سارت وبسرعة مدهشة
انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في جميع أنحاء قطاع غزة يوتيوب يُعلن خلق 490 ألف وظيفة وإضافة 55 مليار دولار إلى الناتج المحلى لأميركا أربعة حكام مغاربة يمثلون التحكيم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية للسيدات نادي حسنية أكادير يعلن تعيين أمير عبدو مدرباً للفريق الأول لكرة القدم نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم يعلن عن تجديد عقد لاعبه محمد بولكسوت لموسمين قادمين بعثة نادي الوداد الرياضي تصل إلى فيلادلفيا الأميركية، للمشاركة في منافسات كأس العالم للأندية مانشستر سيتي الانجليزي يعلن تعاقده مع اللاعب الهولندي تيجاني رايندرس لمدة خمس سنوات البيت الأبيض يُحذر المدن المدن الأميركية التي ترددت الأنباء عن احتمالية قيامها باحتجاجات كبيرة على غرار مدينة لوس أنجلوس إصابة جنديين إسرائيليين خلال اشتباك مسلح في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وتصاعد الخسائر الإنسانية وسط استمرار العدوان وزير الخارجية المصري يُجدد دعم بلاده لوحدة سوريا ويُدين التدخلات والانتهاكات الإسرائيلية
أخر الأخبار

سارت وبسرعة مدهشة

المغرب اليوم -

سارت وبسرعة مدهشة

بقلم - عبد الرحمن الراشد

قبل أكثر من عامين ونصف كنت من بين المستمعين في غرفة الاجتماعات الوزارية الضيقة. كانت تلك المرة الأولى التي أسمع فيها أفكار الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي. تحدث بشكل واضح عن مشروع جديد، كنا نسمع منه عن مشروع دولة مختلفة؛ مداخيلها، ونشاطاتها، وانفتاحها، وإنتاجيتها، ومكانتها العالمية، شيئاً مثل الخرافة.
عرض مثير جداً، رؤية مستقبلية لدولة عظيمة، تبدأ فوراً وليست مجرد خطة تنمية خمسية أخرى. بعد ذلك، فتح ولي العهد الجلسة للنقاش، وكنت آخر المعلقين. كنت مجرد زائر. قلت له: لا شك عندي أبداً يا سمو الأمير، في أن ما طرحته (وهو ما أصبح بعد عام «رؤية المملكة 2030») يشبه الحلم، وفي الوقت نفسه واقعي وقابل للتحقيق. لكن عندي إشكالية واحدة وكبيرة؛ أنت يا سمو الأمير شاب تتميز بالحيوية، وعندك الطاقة، وتملك وضوح الرؤية، وما سمعته مفصلاً مدهش ومقنع جداً... في المقابل؛ أنت مثل من يقود سيارة قديمة؛ عجلاتها وماكينتها متهرئة... بصراحة، بمثل هذه السيارة، أقول لك: لن تصل في الوقت والمكان اللذين تريدهما. هذه حكومة إدارية قديمة عمرها أكثر من 50 عاماً... مترهلة ومتآكلة.
ابتسم ورد عليّ: «هذه السيارة لا بد من أن تسير، وإن لم تَسِر، فسأغير السيارة بأخرى».
على مدى أسابيع مثيرة، ومتتالية، رأينا تفكيك وإصلاح الحكومة (السيارة)، التي كانت شبه معطلة، لتسير بسرعة عالية. فلسفة ذات منظومة عمل متكاملة جديدة، تشريعات تاريخية، مشروعات ضخمة، تغييرات على كل المستويات؛ من قيادات ومؤسسات، وعلاقات خارجية باستراتيجية مركزة جداً. ما جرى وتم، منذ ذلك اليوم، يفوق ما شهدته البلاد في العقود الستة الماضية. وما خُطط له من خطوات عمل مستقبلية سينقل الدولة إلى مقامات جديدة. كان البعض يعتبر السعودية جنازة حارة تنتظر الدفن؛ يستهدفها الإيراني الضخم، والقطري الصغير. اقتصاد ينكمش مع انهيارات أسعار البترول، وبيروقراطية متضخمة، والتزامات على الدولة مستحيلة تجاه مواطنيها وغيرهم، وإنتاجية رديئة من المؤسسات البيروقراطية... تقاليدها معطِّلة للمجتمع والسوق معاً، وقطاعها الخاص يقتات على العقود الحكومية... كل هذه الدوائر تم إدخالها غرفة العمليات بقرارات وترتيبات في إطار مشروع إعادة بناء المملكة الجديد.
وعندما صدرت القرارات الأخيرة ضمن إطار محاربة الفساد، بما فيها التوقيف والاعتقالات، تذكرت إصرار الأمير محمد بن سلمان وتحذيره بأن تسير السيارة وإلا فسيبدل غيرها بها. قام بإجراءات لتصحيح تشوهات السوق والأسعار. فكك عقد القيود الاجتماعية المعطِّلة، وسمح للمرأة بقيادة السيارة، وأدخل برامج الترفيه، ووضع حجر الأساس لمشروعات بدائل الاعتماد على النفط.
ولا يمكن إصلاح الحكومة وتنفيذ الرؤية الطموحة جداً مع تفشي ثقافة الرشى والمحسوبيات. وللفساد إشكالات كثيرة؛ سياسية واجتماعية واقتصادية، فالتكلفة عالية على الحكومة في كل العقود، والتنفيذ متدنٍ. وضع لا يمكن أن يساير طموحات ولي العهد الذي لن يكتفي بهدف تحقيق الموازنة في نهاية كل عام؛ بل تعهد بإنجاز مشروع نهضة، بدأ وسيستمر في بنائه إلى 13 سنة أخرى. والدولة الحديثة القادرة على تحمل مسؤولياتها لا بد من أن تكون شفافة وعادلة وفعالة ومنتجة. ولا يمكن أن نتوقع من ولي العهد أن يفرض قيادة المرأة السيارة، على سبيل المثال، ضد معطِّلي التطور من بعض فئات المجتمع، دون أن يعالج إشكالات الفساد مهما علت المراتب.
صرنا نعرفه؛ الأمير محمد بن سلمان ضد سياسة المهادنة وتأجيل الحلول، التي دامت لعقود، سواء في مواجهة دولة مؤذية مثل قطر، أو جماعة مستأجرة مثل الحوثي، أو تعطيل المجتمع من قبل المتطرفين، أو نهب الدولة من قبل المرتشين. ولي العهد يصرّ على أن يجعلها مملكة حديثة وقوية وناجحة، وباقتصاد من الدول العشر الكبرى؛ لا العشرين، وقوة إقليمية أكبر.
وأختم ما بدأت به؛ فأنا، قبل أسابيع قريبة، حييت سموه على القرارات المدهشة، فسألني: «رأيك... سارت السيارة؟»، أجبته: «وبسرعة مدهشة جداً»، رد: «لم نبدأ بعد».
من يتخيل؛ هذه هي السعودية نفسها البطيئة المتآكلة فقط قبل عامين؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سارت وبسرعة مدهشة سارت وبسرعة مدهشة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 11:53 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس
المغرب اليوم - أفضل طريقة لإنهاء التصعيد في لوس أنجلوس

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 08:24 2025 الإثنين ,19 أيار / مايو

بارما ويشعل الصراع في الدوري الإيطالي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib