ناصر والقذافي وأحمد سعيد
الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين أردوغان يعلن دخول تركيا مرحلة جديدة في جهود إنهاء عنف حزب العمال الكردستاني ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار كالمايغي في الفلبين إلى 66 قتيلًا على الأقل
أخر الأخبار

ناصر والقذافي وأحمد سعيد

المغرب اليوم -

ناصر والقذافي وأحمد سعيد

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

في سنة 1982 كنت وزيراً للإعلام في ليبيا. زارنا أحمد سعيد، الإعلامي الذي كان في عهد جمال عبد الناصر، يتدفَّق صوته الثوري القومي من إذاعة «صوت العرب». قدَّم مشروعاً لمحطة راديو باسم «صوت العرب». مضمون برامجها، الحديث عن العلم والتنمية والثقافة، والتركيز على تطوير قدرات الشباب العربي، في عالم يندفع بسرعة نحو التقدم العلمي والتقني، والاستفادة من خبرات العلماء العرب في الخارج. في ذلك الوقت لم تظهر الفضائيات. أرسلتُ مذكرة أحمد سعيد إلى القيادة، وجاء رد العقيد معمر القذافي بتعليق على المذكرة كُتب فيه: «نريدها إذاعة مثل صوت العرب التي كان يقودها أحمد سعيد، في سنوات الخمسينات والستينات». أعطيتُ المذكرة وفوقها تعليق القذافي لأحمد سعيد. بعد صمت قال ضاحكاً: «الله، هو الأخ العقيد لسَّا قاعد في مدرسة سبها الإعدادية!». قضى أحمد سعيد معنا أياماً في طرابلس، وتواصل الحديث بيننا ساعات طويلة. كنتُ في السنة الأولى بالمرحلة الثانوية بمدرسة سبها، عندما بدأت حرب الخامس من يونيو (حزيران) سنة 1967، وتجمع زملاء الدراسة ببيتنا، نتابع بفرحة وحماسة صوت أحمد سعيد، الذي يبشر الشعب العربي بقرب تحرير فلسطين من البحر إلى النهر. سألتُ أحمد سعيد عن تلك الأيام التي انتهت بالهزيمة الرهيبة. قال سعيد، إن البيانات التي كان يذيعها بصوته المجلجل، كانت تأتيه ساخنة من قيادة الجيش، ويذيعها هو على الهواء مباشرة. في مساء اليوم الثاني للحرب، زاره في الإذاعة ضابط كان زميلاً له في الدراسة، وقال له ما هي هذه الأكاذيب التي تصرخ بها يا أحمد؟ بعد قليل سيدخل عليك الجيش الإسرائيلي في الاستوديو. قال سعيد إنه اتصل مباشرة بقيادة الجيش، مستفسراً عن حقيقة الموقف العسكري، وكان الرد أن عليه أن يستمر في الخطاب التعبوي الحماسي نفسه؛ حفاظاً على الروح المعنوية للشعب العربي. تحدث مطولاً عن مرحلة حكم جمال عبد الناصر بما لها وما عليها. كرر سعيد، أننا لم نعرف حقيقة العالم آنذاك، وأن جمال عبد الناصر كان زعيماً مخلصاً، لكنه لم يعرف تفاصيل ما يدور في العالم، وكان الجيش المصري منهكاً في اليمن، والمشير عبد الحكيم عامر لم يكن في مستوى قيادة الجيش المصري.

في الأيام القليلة الماضية، بُث تسجيل لمكالمة هاتفية بين الراحلين جمال عبد الناصر والعقيد معمر القذافي، جرت في شهر أغسطس (آب) سنة 1970. تحدث عبد الناصر عن الوضع العسكري والسياسي المصري والعربي، بعد هزيمة يونيو، واحتلال إسرائيل الأراضي المصرية والسورية والفلسطينية، والقدرات العسكرية الإسرائيلية المدعومة من أميركا، وأن الحديث عن تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، غير منطقي أو واقعي، وقال من يرِد من العرب أن يقاتل إسرائيل فليتقدم، وتحدث عن العراق وسوريا والجزائر واليمن والقادة الفلسطينيين، أما هو فيراهن على الحل السياسي السلمي.

خاضت مصر حرب استنزاف طويلة، بعد هزيمة يونيو كلفت مصر الكثير من الضحايا والخسائر المادية. مبادرة وزير الخارجية الأميركي ويليام روجرز، وقرار مجلس الأمن رقم 242، طرحا مشروع سلام والانسحاب من الأراضي التي احتلتها إسرائيل. قبل الرئيس عبد الناصر كليهما، وأوقف حرب الاستنزاف. كان عبد الناصر في زيارة إلى موسكو، في محاولة للحصول على أسلحة متطورة من الاتحاد السوفياتي، لكن السوفيات لم يوافقوا على تزويده بالأسلحة التي طلبها، فأعلن قبوله مشروع روجرز وهو في موسكو. نائبه أنور السادات أعلن رفض المشروع، في اجتماع للجنة السياسية للاتحاد الاشتراكي. عندما عاد عبد الناصر إلى القاهرة، كان في مقدمة مستقبليه بالمطار أنور السادات، فقال له عبد الناصر: «اذهب ارتاح في ميت أبو الكوم».

كانت تلك السنوات التي تلت الهزيمة، جبالاً من الإحباط والألم على كاهل عبد الناصر، وعواصف من نار تموج برأسه. الجيش الإسرائيلي لا تتوقف غاراته على المدنيين، واضطرت مصر إلى تهجير سكان منطقة الإسماعيلية، وكانت تبذل جهداً متواصلاً لبناء حائط الصواريخ غرب القناة. لم يبق لعبد الناصر من رفاق قيادة الثورة إلا السادات وحسين الشافعي. كان السادات هو الأنيس، الذي يرفع معنويات الزعيم المكسور، فدأب عبد الناصر على زيارته في بيته برفقة زوجته. الحديث الذي لا ينقطع كان عن جرح الهزيمة الغائر، والسؤال: ما العمل؟ ما قاله عبد الناصر للعقيد القذافي في المكالمة الهاتفية، كان هو الرؤية التي تخلقت بين عبد الناصر والسادات. بعد رحيل عبد الناصر وتولي السادات الرئاسة، نفَّذ السادات كل ما قاله عبد الناصر في تلك المكالمة، بل تنبأ عبد الناصر بكل التهم التي وجهت للسادات. كانت ردود الفعل العربية من الدول والمنظمات التي تصف نفسها بالمقاومة، وتطالب بتحرير كامل فلسطين، حادة ضد عبد الناصر عندما قبل مشروع روجرز وقرار مجلس الأمن. في ليبيا حدث خلاف بين أعضاء مجلس قيادة الثورة. منهم من أصرَّ على وصف عبد الناصر بالخائن، لكن القذافي، كتب بياناً وصف فيه عبد الناصر، بالقائد والمفكر والمشروع القومي. الشدائد تعيد إنتاج العقول، وتسكِت صرخات التعبئة الخشبية.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناصر والقذافي وأحمد سعيد ناصر والقذافي وأحمد سعيد



GMT 22:36 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عن الجثث والمتاحف وبعض أحوالنا...

GMT 22:34 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... اغتيال إنسانية الإنسان

GMT 22:32 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

غزة... القوة الأممية والسيناريوهات الإسرائيلية

GMT 22:30 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائب الصحفى

GMT 22:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بند أول فى الشارقة

GMT 22:25 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الوطنية هي الحل!

GMT 20:45 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

خناقات (النخبة)!!

GMT 20:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

العودة إلى المحتوى

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib