في انتظار زعيم العراق الجديد

في انتظار زعيم العراق الجديد

المغرب اليوم -

في انتظار زعيم العراق الجديد

بقلم - عبد الرحمن الراشد

في العراق للحكومة دور كبير، ورئيس الوزراء صانع القرار، والعراق نفسه بلد مهم استراتيجياً للمنطقة. والجميع في المنطقة وقوى دولية، تترقب نتيجة المشاورات والمساومات بين القوى المتنافسة لمعرفة الحزب الفائز بقيادة العملية السياسية، ومن سيكون رئيس الحكومة.
السيد مقتدى الصدر، زعيم تحالف سائرون، الأكثر حظاً، لأنه الأكثر مقاعد في انتخابات البرلمان. ورغم فوزه، فإن نتائج الانتخابات العراقية زادت الوضع الغامض غموضاً، فالمنتصر يملك أغلبية، لكنها ليست الأغلبية في نظام برلماني يختار رئيس الحكومة بناء على حساب معادلة أكثرية المقاعد. وقد ينتظر العراقيون أسابيع قبل أن يعلَن عن الفائز، وحتى ذلك الحين، يبقى الوضع مفتوحاً على كل الاحتمالات.
أهمية فترة حيدر العبادي، رئيس الوزراء السابق، في أنها خلقت حالة وطنية جديدة. العراق عاش مرحلة انعدام الوزن بعد إسقاط نظام صدام، إلى الأميركيين، إلى ديكتاتورية المالكي. لم تكن هناك هوية للدولة والحكومة حتى جاء العبادي. حكومة كانت ضعيفة نتيجة الظروف السابقة، ومع هذا حارب الإرهاب ومنع انفصال إقليم كردستان وحال دون تفكك البلاد. العراق، مثل كل دول المنطقة، يتطلب زعيماً سياسياً قوياً يقف ضد الميليشيات الداخلية، والقوى السياسية، وجيوب التطرف والإرهاب على الجانبين السنّي والشيعي... وفوق هذا يملك الجرأة على مواجهة المشروع الإيراني، الأمر الأهم لحاضر العراق ومستقبله، والأصعب بالطبع.
حصول تحالف «سائرون» الذي يمثل الكتلة الصدرية على أغلبية في انتخابات السبعة آلاف مرشح، وحصول القوى الموالية لإيران على أقل الأصوات، دليل على توجه الشعب العراقي ورسالته بأنه ضد إيران. ليس ضد إيران الجارة، لكنه ضد الجنرال قاسم سليماني، و«فيلق القدس»، و«الحشد الشعبي»، و«عصائب أهل الحق»، وبقية الميليشيات التي زرعها الجنرال سليماني خلال فترة الفراغ الماضية في بغداد من أجل السيطرة على الدولة والبلاد.
نتائج الانتخابات البرلمانية جاءت صادمة لطهران التي سبق أن صرح مستشار مرشدها الأعلى، علي أكبر ولايتي، بأنهم ضد تحالف «سائرون». والتحالف يسير في الدفع نحو تحالفات تحقق له الرقم المطلوب لتشكيل أغلبية وحكومة.
المرحلة الحالية مهمة للعراق أكثر مما سبقها منذ صدام حسين، وفي حال نجح العراقيون في التوصل إلى حكومة تحظى بموافقة البرلمان وتتبنى برنامجاً وطنياً، فإننا سنشهد سنوات ستحسم قضايا حساسة؛ وحدة العراق، وتعزيز السلطة المركزية، وتفكيك الميليشيات أو دمجها ضمن القوات المسلحة، وقطع علاقاتها بالخارج، والبدء في مشروع تنموي سيكون الأول منذ قيام الحرب العراقية - الإيرانية عام 1980. هذا ما يجعل اختيار رئيس حكومة قوي مطلباً شعبياً وحدثاً مهماً، لكن هل هذا ممكن مع صعوبة استيلاد حكومة لا بد من أن تتشكل من عدة قوى سياسية؟
المشاورات في معظمها تتم في محيط زعيم تحالف «سائرون» السيد الصدر الذي يتصدر العملية السياسية بعد أن كان في السابق من الناقدين لها... انتقد انتشار الفساد بين الطبقة السياسية، وانتقد ضعف الشعور الوطني، ووقف ضد الطائفية أيضاً. ومهما كان مثالياً، فإن تشكيل أي ائتلاف حكومي يتطلب تقديم التنازلات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في انتظار زعيم العراق الجديد في انتظار زعيم العراق الجديد



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:27 2021 الأحد ,10 تشرين الأول / أكتوبر

معرض الرياض للكتاب يختتم أعماله اليوم

GMT 06:18 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

"سامسونغ" تطلق أقراص تخزين خارجية بأسعار منافسة

GMT 03:37 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

المدير التنفيذي لإنتر ميلان يعلق على صفقة حكيمي

GMT 21:20 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

محاولة اغتيال فنان عراقي شهير على يد مجهولين

GMT 18:44 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن يكشف تفاصيل سقوط شرطي من مدرجات ملعب محمد الخامس

GMT 03:13 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بريانكا شوبرا تطل بتصاميم "كاجوال" في شوارع "نيويورك"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib