عندما تتحول الصحافة إلى ابتزاز
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

عندما تتحول الصحافة إلى ابتزاز

المغرب اليوم -

عندما تتحول الصحافة إلى ابتزاز

محمد الأشهب

لم تفرض إشكالات صنع الرأي العام وصدق المنتج الإعلامي والفكري نفسها بقوة، كما في واقعة المواجهة الراهنة بين ملك المغرب محمد السادس وصحافيين فرنسيين، ضمن ما عرف بـ «صفقة ابتزاز» أدت إلى متابعة قضائية لكل من إريك لوران وكاترين غراسيي اللذين اشتهرا بكتاب سابق حمل عنوان «الملك المفترس» صدر في زحمة الحراك العربي.
وإذا كان تقويم مضمون ذلك الكتاب وما حفل به من مؤاخذات متروكاً لحكم التاريخ، فإن تداعيات الحادث الأخير ألقت بظلالها على خلفيات صدوره، وانسحب على ما كان يعتزم الصحافيان القيام به، لناحية إصدار كتاب جديد، التزما بوضعه على الرف وحظر الاقتراب إلى الحديقة المغربية مقابل مبلغ مالي، كان بمثابة الطعم الذي أدى إلى الإيقاع بهما في سابقة فريدة.
مهما كانت نتائج التحقيق ومآل الملف الذي أصبح شأناً قضائياً فرنسياً، فالقضية في بعدها الأخلاقي على الأقل تثير جدلاً حول حدود الممارسة المهنية في صحافة التحقيقات. فأن تكون الدوافع ذات خلفيات سياسية لا يثير الأمر أي استغراب، وأن تكون مهنية تتوخى تحقيق اختراق صحافي لما يدور خلف الأسوار، فالمسألة مشروعة، وإن بمعايير المغامرة التي يفترض أن تستثني ما هو شخصي يطاول الأعراض والخصوصيات. لكن عندما تكون بهدف إبرام «صفقة مالية» تتعدد نعوتها، فالمسألة تحيل على ضوابط وأخلاقيات، لا يمكن القفز عنها. فالكلمة مسؤولية قبل أن تكون ممارسة مهنية، كما أنها ارتبطت بمواثيق شرف، يحكمها الضمير ومتطلبات النزاهة الفكرية، بما فيها التعاطي مع القضايا والملفات الخلافية.
لا وجود لأي مهنية تخلو من مقتضيات أخلاقية، فالأسرار الطبية والتزامات المحامين بعدم جمع النيابة عن خصمين، وارتباط تحمل المسؤوليات السياسية بالمحاسبة، كلها روادع تحظر الاقتراب من المحظور. بل إن الحروب ذاتها لها قوانينها التي تمنع إطلاق النار على العزّل وحسن معاملة الأسرى. وبالأحرى عندما يتعلق الأمر بقطاعات حيوية تهم حرية الرأي واحترام حق المتلقي في الوصول إلى المعلومات من دون تحريف أو سوء استغلال.
لئن كان يعتري أوضاع الصحافة وحرية التعبير المزيد من الاستدلالات على الوقوع تحت تأثير التهجين وتكميم الأفواه والانصياع لثقافة السلطة الحاكمة في أرجاء عدة في العالم العربي، فإن أخطاراً من نوع آخر تستهدف المشهد الإعلامي والثقافي. إذ يصار إلى تسخير شرف الكلمة في غير ما وضعت له، أي ممارسة الابتزاز وطلب الفدية مقابل السكوت أو التهديد بالنشر. وأضحى على جنود مهنة المتاعب أن يتصدوا لمظاهر انحرافها التي تسيء إلى أهدافها النبيلة.
لم ينتبه كثيرون إلى أن معركة المغرب في مواجهة تصنيفات وخلاصات استبيانات حول درجة تموضعه في معايير التنمية والحوكمة والتدبير، ارتدت أهمية بالغة منذ فترة، حتى أن الملك محمد السادس دعا إلى عدم إغفال معيار «الرأسمال البشري» أي الثروة غير المادية التي تطاول الاستقرار ومستويات التعايش والخصوصيات الاجتماعية في التضامن والتماسك. وكان لافتاً أنه أنحى باللائمة على من وصفهم بـ «موظفين يقبعون في غرف مكيفة الهواء» ويصدرون الأحكام عن تجارب الدول والمؤسسات. وقبل ذلك انتقد بشدة استخدام الميول السياسية في التعاطي مع قضايا حقوق الإنسان، بخاصة أن منظمات دولية بارزة تعتمد في تقاريرها السنوية حول قضايا الحريات على مقالات ومنشورات الصحافة الدولية.
يختلف المجال، في طبيعته ونوعيته ودلالاته، لكن الإعلام يضطلع في غضون ذلك بدور أكثر نفوذاً، أي أنه سلطة تقديرية لا تختلف عن تلك التي يملكها القاضي عند إصدار أحكامه، أو يملكها الموظفون الذين تكون سلطة التوقيع على الصفقات من اختصاصهم. بل إنها تزيد عن ذلك لناحية التأثير في صنع تيارات داخل الرأي العام المحلي والدولي. ولئن كان سجل المغرب في المواجهات مع بعض الصحافة لا يخلو من مناكفات وتجاذبات، فإنه استطاع في أكثر من منازلة حيازة أحكام من طرف القضاء الفرنسي تحديداً أنصفت الملك الراحل الحسن الثاني الذي لم يطلب أكثر من درهم رمزي لمعاودة رد الاعتبار. فيما ذهبت أحكام أخرى في اتجاه معاكس.
هذه المرة كان الأمر مختلفاً، وبينما نحت العلاقات بين الرباط وباريس في اتجاه التطبيع الإيجابي وتبديد الغيوم العالقة، جاء الحدث مزلزلاً، ومن أبرز تداعياته أن الكلمة الحرة حين تنصرف إلى البناء وتقريب فجوات التباعد، أفضل منها حين تخلق الحزازات وتنسف العلاقات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تتحول الصحافة إلى ابتزاز عندما تتحول الصحافة إلى ابتزاز



GMT 22:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

العمدة

GMT 22:41 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سمير زيتوني هو الأساس

GMT 22:36 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عن الجثث والمتاحف وبعض أحوالنا...

GMT 22:34 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... اغتيال إنسانية الإنسان

GMT 22:32 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

غزة... القوة الأممية والسيناريوهات الإسرائيلية

GMT 22:30 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائب الصحفى

GMT 22:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بند أول فى الشارقة

GMT 22:25 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الوطنية هي الحل!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib