إردوغان والتخلص من السوريين

إردوغان والتخلص من السوريين

المغرب اليوم -

إردوغان والتخلص من السوريين

بقلم - عبد الرحمن الراشد

الغزو التركي لسوريا قوبل بالتنديد به من كل الدول الكبرى، ومعظم دول المنطقة على اختلاف توجهاتها السياسية. لم يكن الرئيس رجب طيب إردوغان مضطراً للإقدام على ارتكاب هذه الخطوة الخرقاء. وحتى رغبته في اقتلاع التنظيم الكردي السوري غير مبررة. «قسد» هو واحد من عشرات التنظيمات في الحرب الأهلية السورية، وهناك أكثر منها خطراً، مثل ميليشيات إيران التي تستوطن في مناطق قريبة من حدود بلاده، شمال غربي سوريا.
عندما يغزو سوريا، ويعلن أنه يريد تصفية أكراد سوريا، والتخلص من مليوني سوري لاجئ، نحن أمام قضية ذات أبعاد إنسانية وقانونية، وبالطبع سياسية، خطيرة على المنطقة. وفشلت تبريرات إعلامه، وإعلام قطر، الوحيد في المنطقة المساند لعملية تهجير اللاجئين السوريين، ويحاول أن يقارن بينه وبين التحالف في حرب اليمن؛ متجاهلاً أن شرعية التحالف جاءت من مصدرين يكفي أحدهما للتدخل العسكري: من الحكومة الشرعية اليمنية، ومجلس الأمن الدولي.
تركيا لا تستند في غزوها إلى أي إذن من الأمم المتحدة، ولا إلى حق مشروع في الدفاع من هجوم عليها، وهذا ما يجعله عدواناً صريحاً وفق القانون الدولي.
إردوغان أرسل جيشه لاحتلال منطقة واسعة، بعرض نحو خمسمائة كيلومتر وعمق ثلاثين كيلومتراً، وتهجير مليوني سوري لاجئ إليها، مما سيزيد من معاناة الشعب السوري، وجعل اللاجئين هدفاً لقوات النظام السوري وميليشيات إيران، وإدخالهم في نزاعات عرقية مع سكان المنطقة. ويعترف إردوغان بأنه ينوي استخدام السوريين كحاجز بشري ضد المسلحين الأكراد.
عندما كان العالم يحث تركيا على التدخل قبل سبع سنوات، لوقف عمليات الذبح والتدمير من النظام السوري، في المناطق المجاورة لتركيا مثل محافظة حلب، كان إردوغان يرفض مد يد العون والضغط على دمشق. الإيرانيون والروس قطعوا مسافات بعيدة للتدخل، وإردوغان امتنع عن أي عمل، مع أن أوروبا ومعظم دول العالم آنذاك كانت مستعدة لمنحه الغطاء القانوني والدعم اللوجستي. المذابح المروعة جرت على مرمى حجر من وجود الجيش التركي، الذي يقول إنه رابع جيش في العالم.
تركيا إن لم تتراجع وتنسحب، فإن سوريا قد تقضي على إردوغان سياسياً داخل بلاده التي فقد فيها معظم مؤيديه، وأمس قام باعتقال عشرات الإعلاميين الذين انتقدوه. الأصوات التركية الناقدة التي تجرأت ضده، اتهمت إردوغان بأنه لجأ للغزو في محاولة للهروب من أزماته الداخلية، ورص الصفوف خلفه، واعداً المتطرفين الأتراك بالتخلص من اللاجئين السوريين، ومواجهة الأكراد الانفصاليين.
إنه يخلق منطقة أكثر اضطراباً وفوضى على حدود بلاده، معتقداً أنها ستحميه، وهي قد ترتد عليه وتهدد أمنه الداخلي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إردوغان والتخلص من السوريين إردوغان والتخلص من السوريين



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

GMT 15:10 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

ما صدر في قضية بورسعيد قرار والحكم 9 مارس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib