كيف نخاطب الآخر

كيف نخاطب الآخر؟

المغرب اليوم -

كيف نخاطب الآخر

بقلم - عماد الدين أديب

عندنا إشكالية عظمى فى عقل وسلوك وفكر ونفسية الإنسان العربى، وهى إشكالية كيفية مخاطبة الآخر.

وتزداد الإشكالية تعقيداً إذا كان الآخر من جنسية أخرى، أو جنس آخر، أو ديانة أخرى، أو طبقة أخرى، أو ثقافة وتعليم مختلفين عنا.

وتصبح المسألة كارثة إذا اجتمعت كل التناقضات والاختلافات فى «الآخر» الذى نتعامل معه.

كل نظريات الاتصال الجماهيرى تعتمد بالدرجة الأولى على قدر معرفتك بالجمهور الذى تخاطبه.

لدينا قضايا عادلة، ولكن نظلم أنفسنا، ونظلمها، حينما نخاطب العالم عنها، لأن ما نعتقد أنه دفاع عنها يأتى علينا بمردود عكسى تماماً فنفشل و«تذهب ريحنا» حسب الوصف القرآنى.

نحاول الرد على اتهامات كى نثبت براءتنا، فنصبح أكثر وأكثر أصحاب المسئولية عن الإرهاب، رغم أننا أول ضحاياه وأكثر من يعانى من شروره وآثاره المدمرة.

أين يكمن الخلل فى هذه الإشكالية؟

كان «مارشال ماكلوهان» أستاذ علم الاتصال يتحدث دائماً عن مثلث «المرسل والمستقبِل والرسالة».

هل العيب فينا «المرسل»، أم العيب فيهم «المستقبِل للرسالة»، أم فى «الرسالة» ذاتها؟

الحقيقة أن العيب فى العلاقة، نحن لا نعرف مخاطبة العالم، ولا نعرف صياغة الرسالة التى يمكن أن يتقبلها عقله، وهناك أيضاً إشكالية فى أن هناك مواقف مسبقة وثقافة متراكمة من الخوف والارتياب وعدم الثقة فينا من قبل الآخر.

إذن لدينا مشكلة فى مثلث «الرسالة، المرسل، والمستقبل لهذه الرسالة».

أزمتنا أننا نخاطب عقل الآخر بعقولنا ونحاول أن نشرح له قضايانا بفهمنا نحن وثقافتنا، وليس بفهمه ولا بثقافته.

أزمتنا أننا نريده أن يحقق لنا مصالحنا دون أن نفكر فى أنه بالدرجة الأولى يبحث دائماً عن ما يخدم مصالحه قبل أى شىء آخر.

نخاطب الخارج بخطاب الداخل، ونطلب من الآخر أن يطوّع أفكاره وثقافته ومصالحه بالشكل الذى نريده نحن.

يحدث ذلك كله ونشكو ليل نهار ونصرخ: لماذا لا يفهموننا؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نخاطب الآخر كيف نخاطب الآخر



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أحلام تتألق بإطلالة ملكية فاخرة باللون البنفسجي في حفلها بموسم جدة

جدة - المغرب اليوم

GMT 01:04 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مشروب "كافي توبا" الحلال يحارب بطالة السنغال

GMT 17:36 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

التراس الرجاء البيضاوي تهاجم سعيد حسبان وتصفه بالخبيث

GMT 15:44 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الفيلا صديقة البيئة المكان المناسب لقضاء العطلة

GMT 09:02 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مليون زهرة شتوية تزين شوارع عنيزة في المملكة السعودية

GMT 03:18 2017 الإثنين ,23 تشرين الأول / أكتوبر

عرض الفيلم المغربي "عمي" خلال مهرجان "مشاهد عربية" في واشنطن

GMT 06:35 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين "أرامكو" و"غانفور" لشراء فرضة "ماسفلاكت" للنفط

GMT 19:03 2024 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

الوداد ينجّح في رفع عقوبة المنع من الفيفا

GMT 21:37 2023 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

النفط يرتفع بدعم من ارتفاع الطلب وشح الإمدادات بأميركا

GMT 20:54 2023 الخميس ,18 أيار / مايو

البيض يتوقع الفائز بدوري أبطال أوروبا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib