قيمة الحكم

قيمة الحكم

المغرب اليوم -

قيمة الحكم

عماد الدين أديب

اتفق علماء السياسة على أن المبرر الأساسى لسعى فرد أو حزب أو مجموعة للحكم، هو السعى لإقامة العدل والحرية، شريطة موافقة واختيار الشعب لهؤلاء.

ويقول سيدنا عمر بن عبدالعزيز، أحد أهم الخلفاء الراشدين، فى السعى لتحقيق العدل والمساواة والإنصاف: «إن الحكم لا يساوى جناح بعوضة، إذا كان الهدف هو الجاه والسلطان».

وعاد وقال: «الحكم الرشيد هو الذى يسعى لإقامة العدل».

من هنا يصبح السؤال العظيم الذى يجب أن يدق عقل وقلب أى إنسان يسعى إلى الحكم أو تولى أى وظيفة عامة، هو: «لماذا أريد أن أحكم وأن أكون فى كرسى السلطة»؟

إذا كان الهدف هو طلب الحكم من أجل السلطة والجاه والسلطان والثروة وخدمة المصالح الخاصة، فهذا هالك لا محالة!

أما إذا كان الهدف هو خدمة الناس وتحقيق الإنصاف وإشاعة العدل والأمن والاستقرار لوجه الله ولخدمة الوطن والمواطن بكل نزاهة وتجرّد وبعد عن أى مصالح خاصة، فهذا ما تحتاجه حقاً البلاد والعباد.

من المهم للغاية أن تعرف ما جوهر فلسفة الحاكم بالنسبة للحكم؟

الحكم هو خدمة عامة وليس جائزة خاصة، وهو تكليف وليس تشريفاً.

وبعض الحكام على مر التاريخ كانوا يرون أن الحكم مهمة ثقيلة تنوء بحملها الجبال وهو نوع من الابتلاءات الكبرى التى تصيب الإنسان، لأنه اختيار صعب فى الدنيا وموضع حساب عسير من الخالق يوم الحساب.

ويحكى أن الخليفة هارون الرشيد سأل أحد علمائه فى مجلسه أن يخلص له القول حول قيمة الحكم فى وقت كان فيها هارون الرشيد يملك مملكة من أقصى الأرض إلى أدناها، فقال العالم لهارون، متسائلاً: قل لى يا خليفة المسلمين: كم تساوى شربة ماء لك إذا كانت هى الأخيرة المتاحة لك؟

فقال هارون: إذا كانت آخر شربة ماء أعطيها نصف ملكى ومملكتى.

عاد العالم وسأله: وماذا تعطى من أجل أن يتم تصريف شربة الماء هذه (أى الذهاب للمرحاض)؟

فقال: أعطيها نصف ملكى الثانى!

نظر إليه العالم، وقال: إذاً فلتعرف أن قيمة ملكك لا تزيد على كوب ماء ودخول مرحاض!

سمع «هارون» ذلك فبكى بكاءً شديداً!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيمة الحكم قيمة الحكم



GMT 23:47 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

خلاصة آراء

GMT 23:44 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

لا غالب ولا مغلوب

GMT 23:43 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

الشخصية الليبية... مرة أخرى

GMT 23:41 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

ما نعرفه عن عرب 48

GMT 23:40 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

من يقول لك: هذا صحّ وهذا خطأ؟

GMT 23:37 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

«ماغا» والطريق إلى دعم غزة

GMT 23:35 2025 السبت ,02 آب / أغسطس

فلمّا صار ملكًا

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 05:02 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تمتع بأشهى الوجبات الإيطالية واليابانية في جزيرة "ياس"

GMT 23:32 2023 الأربعاء ,11 كانون الثاني / يناير

المؤشر نيكي الياباني يفتح مرتفعا 0.71%

GMT 04:20 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

الشاي الأزرق اكتشاف سعودي يحمي من مخاطر صحية جمة

GMT 05:48 2020 الأربعاء ,19 شباط / فبراير

دينا أقصبي تحقق حلمها رفقة المغني العالمي مالوما
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib