذيون في صناعة الأفلام الأميركية على محمل الجد. كذلك فعلت رابطة كرة السلة الأميركية التي خشيت من تهديد الصين بمقاطعتها بعد تصريح سياسي ضد الصين من أحد المدربين مما جعلها تقدم اعتذاراً رسمياً لأن الصين ببساطة هي السوق الكبرى للرابطة خارج أميركا.

هذا الموقف سيواجه السياسة الأميركية ضد الصين، بمعنى أن الآلية الاقتصادية الأميركية ستكون أول المعترضين على معاداة الصين نفسها، أو حسبما قال تنفيذي كبير في «جنرال موتورز»، كبرى شركات السيارات الأميركية: «نحن ننتج ونبيع سيارات في الصين أكثر مما نفعل في بلدنا بالولايات المتحدة». دبلوماسي صيني مرموق كان أحد المشاركين في ندوة سياسية مؤخراً علّق على مواجهة أميركا لبلاده ووصفها بالخطر الأهم الآن بقوله: «لا يمكن لأميركا أن تهزم الصين بعقلية الحرب الباردة واعتبارنا النسخة الجديدة من الاتحاد السوفياتي». في تعليق الدبلوماسي الصيني حكمة مهمة وبليغة ولكنها تحكي جزءاً غير مكتمل من الصورة الكبيرة أبداً.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تفكر الصين كيف تفكر الصين



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 21:32 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

تشيلسي يجدد عقد الإدريسي حتى 2028

GMT 21:14 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

ميسي يقترب من تجديد عقده مع إنتر ميامي

GMT 21:27 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

رفض استئناف أوساسونا بشأن لاعب برشلونة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib