ومضة لم يرَها الغافلون
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

ومضة لم يرَها الغافلون

المغرب اليوم -

ومضة لم يرَها الغافلون

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

القرن التاسع عشر، كان حلقة الزمن التي غيرت مسار الإنسانية. بدأ العلم يتجسد في حياة بعض الشعوب. انطلقت الصناعة واندفعت التقنية تصنع قوة أوروبا الجديدة، وتسابقت دولها على استعمار البلدان الفقيرة الضعيفة. أغلب البلدان العربية والإسلامية، كانت تحت هيمنة الدولة العثمانية. وفي حين كانت القارة الأوروبية، تشهد نهضة شاملة تتسع وتتقدم، كان المسلمون يعيشون في مستنقع هيمن فيه اجترار ما خلفه السابقون على العقول. غاب الفكر المتجدد والفلسفة والاختراعات والاكتشافات. منظومة التعليم لم تتحرك مع خطوات التطور ودفق العصر الجديد. ضرب الوهن كل شيء في الإمبراطورية العثمانية. تهالك الاقتصاد والقدرات الدفاعية، ورفعت الفتن رؤوسها على اتساع مساحة الدولة العجوز، واستفحلت النزعات القومية والطائفية والجهوية في غياب قاعدة المواطنة والمساواة. الغرب الأوروبي شخَّص حالة الإمبراطورية العثمانية، وأطلق عليها وصف الرجل المريض. شغل ذلك الواقع الذي ينذر بالخطر المحدق مفكرين إسلاميين، وقام كثيرون منهم بدق النواقيس الداعية للنهوض. الغالبية منهم، بل نستطيع أن نقول جميعهم، غرفوا من مستنقع الموروث القديم، في حين لمع في دنيا الغرب الجديد، المئات من نجوم الفلسفة، والعلم والبحث في مختلف المجالات، وازدهرت الصناعة في كل البلدان الأوروبية. الإدارة السياسية وأسلوب الحكم والتداول السلمي على السلطة، وحرية الفرد وحقوق المرأة، تنافس الفلاسفة والمفكرون على تكريسها، وانهارت هيمنة الكنيسة على المجتمعات.

مفكر سياسي عاش في أحشاء السياسة والإدارة، وعرف التحولات الكبيرة التي تشهدها أوروبا، وما تعانيه الدولة العثمانية من وهن وجمود. إنه خير الدين التونسي الذي تولى الكثير من الوظائف المهمة في تونس، وفي الآستانة عاصمة الإمبراطورية العثمانية. كان خير الدين التونسي ابن مرحلة فاصلة في تاريخ المسلمين، وتحديداً في أواخر عقود الإمبراطورية العثمانية. بعد مؤتمر برلين فرضت بريطانيا حمايتها على مصر، وفرنسا حمايتها على تونس، وكلا البلدين كان تابعاً للإمبراطورية العثمانية. في كتاب «أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك»، قامت ثلة من الدارسين بعرض أفكار خير الدين، وإنجازاته الإصلاحية في تونس. لخَّص الأستاذ أبو ضياف رؤية خير الدين الإصلاحية فيما يلي: «نحن نعتقد أن منطلق التفكير الإصلاحي عند خير الدين تونسي بحت، وهو وضع البلاد التونسية في منتصف القرن التاسع عشر، إلا أنه يتنزل في وضع عثماني باعتبار أن تونس جزء لا يتجزأ من الخلافة العثمانية، ولقد ركز إصلاحه على قضية جوهرية، وهي ضرورة الاقتباس من الغرب المتحضر لا المستعمر، وتبرير ذلك شرعياً: فلئن بات عنده أن من الثابت أن تحدي الغرب الاقتصادي، أصبح أمراً تفاقم خطره، فإنه ما زال يعتقد أن الإصلاح يأتي من الداخل لا من الخارج، وإحياء القيم السرمدية كالشورى والحرية والعدل، ونظام الحكم الذي حاد عن الشريعة الإسلامية، وانقلب إلى حكم مطلق استبدادي أدى إلى الخراب والتأزم المجحف، وكان نداؤه موجهاً أولاً وبالذات إلى زعماء الشعوب العربية والإسلامية، وبخاصة رجال الدين الذين تواطأوا مع رجال السياسة على إقرار نظام الحكم المطلق». هكذا حدد خير الدين ما يؤخذ من أوروبا التي تتقدم، في حين تعيش الإمبراطورية العثمانية التي تحكم المسلمين، في ظلمات الماضي السحيق، ولكنه يتمسك بالقواعد الإسلامية التي ترتكز على الحرية والعدالة والشورى. تحدث عن الحرية السياسية في أوروبا، وحضورها في الموروث الإسلامي، مستشهداً بمقولة عمر بن الخطاب، من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقومه. دعا إلى انتخاب طائفة من أهل المعرفة والمروءة، تسمى عند الأوروبيين مجلس نواب العامة، وعندنا أهل الحل والعقد، وإن لم يكونوا منتخبين من الأهالي. الحرية الأخرى التي دعا إليها خير الدين، حرية التعبير التي سماها حرية المطبعة، وهو ألا يُمنع أحد من أن يكتب ما له من المصالح في الكتب والصحف التي يطلع عليها الناس. الحرية الشخصية وهي إطلاق حرية الإنسان في ذاته وكسبه، مع أمنه على نفسه وعرضه وماله، ومساواته لأبناء جنسه لدى الحكم، بحيث إن الإنسان لا يخشى هضمية في ذاته ولا في سائر حقوقه، ولا يحكم عليه بشيء لا تقتضيه قوانين البلاد المقررة لدى المجالس. وبالجملة، فالقوانين تقيّد الرعاة كما تقيد الرعية.

اطلع خير الدين التونسي، على تاريخ المسلمين وعلى الشريعة الإسلامية، وكذلك على التاريخ الأوروبي القديم والحديث. قرأ بعين العقل والتدبر ما آل إليه وضع المسلمين من تخلف، وما تنجزه أوروبا من نهوض لا يتوقف. قدم خير الدين وصفة شاملة كفيلة بتحقيق نهوض المسلمين، والنجاة من هيمنة أوروبا عليهم.

الحرية وسيادة القانون ومأسسة الدولة دستورياً، وتطوير الحرف لتكون بدايات للصناعة، وحرية التعبير والديمقراطية، كانت وصفة النهوض الشاملة عند خير الدين. دعاة الإصلاح في زمنه كان أغلبهم من الغارفين من مستنقع الموروث. كان التونسي ومضة فريدة لم يرها من كانوا يحكمون في الآستانة، إلا بعدما تآكلت الدولة، ونهشها الأوروبيون بعد الحرب العالمية الأولى. رسم خير الدين بفكره النيّر أقوم المسالك للتقدم، لكن لم يرها الغافلون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ومضة لم يرَها الغافلون ومضة لم يرَها الغافلون



GMT 22:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

العمدة

GMT 22:41 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سمير زيتوني هو الأساس

GMT 22:36 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عن الجثث والمتاحف وبعض أحوالنا...

GMT 22:34 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... اغتيال إنسانية الإنسان

GMT 22:32 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

غزة... القوة الأممية والسيناريوهات الإسرائيلية

GMT 22:30 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائب الصحفى

GMT 22:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بند أول فى الشارقة

GMT 22:25 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الوطنية هي الحل!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib