بقلم : محمد أمين
إذا اختلف اللصان ظهرت الفضائح.. هذا المثل ينطبق على ما حدث من خلافات ومعارك بين ترامب وإيلون ماسك.. إنها قصة نهاية «التحالف القصير» الذى لم يدم طويلًا.. قانون الضرائب أشعل شرارة الخلاف الأول.. مالك تسلا اتهم ترامب بـ«إفلاس البلاد» وطالب بعزله.. والكارثة أنه يؤكد تورطه فى فضائح «إبستين».. والرئيس الأمريكى يرد: «أهلًا بالانقلابات»، ويقول: «ليس لديه دليل!».
فجأة انهار التحالف بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وإيلون ماسك وانتهى شهر العسل، وسط منشورات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعى، جذبت أنظار العالم مع انتهاء شبه أكيد لأشهر علاقة صداقة فى العالم.. كان إيلون ماسك قد تصدر مشهد حملة ترامب الانتخابية، بعد محاول اغتيال الأخير الأولى فى بنسلفانيا، وخرج ماسك معلنًا دعمه غير المشروط للمرشح الجمهورى آنذاك، قائلًا إن محاولة الاغتيال إشارة إلى أن ترامب «يفعل شيئًا ما صحيحًا».
خلال الأشهر الممتدة من يوليو الماضى- منذ محاولة اغتيال ترامب الأولى- برز إيلون ماسك كصديق دائم، كان يطلق على نفسه لقب «الصديق الأول» للرئيس الأمريكى الذى طالما مدح ماسك وودعه بمؤتمر من مكتبه فى البيت الأبيض، ورغم ذلك ظلت علامات الاستفهام على الساحة حول مدة استمرار صداقة بين رجلين اعتادا العزف المنفرد!
بدأ الخلاف منذ إعلان ترامب قانونًا شاملًا للضرائب والإنفاق الجديد الذى أطلق عليه القانون الكبير الجميل، ووصفه ماسك بأنه «عمل مقزز» سيزيد من العجز الفيدرالى، قائلاً: «أنا آىسف، لكننى لم أعد أحتمل هذا الأمر»، وقال إنه عمل مقزز، وعار على من صوتوا لصالحه.. وظهر فى مقابلة تليفزيونية كرر انتقاده للقانون، وقال إنه لا يريد تحمل جميع تصرفات إدارة ترامب، ودعا الأمريكيين إلى التحرك والتواصل مع ممثليهم فى مجلسى النواب والشيوخ فى الكونجرس لإسقاط «المشروع الكبير الجميل»، وكتب إيلون ماسك: «تحدثوا مع نوابكم.. تحدثوا مع سيناتور كل منطقة.. إفلاس أمريكا أمر غير مقبول.. اقتلوا مشروع القانون»!.
المهم أن ماسك طالب بعزل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من منصبه، وطالب يإنشاء حزب ثالث ينافس فى الانتخابات، وقال إن اسم ترامب موجود فى ملفات إبسين دون أن يقدم أى دليل على الاتجار الجنسى، ولكنه قال إن اسم ترامب هو السبب الحقيقى لعدم نشر الملفات حتى الآن!
وأخيرًا قال ماسك إن هذا هو الوقت المناسب لتفجير القنبلة الكبرى، ولا يمكن السكوت على ذلك.. وحذر ماسك من أن تتسبب فى ركود اقتصادى فى النصف الثانى من العام، وقال إن الوقت قد حان «لإنشاء حزب سياسى جديد فى أمريكا يمثل فعليًا شريحة الـ80٪ من الطبقة المتوسطة»!
باختصار.. كل علاقة قامت على مصلحة نهايتها سريعة ومؤلمة وتحمل طبيعة الفضيحة، فعلاقة ماسك وترامب لم تكن علاقة طبيعية نشأت مع الأيام، ولكنها كانت علاقة فاسدة قامت على تجارة ومنفعة انتهت بالانقلاب السريع بين الطرفين والدعوة لعزل ترامب، وتأسيس حزب جديد ينافس بجد على الرئاسة، وقد يتسبب فى تفكك الولايات المتحدة!.