المالكي والأسد والاستعانة بـ«داعش»

المالكي والأسد والاستعانة بـ«داعش»

المغرب اليوم -

المالكي والأسد والاستعانة بـ«داعش»

عبدالرحمن الراشد

حدثان متشابهان في بلدين متجاورين، ونظامين متحالفين، وزعيمين على وشك الغروب؛ العراق وسوريا. رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس بشار الأسد، يواجهان نفس المصير؛ الخروج من الحكم، وهما متحالفان في الحرب حيث كرر المالكي بأنه لن يسمح بسقوط حليفه نظام الأسد رغم جرائمه المروعة. وهذه ليست قصتي أو قصدي، بل تشابه الاثنان في ظهور ومحاربة ما يسمى بدولة العراق والشام الإسلامية، المعروفة بـ«داعش». ولا يوجد هناك ما يثير الشبهة في مقاتلة «داعش» كونها إرهابية لولا أنه ترافق ظهورها مع أزمة النظامين، ونشطت في مناطق المعارضة، واستخدمها النظامان، المالكي والأسد، في تأليب الرأي العام الغربي والمحلي، وارتبطت محاربة «داعش» ببقاء الرئيسين اللذين يفترض أنهما في آخر أيامهما في الحكم! المالكي، حاكم شرعي انتخب عبر الصناديق، لكنه لا يريد ترك الحكم وقد بقي شهران فقط على الموعد النظامي لانتخابات البرلمان، التي تحسم رئاسة الحكومة. وحظه في الفوز مستبعد، إن لم يكن مستحيلا. المالكي اليوم بات منبوذا، ومقاطعا من معظم القوى السياسية، بمن فيهم حلفاؤه الذين بأصواتهم صار رئيسا للوزراء قبل نحو أربع سنوات لأنه لم يفز بأغلبية الأصوات. فاز بأصوات الصدريين، والمجلس الأعلى بقيادة عمار الحكيم، والأكراد. الآن بات شبه مؤكد أن الصدريين ومجلس الحكيم صاروا ضده، وبالتالي سيخسر أغلبية أصوات الشيعة. وهو على خلاف مع حكومة إقليم كردستان كذلك، وبالتالي خسر أصوات الأكراد. والأسوأ له أن مرشحيه خسروا بشكل مخجل في الانتخابات البلدية الأخيرة، التي عبرت عن رفض أغلبية الشعب العراقي للمالكي الذي أمضى ثماني سنوات، مزق العراق خلال حكمه بين الفساد والإرهاب. وعندما زار المالكي واشنطن، حذرته الحكومة الأميركية من استخدام ورقة محاربة الإرهاب لإلغاء الانتخابات، كما قالوا الشيء نفسه لأسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي، إنهم يخشون أن يوسع المالكي معركته ضد «داعش» في محافظة الأنبار حتى يعلن تأجيل الانتخابات ليبقى في الحكم! وقد يكون هذا مخطط المالكي، التصعيد باستفزاز العشائر والأهالي في الأنبار بحجة مقاتلة تنظيم «داعش» الإرهابي واستدراج الأهالي هناك في حرب طائفية، ويريد أن يظهر نفسه بقتاله الأنبار، ذات الغالبية السنية، مدافعا عن الشيعة، حتى تتحول أصوات الناخبين من الصدر والحكيم إليه، أي المالكي! وإذا شعر أنه لن يقدر على استمالة الشيعة، خاصة أن الصدريين حذروه صراحة ألا يفتعل معارك «داعش» للفوز الانتخابي. الاحتمال الأسوأ والأرجح، أن المالكي بالفعل سيستخدم المواجهات في الأنبار ضد «داعش» والمسلحين لإعلان حالة الطوارئ، ومن ثم تأجيل الانتخابات، حتى يتجاوز شهر يوليو (تموز)، أي عندما تنتهي فترة البرلمان العراقي وتنتهي معها صلاحياته التشريعية، وبالتالي يصبح المالكي وحده فقط من يقرر متى وكيف الانتخابات بعد عام أو اثنين، ويبقى جاثما على صدر الشعب العراقي. المالكي هنا يستنسخ خطة أسد سوريا. يستخدم «داعش» لتخويف العراقيين وتحذير الغرب، وكل ذلك من أجل البقاء في الحكم. والمالكي، مثل الأسد، ارتباطه بإيران يجعل القصة مكررة. نقلاً عن "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المالكي والأسد والاستعانة بـ«داعش» المالكي والأسد والاستعانة بـ«داعش»



GMT 10:53 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المسلمان

GMT 10:51 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

‏مفاجأة الحرب... تكنولوجيا أوكرانية مقابل أسلحة أميركية

GMT 10:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

من موجة ترمب إلى موجة ممداني

GMT 10:45 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محاذير هدنة قصيرة في السودان

GMT 10:42 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 10:39 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

«تسونامي» اسمُه ممداني

GMT 10:36 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... حكاية الذَّهب والحرب والمعاناة

GMT 10:33 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إحياء الآمال المغاربية

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:31 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً
المغرب اليوم - اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً

GMT 02:42 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكم على محمد رمضان بالسجن عامين ورد فعله يشعل الجدل
المغرب اليوم - الحكم على محمد رمضان بالسجن عامين ورد فعله يشعل الجدل

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib