تيه في صخب عربي مزمن
وسائل إعلام لبنانية الجيش ينتشر على طريق مطار رفيق الحريري لمنع محاولات من مناصري حزب الله لقطع الطريق الخارجية اللبنانية ترد بقوة على تصريحات مستشار خامنئي مستشار خامنئي يؤكد دعم إيران لحزب الله ورفضها ممر القوقاز سموتريتش يعلن فقدان الثقة في قدرة نتنياهو على الانتصار في غزة محمد صلاح يحرج يويفا بصمته بعد مقتل بيليه فلسطين النيابة الفرنسية تُحقق مع الحاخام الإسرائيلي دانيال ديفيد كوهين بعد تهديده ماكرون بالقتل بسبب خطته للاعتراف بدولة فلسطين الجيش العراقي يعلن اعتداء عناصر من كتائب حزب الله والحشد الشعبي على دائرة زراعة الكرخ ويكشف خللا في القيادة مجلس الأمن الدولي يؤجل جلسته الطارئة بشأن قطاع غزة 24 ساعة استجابة لطلب إسرائيل الجيش اللبناني يعلن مقتل ستة جنود وإصابة آخرين في انفجار بمخزن أسلحة جنوب البلاد والتحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الحادث الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 50 متظاهراً لاحتجاجهم على قرار حظر أنشطة منظمة "فلسطين أكشن"
أخر الأخبار

تيه في صخب عربي مزمن

المغرب اليوم -

تيه في صخب عربي مزمن

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

محطات تأسيسية محورية في التاريخ الحديث، قادت إلى ولادة عالم جديد. البداية كانت من توقيع اتفاقية وستفاليا سنة 1648 بين الدول الأوروبية. أدت الاتفاقية إلى إنهاء حروب دينية طويلة في أوروبا. أرست هذه الاتفاقية مبادئ لبنية الدولة القومية، ونصت على سيادة كل دولة على أراضيها. كانت مساحة واسعة من المنطقة العربية، تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية. لم تُعرف الدولة بمفهومها الحديث الذي وُلد في وستفاليا. بعد وهن الإمبراطورية العثمانية في بداية القرن التاسع عشر اندفع الاستعمار الأوروبي إلى المنطقة تحت مظلات الوصاية والحماية أو الاستعمار المباشر. تفككت الإمبراطورية العثمانية نهائياً في نهاية الحرب العالمية الأولى. لاحت خريطة المستقبل المتخيلة في رؤوس بعض العرب. رُفع شعار الثورة العربية ضد إسطنبول، وانضم حسين شريف مكة إلى بريطانيا التي وعدته بدولة عربية تضم الحجاز والعراق والشام. بعد نهاية الحرب العالمية الأولي وانتصار بريطانيا وفرنسا، نكثت بريطانيا بوعدها للشريف حسين، وتقاسمت المنطقة مع فرنسا فيما عُرف باتفاقية سايكس بيكو. العراق لبريطانيا والشام لفرنسا. منذ ذلك التاريخ بدأ صخب عربي، ولم يتوقف وارتفع وتلون مع عبور السنين. وُصفت تلك الاتفاقية بالمؤامرة الكبرى التي قسمت العرب. في الحقيقة لم تكن هناك في المجمل دول عربية، بل مجرد «إيالات»، أي ولايات تابعة للإمبراطورية العثمانية. ثانياً لم تشمل تلك الاتفاقية بين فرنسا وبريطانيا كل المنطقة العربية. شمال أفريقيا من مصر إلى موريتانيا كانت تحت الحماية أو الاستعمار الغربي. مصر تحت الوصاية البريطانية، وليبيا كانت تحتلها إيطاليا، وتونس كانت تحت الحماية الفرنسية والجزائر تحتلها فرنسا، والمغرب مقسمة بين الاستعمار الإسباني والفرنسي وكذلك موريتانيا، ومنطقة الخليج العربي بالكامل لم تطلها «سايكس بيكو». تلك الاتفاقية التي جرى تحويلها مطرقةً هشَّمت كياناً عربياً كان واحداً، وأدت إلى كل ما يعانيه العرب من تشتت وانقسام. المؤامرة كانت وما زالت هي الحبل، الذي يعلق عليه الكثيرون أسمال فشلهم وتخلفهم.

بعد نهاية حقبة الاستعمار وتحقيق البلدان العربية استقلالها، وجدت القيادات الوطنية نفسها أمام معطيات جديدة. كيانات وليدة لم تكن لهم معرفة سابقة بإدارتها. الدولة، اسم يحمله الإناء السياسي الجديد الذي يجمع كل أبناء الوطن المستقل. النظام الملكي كان الخيار السياسي الذي ساد في الكيانات المستقلة الجديدة. الحكمة التي أنتجتها المعاناة الطويلة زمن الاستعمار، ومعارك الاستقلال المسلحة والسياسية، كانت المشاعل التي أضاءت طريق العهد الجديد. البنى الاجتماعية وأنماط الإنتاج الاقتصادي، بما فيها الزراعي والرعوي والعمل التعاوني الجماعي، وتكوين المجتمع المحكوم بالعقل الجمعي الموروث، كرَّس السلم الاجتماعي. الدولة بإقليم وشعب وحكومة تكوين سياسي أبدعته أوروبا بعقول فلاسفتها عبر قرون، وتجارب ساستها ومعاناة شعوبها جراء صراعات دموية. كل الأنظمة الإمبراطورية السابقة التي حكمت العالم كانت سلطات ولم تكن دولاً.

ساد التفاهم والتعاون والسلام بين الدول العربية بعد حصولها على الاستقلال. بناء الوطن وتحقيق التنمية والخدمات وبخاصة في مجالات التعليم والصحة والبنى التحتية، كانت همَّ قادة كيان التكوين الجديد، يسهرون على بناء وطن لمواطن نهض من حقب الاستعمار والفقر والجهل والمرض.

احتلال فلسطين وقيام دولة إسرائيل، كان الباب الذي شق طريق التيه العربي الطويل. الجيش تنظيم مسلح مناط به الدفاع عن حدود الوطن المستقل، وهو من مكونات الدولة وأعمدتها ولا علاقة له بالشأن السياسي. سنة 1949 هوت مطرقة مسلحة على دولة سوريا المستقلة، وقام الضابط حسني الزعيم بإسقاط نظامها والاستيلاء على الحكم بقوة السلاح. كانت تلك الضربة بداية لإطلاق النار على واقع يعج بالأمل والحلم. صارت سوريا حقلاً بذوره ألغام تفجّر بعضها، انقلابات متواصلة تنقلب على نفسها، الإعدام والسجن والعزل السياسي والعسكري، هي درجات سلم الصعود على سلم الحكم. الآيديولوجيا معزوفة الصخب العنيف. حزب البعث العربي الاشتراكي حلبة التيه، في صراخها يقتل الرفيق رفيقه، أو يغلق عليه باب الحديد حتى يرحمه الموت. تحركت مسبحة الانقلابات العسكرية من القاهرة إلى بغداد، واليمن بشماله وجنوبه، والجزائر والسودان وموريتانيا وليبيا. فعل الصخب العنيف فعله، تصارعت الأصوات العابرة للحدود على أجهزة الراديو وسطور الكتب والصحف. تحرير فلسطين والوحدة العربية الشاملة والاشتراكية والهجوم على الرجعية ومواجهة الإمبريالية العالمية. الأنظمة الجمهورية التي وُلدت من فوهات البنادق لم تحقق أي شعار رفعته، لكنها تفننت في تصفية قياداتها. في اليمن الشمالي قُتل ثلاثة رؤساء، وفي الجنوبي الشيوعي أطلق قادته النار على بعضهم في اجتماع تاريخي غيَّر مصير البلاد والعباد، وفي السودان تدلت المشانق، أما في العراق فكانت قاعة الخلد أم وأب سطوة التيه والصخب الدموي، يوم أعدم أعضاء القيادة القومية والقطرية. غاب البحث العلمي والتعليم والصناعة والإنتاج الزراعي وسيادة القانون، والوحدة العربية، بل حتى الوحدة الوطنية. أمن النظام وحده هو ما يسخر له كل شيء.

السيادة هي الركيزة الأساسية للدولة، ولا يحق لأي دولة أن تتدخل في شؤون دولة أخرى. في أوروبا وآسيا وأميركا اللاتينية، ترسخت هذه القاعدة مما ساعد على توسيع حلقات التعاون بينها، لكن في المنطقة العربية، ما زال التيه الصاخب المزمن يفعل فعله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تيه في صخب عربي مزمن تيه في صخب عربي مزمن



GMT 18:51 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً: النهاية!

GMT 18:40 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

الظهور الثاني لعوض الدوخي

GMT 18:38 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

قضيتا الاستعصاء السياسي!

GMT 18:36 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

نصرة غزة!

GMT 18:32 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

غياب الساحل الطيب

GMT 18:30 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

اللحظة الساداتية مرة أخرى

نانسي عجرم تتألق بفستان فضي من توقيع إيلي صعب في إطلالة خاطفة للأنظار

دبي - المغرب اليوم

GMT 10:50 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025
المغرب اليوم - درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025

GMT 01:08 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

مخيتريان يبيِّن أن الانضمام لآرسنال من أهم أحلامه

GMT 02:18 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رسل العزاوي تكشف عن امتلاكها قدرة على التقديم وجذب الحضور

GMT 15:34 2022 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

 مميش يؤكد أن مصر ستكون مصدرًا إقليميًا للهيدروجين الأخضر

GMT 09:06 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib