الهروب من السؤال مع سبق الإصرار
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

الهروب من السؤال مع سبق الإصرار

المغرب اليوم -

الهروب من السؤال مع سبق الإصرار

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

الأسئلة نسماتٌ تسري إلى حلقة الرأس، فهي النفس الذي يُزرع فيه بذورُ التفكير، والماء الذي يرويها. الأسئلة خطوات تتحرك في العقول من دون توقف. وإن كانت هي الشهيق، فالإجابات هي الزفير المجيب. ذلك هو ديالكتيك الحياة الذي يبدع، ويصنع استمرار الحياة وتجددها في حركة الزمن الذي لا يتوقف. العقل نخلة تثمر في كل الفصول، بل في جميع الأوقات، وعندما يهزّها التفكير تساقط رطباً جنياً. لكن زعازع الرياح لا تتوقف، وقد تتلوى وتتحرك من مختلف الاتجاهات، فيكون الساقط من النخلة قبل نضجه، حشيفاً يابساً لا نفع فيه. الرياح الزعازع التي تخنق العراجين، فتجهض التمر قبل موعد نضجه، لها عشرات بل مئات المحركات أحياناً. الخوف والتردد وعدم القدرة على مواجهة ما يشعله السؤال من حرارة في الرؤوس. لكل زمن بحوره وأنهاره وترابه، والناس فيه بين سابح في برزخ، وعابر في سبيل طويل. هناك مجتمعات كسرت حلقات القيود عن فاعلية عقلها، وعاشت في بساتين تزينها زهور السؤال، ومنحت حياتها شهيق التفكير، فأبدعت زفير النهوض والتقدم الدائم. أمم أخرى استمرأت الخوف من حرارة السؤال، فذاب في كيانها الجهل والجمود، وصارت الإعاقة العقلية لذةً للجاهلين، يبدعون منها ولها. صارت الرؤوس جحوراً لا شيء فيها، سوى تراب يزفُّ الغبار الخانق، والحواس صماء بكماء عمياء.

السؤال قبضة عقل تطرق الرأس، فيرنُّ ناقوس اليقظة، وتتحرك صحوة التفكير. يرسم الإنسان خريطة لها عيون، وفيها أضواء تخلق تكوينات ومفاهيم، يتحرك بهمّةٍ لإبداع إجابات تتوالد بلا توقف. من آلاف النواقيس التي تحرك العقول، تعم اليقظة وتنطلق النهضة في دنيا الحياة. كل اكتشاف أو اختراع حققه الإنسان، كان إجابة عن - لماذا؟ - هذه الكلمة الصغيرة كانت المصنع الإنساني الأسطوري، الذي رفع البشر من الحالة الحيوانية، إلى الدرجة الإنسانية التي قهرت الزمان والمكان. الخوف من ظلامية المجتمع، وقمع السلطة والخرافة والموروث الميت الرميم، هي الأقفال المزمنة التي تغلق أفواه الأسئلة وأبوابها، وتهشّم نواقيس اليقظة، وتحيل الصمت سباتاً مزمناً، يتلذذ بمتعة الجهل في غيبوبة الهروب من متعة السؤال.

الحالة البدائية تمنح الجاهلين الذين يعيشونها، إحساساً بالأمن في دنيا يفسرون كل ما فيها من الظواهر، بالخرافات والأساطير، ويكفون أنفسهم مشقة الدخول في معامع الأسئلة وما تفرضه من إجابات.

مسيرة الإنسانية الطويلة من الجهل نحو العلم، ومن التخلف نحو النهوض والتقدم، كلفت روادها الكثير. علماء أيقظتهم الأسئلة، وأعطوها أعمارهم من أجل الإجابة عنها، بل منهم من قدم حياته، وقُتل شنقاً أو حرقاً. الجواب مغامرة قاتلة، لكنه هو مفتاح كل أبواب الأزمنة الجديدة بإنسانها الجديد المتحضر.

هناك أهداف يتحرك الإنسان نحوها، مثل تسهيل حركة البشر بين الأمكنة، من وعثاء السفر على الأقدام، وعلى ظهور الحيوانات، إلى اختراع السيارة والقطار والطائرة. كل ذلك كان ومضات عقول تعلمت فتحررت وأبدعت. انتقلت البشرية في قفزة أسطورية، من الخضوع للظواهر الطبيعية العنيفة، وتفسيرها بخرافات غيبية، والاستسلام للأمراض كالطاعون والجدري والسل وغيرها، إلى الاعتكاف في المعامل والسهر في مراكز البحث، لتخليق الدواء. كل ما تعيشه البشرية اليوم من حضارة وازدهار، هو بفضل جبال الإجابات العلمية، عن أسئلة غمرت حقول العقول. الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية محلية كانت أو عالمية، هي أعراض لأمراض تعشعش في الكيانات البشرية المختلفة. الحروب بكل أنواعها والعنف والتطرف، والكساد الاقتصادي والانحرافات والجرائم، كلها أعراض لأمراض، في أجساد الكيانات الإنسانية. ولكل داء طبيبه ودواؤه. في سنة 1968 انطلقت في فرنسا ثورة شبابية، وتحركت إلى مدن أوروبية عدة. منذ بداية انطلاقها أيَّدها الفيلسوف الفرنسي جان بول ساتر بقوة، وكان موقفه المؤيد لثورة الشباب دافعاً لزيادة تأججها. اقترح قادة الأمن الفرنسي على الرئيس شارل ديغول، اعتقال سارتر لمنعه من التواصل مع الشباب الثائرين. ردَّ عليهم ديغول: تطلبون مني اعتقال فولتير زماننا؟ اذهبوا له واسألوه عن أسباب ما حدث وماذا يرى. اجتمع عشرات من السياسيين وعلماء الاجتماع وعلماء النفس وخبراء الاقتصاد، وناقشوا في اجتماعات طويلة أسباب وخلفيات ما حدث، وقدموا برامج تعليمية وإعلامية ورياضية، تجيب عن ما يعتمل في نفوس شباب جيل جديد، له أسئلته التي ما طافت في رؤوس آبائه وأجداده. الشباب يريد أن يعيش دنيا من إبداعه.

عندما شهدت سبعينات القرن الماضي، موجة عنف يسارية دموية في أوروبا. في فرنسا مجموعة العمل المباشر، وفي إيطاليا مجموعة الألوية الحمراء التي اغتالت السياسي الإيطالي الكبير الدو مورو، وفي ألمانيا مجموعة البادرماينهوف، اهتزت أوروبا. عُقدت اجتماعات موسعة في كل أنحاء أوروبا الغربية، من أجل البحث عن لماذا حدث ما حدث؟

في منطقتنا العليلة ساد العنف والتطرف، وهيمنت الفوضى والحروب الأهلية وغير الأهلية وتجذر الفساد، وصار الجهل عقيدةً تتفشى. الغائب الوحيد هو، لماذا؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهروب من السؤال مع سبق الإصرار الهروب من السؤال مع سبق الإصرار



GMT 22:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

العمدة

GMT 22:41 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سمير زيتوني هو الأساس

GMT 22:36 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عن الجثث والمتاحف وبعض أحوالنا...

GMT 22:34 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... اغتيال إنسانية الإنسان

GMT 22:32 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

غزة... القوة الأممية والسيناريوهات الإسرائيلية

GMT 22:30 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائب الصحفى

GMT 22:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بند أول فى الشارقة

GMT 22:25 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الوطنية هي الحل!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib