13 مارس يوما للمجتمع المدني

13 مارس.. يوما للمجتمع المدني

المغرب اليوم -

13 مارس يوما للمجتمع المدني

عبد العلي حامي الدين

القرار الملكي القاضي باتخاذ يوم 13 مارس من كل سنة يوما وطنيا للمجتمع المدني، هو استجابة كريمة لإحدى توصيات الحوار الوطني للمجتمع المدني
 الذي انطلق قبل أزيد من سنة، وبالضبط يوم 13 مارس 2013، عندما تم تنصيب اللجنة الوطنية للحوار برئاسة الأستاذ مولاي إسماعيل العلوي.
اليوم الوطني للمجتمع المدني سيكون مناسبة للاحتفال بالجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، وإبراز جهودها وتقييم أدائها واستشراف آفاقها.
هذا القرار يمثل في الواقع تتويجا لمسار تشاوري موسع خاضته اللجنة الوطنية بمنهجية تعتمد تقنية الإنصات بالدرجة الأولى، كما يمثل تقديرا للعمل الكبير الذي ساهم فيه أزيد من 10000 مشارك ومشاركة، وشهادة اعتراف بمجهود وطني كبير غير مسبوق في التجربة المغربية.
هذه الاستشارة العمومية الواسعة شكلت فرصة تاريخية لتشخيص واقع المجتمع المدني والوقوف عند عناصر القوة والضعف، بغية استشراف آفاق تطوير أدائه على ضوء المقتضيات الجديدة للدستور المغربي، التي أناطت بالمجتمع المدني أدوارا جديدة تمثل ركنا أساسيا للنظام السياسي والدستوري المغربي في إطار الديموقراطية التشاركية.
منهجية عمل اللجنة الوطنية للحوار الوطني حول المجتمع المدني تستحق الدراسة والتأمل من زوايا متعددة: أولا، من زاوية إدارة العلاقة بين أعضائها الذين تجاوز عددهم الستين، وتنظيم عملها على أرضية عمل واضحة ووفق نظام داخلي يضبط العلاقات والاختصاصات، مع استحضار البعد الإنساني وأجواء روح الفريق والإحساس بالمسؤولية الجماعية، والتجرد من جميع الأحكام المسبقة والحسابات الضيقة. ثانيا، من زاوية علاقتها بالمجتمع المدني وبالجمعيات والمنظمات غير الحكومية المساهمة في فعاليات الحوار، وكيفية توثيق وتفعيل كل الأفكار والمقترحات التي أسفر عنها الإنصات للجمعيات داخل المغرب وخارجه، وكذا الأيام الدراسية والندوات العلمية واللقاءات التشاورية مع المؤسسات والقطاعات الحكومية ذات الصلة بالمجتمع المدني.. ثالثا، من زاوية العلاقة مع التجارب المقارنة والاستفادة من الخبرة الدولية في مجال تنظيم ومأسسة آليات ومسالك الديموقراطية التشاركية واستثمار اجتهاداتها ورصيدها  وممارساتها الفضلى في إغناء نتائج الحوار ومخرجاته.. رابعا، من زاوية الاستثمار العلمي والقانوني للقوة الاقتراحية التي أفرزها الحوار وصياغة مخرجات وأرضيات قانونية تتوفر فيها معايير الجودة المطلوبة للتداول داخل المؤسسة التشريعية، وذلك بالاعتماد على الخبرة المغربية بالأساس.
تجربة المجتمع المدني المغربي والمشاركة المدنية الطويلة والمتميزة  والرائدة وتقاليد العمل التطوعي كانت حاضرة في الخلفية الضمنية لمختلف فعاليات وأطوار الحوار الوطني.
كما أن رصيد وخبرة كبريات المراكز الدولية من قبيل المركز الدولي لقوانين منظمات المجتمع المدني الموجود في أمريكا، ومساهمة الجامعة المغربية في شخص عدد وازن من الأساتذة الجامعيين، فتح آفاق النقاش في كل ما يتعلق بالبيئة القانونية والتشريعية لحريات جمعيات ومنظمات المجتمع المدني وأدوارها وحكامتها على توصيات ومخرجات في غاية الأهمية.
مخرجات الحوار الوطني لا تقل أهمية عن منهجية الحوار، وقد توزعت على 240 توصية، بالإضافة إلى ثمانية مذكرات ملحقة، من شأن تفعيلها أن يساهم في نقل بلادنا إلى طور جديد من أطوار الديموقراطية الحقة..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

13 مارس يوما للمجتمع المدني 13 مارس يوما للمجتمع المدني



GMT 23:14 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

ذاكرة الرجل الصامت

GMT 23:12 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

إسرائيل... لماذا تفوَّقت في لبنان وليس في اليمن؟

GMT 23:10 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

مشهد الشرق الجديد... من يرسمه؟

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

سبب آخر للاستقالة

GMT 23:05 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

البديل الحوثي للبنان...

GMT 23:04 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

التجويع بهدف التركيع

GMT 23:02 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

إلى متى ستعيش إسرائيل في رعب وتوجُّس؟

GMT 23:00 2025 الأربعاء ,04 حزيران / يونيو

ماذا لو رد «الجميل» السلام؟!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 16:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بورصة مسقط تتراجع 16.3 نقطة وتغلق عند 4273.44 نقطة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib