قرار العرب ليس بيدهم

قرار العرب ليس بيدهم

المغرب اليوم -

قرار العرب ليس بيدهم

بقلم : عماد الدين أديب

اتفق الأمريكى والروسى والإسرائيلى على شكل ترتيبات المنطقة الآن، وغداً، وبعد غد، ونحن فى حالة غياب كامل عن حساباتهم ومصالحهم.

ترامب، وبوتين، ونتنياهو، هم «الطرف الفاعل» لشئون منطقتنا العربية، ونحن اكتفينا بدور «المفعول به».

هذه المعادلة المخيفة والمؤلمة، التى تعبر بقسوة عن طبيعة أحجام القوى فى العالم والمنطقة، هى نذير خطر كبير على مدى سلامة الأمن القومى العربى وعلى سيادة مشروع الدولة الوطنية فى عالمنا العربى.

آخر اتفاقات واشنطن وموسكو وتل أبيب هو ذلك الخاص بمستقبل سوريا، الذى تم فيه إقرار المبادئ التالية:

1- نهاية العمل العسكرى الرئيسى على مسرح العمليات السورى وأن الجهد العسكرى الوحيد يعتمد على:

أ- تنظيف جيوب أى قوى مناوئة.

ب- إقرار سياسات خفض التوتر لصالح قوى الجيش النظامى السورى.

2- قيام الجيش النظامى السورى، وحده دون سواه، برعاية روسية ودعم لوجيستى من القوات الروسية الموجودة هناك، بتأمين الحدود المشتركة مع الأردن والعراق وتركيا.

3- اعتبار هضبة الجولان السورية المحتلة منطقة محرمة عسكرياً على أى وجود لقوات إيرانية أو حزب الله أو الحشد الشعبى أو أى نوع من أنواع المعارضة.

ومن الواضح أن طهران وافقت على أن تبتعد قواتها ما بين 30 إلى 40 كيلومتراً عن الحدود ما بين الأردن وفلسطين.

4- قيام روسيا بإقناع الجانب الإيرانى بإنهاء دوره العسكرى الرئيسى فى سوريا خاصة بعد وجود اضطرابات داخلية فى إيران نتيجة تدهور الوضعين المالى والاقتصادى ومطالبة المتظاهرين بإيقاف نزيف الدعم المالى الذى تنفقه طهران فى مغامرات عسكرية فى العراق وسوريا ولبنان واليمن.

5- الإقرار من الروسى والأمريكى والإسرائيلى بأن بقاء حكم الرئيس بشار الأسد لفترة، ما بين قصيرة ومتوسطة، هو أفضل الحلول فى المدى الحالى.

6- تأهيل نظام الأسد لدخول مفاوضات مع المعارضة السورية المدنية لعمل دستور متطور وانتخابات تؤدى إلى استمرار حكمه بشكل «مدنى»، «مقبول دولياً» بالمعايير المتعارف عليها.

هذه الاتفاقات لا تعبر عن مواقف مبدئية أو ثوابت أخلاقية أو أحكام قائمة على رؤية عادلة لحقيقة ما حدث فى الحرب الأهلية السورية.

هذه الاتفاقات هى تعبير عن مدى التدنى الذى وصلت إليه أزمة فقدان السيادة العربية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرار العرب ليس بيدهم قرار العرب ليس بيدهم



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 12:53 2025 الإثنين ,09 حزيران / يونيو

لجين عمران بإطلالة صيفية أنيقة باللون البيج
المغرب اليوم - لجين عمران بإطلالة صيفية أنيقة باللون البيج

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib