بعد فشل أديب رئيس الوزراء المُكلّف واعتِذاره عن تشكيل الحُكومة
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

بعد فشل أديب رئيس الوزراء المُكلّف واعتِذاره عن تشكيل الحُكومة.

المغرب اليوم -

بعد فشل أديب رئيس الوزراء المُكلّف واعتِذاره عن تشكيل الحُكومة

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

اعتِذار السيّد مصطفى أديب عن تشكيل الحُكومة اللبنانيّة يُؤكّد عدّة أمور أساسيّة، الأوّل: أنّ الطائفيّة أقوى من المُبادرة الفرنسيّة التي جاءت بهذه الحُكومة، والثاني: أن إيمانويل ماكرون أثبت أنّه على درجةٍ عاليةٍ من السّذاجة، وجاهل بطبيعة المشهد السّياسي في لبنان وحقيقة أزَماته، والثّالث: أنّ حجم الفساد الذي بات هو الإدمان الأكبر للنّخبة السياسيّة اللبنانيّة، ولا عِلاج له إلا باجتِثاثها من جُذورها، والرابع: وقوف المِنطقة على حافّة حرب أمريكيّة ولبنان لا يُمكن أن يكون بمَعزلٍ عنها.

ماكرون تعاطى مع لبنان كمُستعمرةٍ فرنسيّةٍ، وأراد من السيّد أديب أن يُشكّل حُكومة بمُواصفاتٍ فرنسيّةٍ، وكأنّ لبنان إمارة “مونت كارلو” وليس جُزءًا من مِنطقةٍ مُلتهبةٍ اسمها الشّرق الأوسط، ولهذا كان الفشل حتميًّا بغضّ النّظر عن الأسباب المُعلنة.

***

الصّراع على الأرض اللبنانيّة كان وما زال إيرانيًّا، فرنسيًّا أمريكيًّا، فرنسا تُريد الحدّ الأدنى من الاستِقرار للحِفاظ على نُفوذها، أمّا أمريكا فتُريد العكس تمامًا، أيّ تصعيد حدّة التوتّر الطّائفي، وزيادة مُعاناة الشّعب اللّبناني المعيشيّة والاقتصاديّة، وإيصاله لمرحلة الجُوع، ومن ثمّ التّركيع، ونزع سلاح “حزب الله” سِلمًا أو حربًا، أمّا إيران فلا تُريد أنّ تخسر نُفوذها في أهم مِنطقة على ساحل البحر المتوسّط، وترك إسرائيل تصول وتجول وتنعم بالأمن والاستقرار.

الاستقرار ممنوعٌ في لبنان، بقرارٍ أمريكيّ والشّيء الوحيد المسموح به هو الحرب الأهليّة والاقتِتال الداخلي، أو الرّضوخ لشُروطها كاملةٍ، أيّ أنّ المسألة ليسَت مسألة خلاف على وزارة ماليّة، أو السّماح للكتل بتسمية وزرائها، المسألة مسألة تدخّلات خارجيّة عبر أدوات محليّة، تُريد استمرار التوتّر انتِظارًا لحسم مصير مِنطقة بأسْرِها.

لبنان يعيش حاليًّا تطبيقًا حرفيًّا للسّيناريوهات العِراقيّة والسوريّة والليبيّة، وقريبًا اليمنيّة، أيّ “الخبز مُقابل التخلّي عن السّلاح”، وإلا الجُوع، والتّفجيرات، وأعمال القتل والسيّارات المُفخّخة، وهيمنة لوردات الحرب، وتأسيس “الإمارات” الطائفيّة المُتصارِعة.

لم يَكُن من قبيل الصّدفة أن يهرول المبعوثين الأمريكيين إلى بيروت مِثل ديفيد هيل، وديفيد شنكر، فور مُغادرة الرئيس ماكرون، ويجتمعون مع أدواتهم، ويطرَحون برامج عمل مُضادّة لنسف مُبادرة الرئيس الفرنسي العائِد إلى مُستعمرته، والسّاعِ لاستِعادة نُفوذ بلاده فيها.

بعد مُتابعتنا للهُجوم الشّرس الذي شنّه العاهل السعوديّ سلمان بن عبد العزيز على إيران و”حزب الله” في الخِطاب الذي ألقاه أمام الجمعيّة العامّة للأُمم المتحدة قبل يومين، أدركنا أنّ السيّد أديب الذي يُعتَبر السيّد سعد الحريري، مندوب المملكة في لبنان، مرجعيّته الأساسيّة، سيفشل في تشكيل الحُكومة، وأنّ لبنان ذاهِبٌ إلى الفوضى والفَراغ الدستوريّ.

العاهل السعودي كان مُتماهيًا بالكامل مع المشروع الأمريكيّ عندما أكّد أنّ انفجار بيروت جاء لفرض هيمنة “حزب الله” على صُنع القرار السياسي في لبنان بقوّة السّلاح، مُشَدَّدًا على ضرورة نزع سِلاحه لتحقيق الأمن والاستِقرار والرّخاء، وكان هذا المطلب تحريضًا، وضُوءًا أخضر، لحُلفاء السعوديّة ورِجالها في لبنان للتحرّك وعرقَلة المُبادرة الفرنسيّة.

المِنطقة تَقِف على حافّة الحرب، والأيّام الأربعون التي تَسبِق إجراء الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة قد تكون الأخطر، ولا يَستبعِد الكثير من المُراقبين في الغرب إقدام ترامب الذي بات حبل الهزيمة يَقترِب من عُنقه، على عمل عسكريّ ضدّ إيران في أيّ لحظةٍ، ولبنان بسبب وجود ترسانة “حزب الله” وموقعه الجُغرافي في الجوارين السوري (شرقًا) و”الإسرائيلي” جنوبًا، سيكون أبرز ساحاتها، إن لم يَكُن ساحتها الرئيسيّة.
***

السّؤال الأهم: هل سيسحب الرئيس ماكرون مُبادرته، وينسحب من لبنان مهزومًا ومُهانًا أمام الانتِصار الأمريكيّ؟ وفي هذه الحالة يُقدِم على الانتِقام من الأحزاب السياسيّة اللبنانيّة التي وصفها أحد المُقرّبين مِنه بارتكاب “خيانة جماعيّة” بالكشف عن فسادهم، وفرض عُقوبات على قادتها وفضح، وتجميد حِساباتهم الماليّة في بُنوك فرنسا وأوروبا؟ أم أنّه سيُعيد صياغة هذه المُبادرة، ويُعيد الكرّة مرّةً أُخرى؟

الأمر المُؤكّد أنّ الشّعب اللبناني بكُل طوائفه سيدفع ثمنًا غاليًا من أمنه واستِقراره، ولُقمة عيشه، من جرّاء هذا الصّراع بين الفِيَلة على أرضه، ولمصلحةٍ إسرائيليّةٍ صِرفَة، ولهذا ليس غريبًا أن يركب بعض أبنائه زوارق الموت هربًا إلى ملاذٍ آمنٍ في أوروبا.

المشروع الأمريكيّ في المِنطقة هو تتويج بنيامين نِتنياهو امبراطورًا عليها دون مُنازع، ولهذا يَقِف لبنان في عين العاصفة للأسباب التي ذكرناها سابقًا، والرئيس ميشال عون كان دقيقًا جدًّا عندما قال إنّ لبنان ذاهِبٌ إلى الجحيم، ومن الصّعب أن نُجادله في هذه النّبوءة المُرعبة.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد فشل أديب رئيس الوزراء المُكلّف واعتِذاره عن تشكيل الحُكومة بعد فشل أديب رئيس الوزراء المُكلّف واعتِذاره عن تشكيل الحُكومة



GMT 15:07 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العودة إلى إسحق رابين

GMT 20:14 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

بيروت والكلام المغشوش

GMT 20:11 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

التغييرات المناخية... الأمل بالطيران في بيليم

GMT 20:05 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصِغار و«رقمنة» اليأس

GMT 20:00 2025 الجمعة ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الحبل السُّرِّي بين العالم العربي وحل الدولة الفلسطينية

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib