مُؤتَمَرُ مدريد للسلام دروسٌ وعِبَرٌ
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

مُؤتَمَرُ مدريد للسلام دروسٌ وعِبَرٌ

المغرب اليوم -

مُؤتَمَرُ مدريد للسلام دروسٌ وعِبَرٌ

الدكتور ناصيف حتّي
بقلم : الدكتور ناصيف حتّي*

بعد أيامٍ قليلة، وبالتحديد في نهاية هذا الشهر، تكون قد مرّت على مؤتمر  مدريد للسلام عقودٌ ثلاثة من  الزمن؛ وهو المؤتمر الذي كان يُفترَض ان يُطلِقَ مسارَ التسوية السلمية الشاملة والعادلة والدائمة للقضية الفلسطينية. جاء هذا المؤتمر الذي وَجَّهت الدعوة إليه كلٌّ من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي غداة تحوّلاتٍ مُهمّة على الصعيدَين الدولي والإقليمي: نهاية الحرب الباردة بتداعياتها الدولية، وبداية النهاية للإتحاد السوفياتي، وقيام “لحظة الأحادية” الأميركية على الصعيد العالمي، كما سمّاها الكاتب الأميركي تشارلز كروثمر.

على الصعيد الإقليمي جاء المؤتمر بعد حرب تحرير الكويت وما عبّرت عنه، وكذلك ما حملته من انعكاساتٍ علي المنطقة ككل. التحضير الأميركي للمؤتمر أظهرَ حينذاك التزاماً وانخراطاً أميركيين كبيرَين بأهمّية وأولوية التسوية الشاملة كمدخلٍ أيضاً لإقامة شرق أوسط جديد من خلال التركيز على مسارٍ مُتعدّد الأطراف (شمل خمس مجموعات عمل تناولت قضايا البيئة، الحدّ من التسلّح والأمن الإقليمي، اللاجئين، المياه والتنمية الاقتصادية الإقليمية) إلى جانب المسارات الثنائية للمفاوضات. بالطبع كان الاهتمام الاسرائيلي مُرَكّزاً على التطبيع عبر”بوابة” مفاوضات مجموعات العمل والاستمرار في رفض السلام على أساس القرارات الدولية ذات الصلة -سياسة وضع العربة أمام الحصان- وبالتالي إسقاط المفاوضات الثنائية مع الأطراف العربية الأربعة المعنية. وقد سقط او أُسقِطَ مؤتمر مدريد خلال عامٍ تقريباً لعدم توفّرِ توازن القوى المطلوب، ولا الإرادة الدولية الفاعلة لدفع إسرائيل لاحترام القرارات الدولية وتنفيذها بغية إقامة السلام المنشود.

وللتذكير ايضاً، دخلت عملية السلام بعد ذلك في المسار  الفلسطيني، وهو الأساس، في ديبلوماسية الحلول المرحلية والانتقالية وما يُمكِن وصفه بسياسة بناء الجسور إلى منتصف النهر. ثم جاءت التطورات الإقليمية التي شهدت ازدياد الصراعات في الشرق الأوسط وحول الشرق الاوسط. كما شهدت انتشار الحروب بأشكالها المُختلفة والمُتداخلة التي تُغذّي وتتغذّى على بعضها البعض من حروبٍ باردة، إلى حروبٍ أهلية، إلى حروبٍ بالوكالة … أيّاً كانت العناوين التي تحملها تلك الحروب. ذلك كلّه إلى جانب ما أصاب الجسم السياسي الفلسطيني بهياكله وتنظيماته ومؤسساته من ضعفٍ وترهّل وتفكّك، أدّت الى تهميش القضية الفلسطينية وإسقاطها من جدول الأولويات الإقليمية.

رُغمَ ذلك هناك بوادر لإعادة القضية الفلسطينية، ولو بشكلٍ تدريجي، على جدول تلك الأولويات عبر دعواتٍ وصِيَغٍ للعودة الى محادثات تُهيِّئ لمفاوضاتٍ أو لإحياء دور الرباعية الدولية، ويدعو البعض إلى توسيع الرباعية الدولية لضمِّ دولٍ أُخرى قادرة أن تُساهمَ في إعادة إطلاقِ عملية السلام “في الوقت المناسب”. لكن في حقيقة الأمر يبقى الجمود سيّد الموقف، فيما تنشط إسرائيل لنسف كل الأسس التي تسمح لاحقا بإقامة الدولة الفلسطينية المطلوبة وعاصمتها القدس الشرقية. تنشط إسرائيل من دون أيِّ رادعٍ لزيادة الاستيطان والسيطرة على مصادر الحياة من مياه وأراضٍ زراعية في الضفة الغربية، وتهويد القدس، والاعتداء على المُقدّسات الدينية. وقد حذّرَ مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين منذ ايام من مخاطر تلك السياسات التي قد تؤدي إلى تحويل الصراع الفسلطيني-الإسرائيلي إلى صراعٍ ديني.

العنوان الذي تحمله السياسات الإسرائيلية حالياً قوامه الأمن (لاسرائيل) مقابل تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين. عنوانٌ يعكس سياسة تعزيز الوضع الاحتلالي القائم، واستكمال الشروط الموضوعية لإسقاط حلّ الدولتين لمصلحة تعزيز نموذج الدولة الواحدة القائمة على التمييز العنصري (نموذج النظام السابق في جنوب إفريقيا).

ذلك كلّه لن يلغي الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني. فالهويات الوطنية، كما تُعلّمنا دروس التاريخ في العالم، لا يُمكن أن تُلغى. يُمكن قمعها ولا يمكن إلغاؤها. ولكن ما قد يحصل في ظل سيناريو من هذا النوع هو زيادة مستوى التوتّر في المنطقة، وكذلك القابلية لاستخدام “الورقة الفلسطينية” في صراعات المنطقة تحت مسميات وعناوين مختلفة.

المطلوب أوّلاً من “الجسم السياسي” الفلسطيني، بكافة مُكوّناته، أن يكون على مستوى التحدّي المصيري، وأن يعملَ على بلورة استراتيجية وطنية فلسطينية صارت أكثر من ضرورية.

المطلوبُ أيضاً في ظلّ ما نراه، ولو في بداياته، من محاولاتٍ لرأب الصدع في كثيرٍ من النقاط الساخنة في المنطقة، مُبادرةٌ عربية لإعادة إحياء مبادرة السلام العربية (مبادرة القمة العربية في بيروت 2002) ووضع خطة عملية للتحرّك على الصعيد الدولي بغية خدمة هذا الهدف، الأمر الذي يُساهمُ أيضاً في حال نجاحه، إلى جانب تحقيق الأهداف الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، إنهاء الإحتلال للأراضي اللبنانية والسورية، رُغم العوائق الكثيرة أمام إزالة أحد الروافد الاساسية للتوتّر والاستقرار في المنطقة. تحدّ دونه الكثير من العقبات، كما أشرنا، لكنه ليس من المستحيلات إذا ما توفّرت الرؤية والإرادة وتوظيف الإمكانات المطلوبة لتحقيق ذلك .

الدكتور ناصيف يوسف حتّي هو أكاديمي، ديبلوماسي متقاعد ووزير خارجية لبنان السابق. كان سابقاً المتحدث الرسمي باسم جامعة الدول العربيةولاحقاً رئيس بعثتها في فرنسا والفاتيكان وإيطاليا، والمندوب المراقب الدائم للجامعة لدى منظمة اليونسكو.

قد يهمك أيضاً :

مصر تتحرك لإعادة الزخم السياسي للقضية الفلسطينية عبر مساعي إحياء عملية السلام

المفكّر إدوارد سعيد قام بثورة حقيقة ومنح الكتابة روح المقاومة ودافع عن القضية الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مُؤتَمَرُ مدريد للسلام دروسٌ وعِبَرٌ مُؤتَمَرُ مدريد للسلام دروسٌ وعِبَرٌ



GMT 10:39 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 06:56 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

حل اللغز ورفض الاعتذار

GMT 06:54 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

بين إدارة بايدن وإدارة بوش الابن

GMT 06:53 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

ما بعد أوكرانيا... هل من ستار حديدي جديد؟

GMT 06:51 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

المخاوف من انفلات نووي

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib