لنؤسس شركات أكبر

لنؤسس شركات أكبر

المغرب اليوم -

لنؤسس شركات أكبر

عبد الرحمن الراشد
الرباط - المغرب اليوم

الدول الناجحة دول شركات، «سامسونغ» كوريا الجنوبية، و«مرسيدس» ألمانيا، و«نستله» سويسرا، «يونيليفير» هولندا، وأميركا كلها ماركات تحتل العالم اليوم أكثر مما فعلته جيوش أي إمبراطورية قبلها في التاريخ.

موضوعي حول قضية جدلية، هل الأفضل لنا اقتصاد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة SMEs، أم الشركات الكبرى؟ نسبياً، أسواقنا كبيرة، وأرقام استهلاكنا ضخمة، مع هذا بقيت تحت رحمة المؤسسات الصغيرة العاجزة عن التقدم.

لماذا نريد بناء شركات عملاقة؟ لأن الكبرى أقدر على تنظيم السوق، أقدر على البحث والتطوير، تقوم بالتدريب، تعمل وفق خطط ولسنوات، تستطيع بناء شراكات استراتيجية محلية ودولية، تستطيع تخفيض التكلفة على المستهلك، تستطيع الاستثمار، تبني علامات تجارية، تعزز الانتماء، تستطيع الحكومة مراقبتها وضبط دفاترها، عبرها تجمع المعلومات بدقة لصالح السوق، تثري ملايين المساهمين، أقدر على الأتمتة والروبتة، أسهل في إلزامها بتوظيف النساء وذوي الاحتياجات، وكذلك إلزامها توطين الوظائف، أفضل سند للدولة داخلياً وخير ذراع لها خارجياً. والفاشلة منها عادة تتكفل السوق المفتوحة مهمة إصلاحها أو التخلص منها.

لو لم تؤسس «سابك» لظلت البلاد مستورداً للحديد والسماد والبلاستيك. لو لم تكن هناك شركة «المراعي» لاضطرت الحكومة إلى توظيف آلاف المراقبين الصحيين لمراقبة آلاف مزارع الأبقار الصغيرة. «المراعي» تدر حليباً وكذلك أرباحاً لسبعين ألف مساهم. مكتبة «جرير» نجحت في أصعب الاستثمارات، الكتب والمستلزمات المدرسية. وحتى عند احتساب شركات الإسمنت والبنوك تظل سوقنا سوقاً تهيمن عليها الدكاكين. في حين بإمكانها أن تكون مثل متاجر «بنده» لديها 400 فرع و30 ألف موظف، وللسوق أن تكون أفضل بمثلها كثيراً لو كبرت الشركات والمتاجر ولو بنظام الفرانشايز، وقُلّص سوق التجزئة المتشرذم بالأنظمة وتركت المليون دكان وشركة تصارع ليبقى منها الأجدر.

لهذا؛ أعتقد أن الأنسب لبلد، مثل المملكة العربية السعودية، أن تحفز وتدفع باتجاه إقامة شركات عملاقة في كل القطاعات، مستفيدين من أساليب الإدارة الحديثة والأفكار الجديدة الناجحة. مشروع «رؤية 2030» مبني على التغيير، يجعل السوق الحرة هي المحور، متخلياً عن الاقتصاد الريعي.

أما لماذا أميل إلى دولة الشركات الكبرى، رغم كثرة الناصحين بتعزيز سوق الصغيرة والمتوسطة، أن الأخيرة لا تلائم دولاً مثل السعودية. هناك بلدان ذات كثافة سكانية كبيرة وقدرة استثمارية محدودة، والأنسب لها تأمين أكبر عدد من الوظائف بأقل قدر من التكاليف، مصر وباكستان مثالان، مع ملاحظة أن عدد المؤسسات لعدد السكان أكبر في السعودية منه في مصر! السعودية تعاني من كثرة العمالة الأجنبية، وانتشار التستر، ونقص التدريب، وشح المعلومات، في سوق التجزئة وفي قطاعات أخرى مثل الخدمات. لن يجد آلاف السعوديين الفنيين وظائف في عشرات المهن مثل الكهرباء والسباكة وغيرهما، التي دربوا عليها، إلا إن قامت شركات كبيرة على حساب الورش والدكاكين وصغار المقاولين؛ حتى تستطيع أن تسيطر على السوق، فتقوم بتحديثها، وتنظيمها وتضمن فيها التأمين والتدريب والتمويل لما فيه صالح المستهلكين وكذلك منسوبوها. وهنا دور الدولة مهم في التأسيس وطرحها في السوق، إن تلكأ المستثمرون. والكبيرة لا تلغي الصغيرة، بل تكون رافداً لها، فتطوّر السوق وتنظمّها بدلاً من الفوضى القائمة.

هذا للسوق، أما بالنسبة للدولة فلا شك أن الشركات العملاقة خيارها الأفضل، وكما قال تشارلز ويلسون عن شركته في الخمسينات، «ما هو جيد لـ(جنرال موتورز) هو جيد للولايات المتحدة، والعكس». وبالتأكيد هذا لا يقلل من التحديات المُحتملة من تعديل للتشريعات والأنظمة، وخسائر من يعيشون على النظام الاقتصادي القديم، وصعوبة الحصول على قيادات محلية وأجنبية تتولى إدارة الكيانات المأمولة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لنؤسس شركات أكبر لنؤسس شركات أكبر



GMT 04:12 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

الإرهاب والفساد السياسي

GMT 04:38 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

بين سياسة ترمب وشخصيته

GMT 04:35 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

استئذان فى إجازة

GMT 04:32 2018 الثلاثاء ,24 تموز / يوليو

غضب الشباب ويأس الشيوخ

GMT 02:59 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

العراق نموذجا!

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 06:06 2016 الخميس ,17 آذار/ مارس

سحر البحر

GMT 13:16 2018 السبت ,07 تموز / يوليو

تمتعي بقضاء عطلة ملكية في فندق "قصر الشرق"

GMT 08:02 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

السياح يُقدمون على زيارة غابة "ساغانو" اليابانية

GMT 11:19 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

مطعم Harvey Washbangers يقدّم لك الوجيات ويغسل ملابسك

GMT 09:54 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

بياض جبال "الأوراس" يعد الوجهة المفضلة لعشاق التزلج

GMT 00:19 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

عبد الخالق تسعى إلى إنشاء صفوف موسيقية في مدارس الحكومة

GMT 16:32 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

وفد من وكالات السفريات في بيلاروسيا يزور المغرب

GMT 00:51 2017 الخميس ,19 كانون الثاني / يناير

مجموعة "Folli" تُعلن تجهيز مجوهرات فاخرة في 2017

GMT 20:29 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تعرَف على جمال مدينة دهب جنوب سيناء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib