كم مليون «شهاب»

كم مليون «شهاب»؟

المغرب اليوم -

كم مليون «شهاب»

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

ما تعداد «شهاب من عند الجمعية» فى مصر؟ هل هو حالة فردية؟ هل حقًا فوجئنا واندهشنا وأصبنا بصدمة رهيبة ونحن نشاهد الطفل شهاب وهو يفتح فمه لتنطلق كلمات التهديد والوعيد والشتائم، وتتفجر مخارج ألفاظه بما نتابعه من محتوى أفلام ما بعد المقاولات، من تطجين، وتعميم حرف العين على باقى حروف الأبجدية، وإلغاء حروف، والتشويح بالأيدى، مع اختفاء كامل لأى ملامح أو معالم أو بقايا براءة طفولة يفترض أن تكون على وجه ابن الـ 15 عامًا؟ أرى هذا الـ«شهاب» منذ سنوات طويلة فى الشوارع والمحلات وعلى الكورنيش وبالطبع يقود تكاتك و«تمناية» ودراجات نارية.

وكما أراه أنا يراه غيرى حتى أصبح مظهرًا عاديًا لا يستوقف أحدًا. ليس هذا فقط، بل إن البعض يعتبر نموذج شهاب يحتذى فى المرجلة والمجدعة والإقدام والتحدى. وسواء كان شهاب صادقًا فيما قال من أنه ينفق على أسرته وبقية تفاصيل القصة، فسيبقى شهاب شوكة تنغص ضمائر كل من ترك وسكت وبارك بزوغ منظومة شهاب لتصبح جزءًا لا يتجزأ من تفاصيل الحياة اليومية. طفل يقود مركبة، طفل عامل، طفل لم يمر ولو مرور الكرام على ما يعرف بتربية أو تنشئة أو ما يصح وما لا يصح. ولن أتعجب لو ظهر شهاب بسبحة وسجادة صلاة فى صورة من ألبوم الأسرة وشيخ الجامع يؤكد أن شهاب يصلى الخمس صلوات، ويصوم رمضان، ولا يفوت فرضًا، فهذه نقرة وتلك أخرى.

الدين بنسخته الشعبية الحالية والتدين فى واد، والأخلاق والقانون فى واد. أعود وأسأل كم مليون شهاب لدينا؟ ويحضرنى فى هذا الموقف، فتاة الجبر الـ«خ..» والتاريخ الـ«خ..»، طالبة الإعدادية «المسكينة» والتى كتبت عنها هنا قبل أيام. مما كتبت: هى ضحية انقشاع زمن المدرسة، ومعها دورها التربوى وهيمنة عصر السنتر الذى يلقن ولا يربى، هذه «المسكينة» التى تعتقد أن المراقب الطيب الجدع هو من لا يترك «اللجنة شدة».

هذه «المسكينة» التى ما أن فتحت فمها، حتى تفجرت ينابيع الشرشحة والبلطجة والسرسجة لأنها لا تعرف غيرها وسيلة للتعبير. هذه «المسكينة» التى تتفوه بألفاظ ونعوت كانت حتى وقت قريب مضى تعتبر مقرفة كريهة مثيرة للاشمئزاز، هذه «المسكينة» التى جعلوها على يقين بأن الطرحة تغنى عن أى شىء آخر فى الحياة، ولم يخبرها أحد بوجود شىء اسمه تربية أو سلوك أو ما يصح وما لا يصح أو عيب أو ما يصحش، هذه «المسكينة» عنوان ورمز لقطاع عريض يقدر عدده بالملايين نشأ على قيم هلامية ومعايير هشة وقواعد فاسدة.

كم مليون طالبة «مسكينة» لدينا؟ وكم مليون «شهاب» لدينا؟ هل سنودعهم جميعًا دور رعاية، أم نطلب من فنانين ساهموا فى تدهور وانهيار الذوق، وشيوع قيم البلطجة باعتبارها جدعنة، فى دفع كفالات وتصالح مع المتضررين؟، هل آن أوان التعامل مع جذور المشكلة، بدلًا من الاكتفاء بتقليم الأفرع الفاسدة؟.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كم مليون «شهاب» كم مليون «شهاب»



GMT 15:23 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

عفواً سيّدي الجلاد

GMT 15:21 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفوسفات والذنيبات والمسؤولية المجتمعية تصل البربيطة

GMT 15:18 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو دلامة وجي دي فانس

GMT 15:07 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العودة إلى إسحق رابين

GMT 14:59 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

من الساحل إلى الأطلسي: طريق التنمية من أجل الاستقرار

GMT 14:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

فضيحة في تل أبيب!

GMT 14:45 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تفرح بافتتاح المتحف الكبير (1)

GMT 14:42 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

شخص غير مرغوب فيه

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 00:22 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود
المغرب اليوم - بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 21:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
المغرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 18:52 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي
المغرب اليوم - خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!

GMT 06:27 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 04:19 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الساحرة لعام 2017

GMT 07:02 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب الأميركي "Happy Death Day" الأول على شباك التذاكر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib