اليمن عامان على مواجهة إيران

اليمن: عامان على مواجهة إيران

المغرب اليوم -

اليمن عامان على مواجهة إيران

بقلم : عبد الرحمن الراشد

بعد أن استولى الحوثيون٬ والرئيس السابق علي عبد الله صالح٬ على العاصمة صنعاء بقوة السلاح٬ كان ذلك يعني نهاية انتفاضة الشارع اليمني السلمية وبداية للحرب. ولم أشك أبداً حينها في احتمال أن تكون حرباً صعبة وطويلة٬ لأسباب منها أن الرئيس السابق كان لا يزال يسيطر على القوات المسلحة٬ ولأن الحوثيين جماعة تأتمر بأمر إيران٬ إضافة إلى عدم وجود سلطة مركزية في اليمن٬ وتضاريس البلاد الوعرة.

الإيرانيون لم يخفوا علاقتهم بالحرب منذ البداية التي رصدت في مطلعها٬ من منطلق أنها حرب إقليمية. فهم يعتبرون فتح جبهة ضد السعودية في اليمن جزءاً من التوازن الجيوسياسي في مواجهات سوريا٬ وكذلك البحرين. ومع أن كثيراً من المراقبين كانوا ينكرون مثل هذا الاحتمال في البداية٬ ويسخرون منه٬ فإنهم رجعوا وأقروا بحقيقة التورط الإيراني٬ والمثير أن طهران لم تكن تخفي ذلك.

لا يوجد للسعودية٬ وبقية دول مجلس التعاون الخليجي٬ خيار في اليمن سوى مواجهة الإيرانيين٬ الذين يقاتلون من خلال وكلائهم الحوثيين٬ وكذلك قوات صالح٬ وهناك أنباء موثوقة عن اعتقال عسكريين إيرانيين كانوا في مناطق القتال. هذه الحرب دفاع عن دول الخليج في وجه إيران التي تريد التمدد وتهديد جيرانها.

الصواريخ التي أطلقها الانقلابيون إلى عمق المملكة العربية السعودية أكدت صحة التخوفات٬ التي قيلت لي بداية الحرب٬ أن لدى صالح والحوثيين منظومة صواريخ أيضاً من الأسلحة التي عثر عليها المفتشون من القوات البحرية الدولية وجود صواريخ في شحنات على سفن إيرانية٬ متجهة للموانئ تهدد أمن السعودية. واتضح لاحقاً اليمنية٬ يستخدم مثلها في قصف المناطق الجنوبية السعودية.

تضيع في أحداث الحرب نفسها. وِفي ذكرى مرور عامين على حرب اليمن٬ من المفيد أن نذكر بالحقائق التي غالباً أولاها٬ أن الذي أقصى صالح٬ وأسس للوضع السياسي الجديد٬ هو الشعب اليمني عندما ثار عليه نتيجة فشل حكمه الذي يعتبر من أطول الحكام ديمومة في السلطة في العالم٬ ومن أفشلها. تغيير النظام لم يكن رغبة دول الخليج ولا مشروعها٬ بل كان ذلك من نتائج الربيع العربي الذي أسقط حكاماً؛ إضافة إلى صالح٬ القذافي في ليبيا٬ ومبارك في مصر٬ وبن علي في تونس. وبعد وصول الانتفاضة ميادين وشوارع صنعاء٬ وخوفاً من الفوضى٬ سعت الأمم المتحدة لتنظيم الوضع٬ من خلال تعيين مبعوث للأمين العام مهمته الحفاظ على السلم الأهلي٬ وطرح مشروع سياسي تبنته مجموعة الدول الخليجية٬ وكذلك الولايات المتحدة٬ والمجموعة الأوروبية. الحل فقط٬ تتم خلالها كتابة يتم من خلاله اختيار الرئاسة والبرلمان. جميع القوى اليمنية وافقت عليه٬ وأعلن عن حكومة مؤقتة انتقالية لثمانية عشر شهراً
كان نظاماً ديمقراطياً الدستور والإعداد للانتخابات. خلال هذه الفترة٬ دّبر صالح والحوثيون الانقلاب واستولوا على كل اليمن٬ واعتقلوا معظم الوزراء والقيادات السياسية.

لم يكن من حل لمواجهة الانقلاب العسكري في اليمن إلا الرد العسكري بعد رفض الانقلابيين كل الوساطات الدولية للتراجع٬ ورفضوا كل التنازلات الإضافية التي منحت لهم. أصروا على أن تكون لهم القيادة٬ والاحتفاظ بسلاحهم٬ في وضع مشابه لـ«حزب الله» في لبنان.

بين فرقاء محليين٬ بل هي من تخطيط وتمويل قوى إقليمية٬ وعلى رأسها إيران التي تصر على مد نفوذها ومحاصرة حرب اليمن٬ ككل حروب المنطقة٬ ليست نزاعاً جيرانها. وبالتالي الحرب فرضت بكل أسف وألم على اليمنيين٬ وكذلك على السعوديين٬ ومن غير المقبول ترك الوضع للنظام الإيراني يستخدم اليمن محطة هجوم على جارته دون مواجهته عسكري

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليمن عامان على مواجهة إيران اليمن عامان على مواجهة إيران



GMT 09:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 06:06 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل لا تنوي التوقف

GMT 18:44 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تخريب مشروع إنقاذ لبنان

GMT 07:06 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الصراع الإيراني الإسرائيلي المباشر

GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم
المغرب اليوم - 39 شهيدا منذ الفجر وتجدد القصف الجوي والمدفعي على غزة

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 19:54 2018 السبت ,17 آذار/ مارس

الحجاب: فريضة أم أيديولوجية سياسية؟

GMT 09:32 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

"فيفا" يوصي بمتابعة اللاعب أشرف بنشرقي في "كأس العرب"

GMT 00:15 2020 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

شركة صينية تكشف عن أول طرازاتها للسيارات الطائرة

GMT 03:22 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الجريئة تحتل قمة اختيارات ديكورات المنازل في 2019

GMT 17:07 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

رجل يصوّر زوجته عارية داخل فندق ويُهددها بنشر الفيديو

GMT 08:22 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"إيتا" الباسكية تنهي حقبة الدماء في إسبانيا

GMT 10:14 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

5 ميزات جديدة في تطبيق "واتساب" لمُستخدمي الأندرويد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib