أربع سنوات سعودية مثيرة

أربع سنوات سعودية مثيرة

المغرب اليوم -

أربع سنوات سعودية مثيرة

بقلم : عبد الرحمن الراشد

 السعودية اليوم غير السعودية بالأمس، وها هي آخر الصفحات تُطوى بالقرارات الشجاعة الجديدة بإلغاء جملة من القوانين التي تسيدت المشهد المحلي. أربع سنوات أنهت ثلثي قرن من مظاهر وتقاليد اجتماعية وقوانين حكومية كانت معوقات للتطور، والحياة الطبيعية، والعمل، والعلاقات الاجتماعية. 
هذه سلسلة من القرارات بدأت في أول أيام إعلان مشروع «الرؤية السعودية 2030»، وتنسجم مع مضامينها. وبإمكان من شاء أن يدعي أنه كان وراء التغيير، لكننا نعرف أن السعودية بدأت التغيير منذ تولي الأمير محمد بن سلمان مهمة التطوير في حكومة الملك سلمان بن عبد العزيز. ولا يكاد يمر شهر منذ ذلك العام دون صدور قرارات جديدة عالجت المفاهيم والتشريعات والخدمات وعلاقات الدولة بالمجتمع والمواطنين. تلال من التغييرات التي نراها على أرض الواقع اليوم. وقرار منح المرأة حقوقها هو فصل آخر منها.
السعودية تراهن على تطوير كل الدولة والجانب الاقتصادي بينها. ومشروعها من الضخامة يمس كل مناحي الحياة في الداخل، ولا يمكن أن يسير وفق النهج القديم الذي عرفته وعاشته المملكة لعدة أجيال. 
كانت هناك تناقضات تعكس من ناحية الطموحات الرسمية، مثل ابتعاث آلاف الفتيات للدراسة في الجامعات الغربية، ومن جانب آخر معوقات تعكس القيود الاجتماعية المعتمدة رسمياً تمنع المرأة من نشاطات عديدة في الدراسة والعمل والسفر وغيره. 
في أربع سنوات الحياة تغيرت في الرياض وجدة، وحتى في المدن الصغيرة، دور السينما، والمرأة تُشاهد تقود السيارة في الطرق العامة، والمنتديات، والمقاهي المفتوحة للجميع، والنساء يعملن بنسبة أكثر من الرجال في مراكز التسوق. كل هذه المظاهر كانت إلى زمن قريب ممنوعة وتعاقَب المرأة على فعلها. والقرارات أول من أمس أزاحت آخر التلال من المعوقات، مجموعة تعديلات قوانين جميعها تعطي المرأة حقوقاً مساوية للرجل. وهي، ربما، أكثر تقدماً من القوانين المدنية للمرأة في بقية الدول العربية الأخرى، شملت حقوق النساء في المحاكم التي لطالما كانت الأقسى والأسوأ للمرأة، لم يكن يسمح لها بالعمل من دون موافقة زوجها أو والدها أو من هو يقوم بدور الوصاية عليها. القائمة طويلة من الممنوعات أو المعوقات التي أنهتها قرارات الحكومة الأخيرة وقد أثبت كمها ونوعيتها، وتطبيقها، وتقبل غالبية الناس لها أن القيادة الحكيمة والشجاعة تستطيع فعل المستحيل، أو ما كان يعتقد أنه مستحيل. 
الحملة الشرسة على السعودية، وعلى ولي العهد شخصياً، تعجز عن فهم أولويات الشعب السعودي، وهي لا تدرك أهمية التغييرات الكبيرة التي تحدث داخل السعودية والتي ستؤثر إيجابياً في محيطيها العربي والإسلامي. هذا مشروع المستقبل الذي يهمنا جميعاً أكثر من أي شأن آخر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أربع سنوات سعودية مثيرة أربع سنوات سعودية مثيرة



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

GMT 15:10 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

ما صدر في قضية بورسعيد قرار والحكم 9 مارس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib