فى الثورات أول مائة سنة صعبة

فى الثورات: أول مائة سنة صعبة

المغرب اليوم -

فى الثورات أول مائة سنة صعبة

عماد الدين أديب

عرفت مصر أول ثورة لها فى التاريخ فى عهد الملك «بيبى الثانى» وكان مثلث الصراع فيها هو رجال الدين، والجيش وعامة الناس.

هذا الثالوث لم يتغير منذ 5950 عاماً قبل الميلاد حتى تاريخنا هذا.

وإذا كانت «الثورة» فى تعريفها العلمى هى عمل ضد القانون السائد والنظام الحاكم يهدف إلى تغيير هياكل النظام وبناء شرعية جديدة وقوانين مختلفة، فهى عمل جرىء وشجاع قد يصل إلى حد خطر الانتحار.

لذلك العمل الثورى الناجح هو الذى يعرف أهدافه، وأدواته وتوقيته.

لا توجد ثورة أبدية، ولا عمل ثورى لا ينتهى إلى نظام مستقر يعتمد على قواعد سياسية واضحة وقوانين راسخة.

ولا نظام ثورى له أهداف مفتوحة قابلة للزيادة والنقصان حسب الطلب وكلما دعت الحاجة، ولكن لديه أجندة واضحة ودقيقة منذ اليوم الأول.

ولا عمل ثورى يقوم - فقط - على هدم النظام القديم دون أن يكون لديه تصور واضح لشكل النظام الجديد الذى يسعى ويحلم ببنائه.

لا يمكن للثورى أن يكون «مقاولاً للهدد» فحسب دون أن يكون لديه مشروع بناء نظام جديد.

وأزمة «الثوار الجدد» أنهم يخلطون بين إسقاط الدولة وإسقاط النظام، فينتهى بهم الأمر - للأسف - إلى إسقاط ثورتهم وإجهاض حلمهم.

وأزمة الثوار الجدد أن «الشخص» عندهم أهم من «الموضوع» وأن تصنيف الناس بين نظام قديم ونظام جديد، وبين ثورى ورجعى، وبين فلول وإصلاحى، كلها تعتمد على الفترة الزمنية التى شارك فيها السياسى، وليس ماذا فعل بالضبط فى تلك الفترة.

إن هذا النوع من الفكر الإقصائى شبيه بمحاكم «المكارثية» فى أمريكا، ومعاداة البعث عقب الغزو الأمريكى للعراق، وحالة الفوبيا ضد الإسلام عقب 11 سبتمبر.

يجب أن يتحرر العقل الثورى من الثأر والتصنيف، وفكر العزل السياسى، ويدخل فى حالة النضج السياسى التى تقيّم الناس على أفكارهم وإنجازاتهم وليس على حقهم فى الفكر والاختيار السياسى.

إن أزمة الربيع العربى، باستثناء الحالة التونسية، ترجع إلى عدم نضوج فكر الثوار والراغبين فى التغيير، وعدم قدرتهم على بناء نظام جديد من خلال مشروع إصلاحى قادر على احتواء الجميع من خلال مصارحة فكرية نزيهة ومصالحة وطنية شاملة.

لذلك كله يقول البعض ساخراً إن الثورة مثلها مثل الزواج تكون صعبة للغاية فى أول مائة سنة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى الثورات أول مائة سنة صعبة فى الثورات أول مائة سنة صعبة



GMT 23:47 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

خلاصة آراء

GMT 23:44 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

لا غالب ولا مغلوب

GMT 23:43 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

الشخصية الليبية... مرة أخرى

GMT 23:41 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

ما نعرفه عن عرب 48

GMT 23:40 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

من يقول لك: هذا صحّ وهذا خطأ؟

GMT 23:37 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

«ماغا» والطريق إلى دعم غزة

GMT 23:35 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

فلمّا صار ملكًا

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 05:02 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تمتع بأشهى الوجبات الإيطالية واليابانية في جزيرة "ياس"

GMT 23:32 2023 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

المؤشر نيكي الياباني يفتح مرتفعا 0.71%

GMT 04:20 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

الشاي الأزرق اكتشاف سعودي يحمي من مخاطر صحية جمة

GMT 05:48 2020 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

دينا أقصبي تحقق حلمها رفقة المغني العالمي مالوما
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib