متى تسأل «هل حان موعد الرحيل»
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

متى تسأل: «هل حان موعد الرحيل؟»

المغرب اليوم -

متى تسأل «هل حان موعد الرحيل»

عماد الدين أديب
بقلم: عماد الدين أديب

نحب التعيين ونكره الاستقالة! نعشق السلطة ونستميت للبقاء بداخلها! نعتقد -كذباً- أن القوة فى المنصب، والضعف هو أن تكون بدونه! ندفع فاتورة البقاء مهما كانت مكلفة حتى لو كانت فاتورة خسائر لا نهائية!

لم نفهم أن سنة الحياة تقوم على عدم الأبدية، وأن كل شىء مؤقت، مجهول البداية ومجهول النهاية، إنها دراما إنسانية يكتبها حصرياً صاحب النص، وهو الخالق، بطريقته التى يشاء، وينهيها كيفما يشاء، فهو وحده الذى لا يُسأل عما يفعل لأنه الله الخالق الواحد القهار سبحانه.

فلنتأمل ذلك الصراع المحموم على البقاء فى السلطة فى العراق، حتى جىء بالرئيس من حفرة، وذلك المشابه فى ليبيا حتى قبضوا على الزعيم فى ماسورة مياه فارغة، وذلك الذى ترك تونس فى طائرة هارباً، والآخر الذى يصر أن يموت شعبه حتى يبقى هو على قيد الحياة فى سوريا.

بعض الزعماء يؤمنون بأنهم ولدوا لسبب واحد وحيد وهو أن يكونوا زعماء فقط لا غير!

بعض الحكام يؤمنون إيماناً خالصاً بأنهم هدية السماء إلى الأرض كى يحكموا وينفذوا إرادة الله على الأرض.

تسيطر على هؤلاء ضلالات الزعيم الواحد، الوحيد، الخالد، المؤمن، الملهم، الشجاع، الحكيم، المعطاء، النزيه، المقاتل، البطل، المحرر، العادل، القدير، المتمكن، الماهر، المخطط، البارع، الاستراتيجى، المناور، التكتيكى، الثعلب، الماكر، المبدع، كلها صفات لم يخترها لنفسه ولكن مُنحت له من حزب المنافقين المتخصصين فى صناعة الطاغية.

الرحيل، يكون بالاستقالة!

يترجم الرحيل من المنصب بالاستقالة أو الإقالة أو بالوسائل الجبرية مثل الاعتقال أو النفى أو القتل!

والاستقالة هى الفعل المعتاد لترك وظيفة، وهى تعنى التخلى عن مهام ومزايا منصب ما.

أحياناً تكون الاستقالة طوعية، وأحياناً تكون نتيجة ضغوط أو محصلة تسوية بين صاحب العمل وصاحب الاستقالة.

فى حالة المنصب الرسمى الحكومى، فإن صاحب العمل الحقيقى والنهائى هو الشعب.

وإذا كانت السلطات ثلاثاً؛ تنفيذية وتشريعية وقضائية، فإن مصدر السلطات كلها هو الشعب.

من هنا يتعين على صاحب المنصب العام السياسى أن يدرك أنه مؤتمن من قبَل صاحب العمل الذى فوّضه وعيّنه فى أداء هذه الوظيفة وهو الشعب.

الشعب هو صاحب العمل؛ لأنه صاحب الكلمة النهائية فى منح التفويض أو إنهاء التفويض، وهو الذى يمنح ويمنع، وهو الذى يدفع الراتب والامتيازات والإقامة والانتقالات، بل والوجبات للحاكم. من هنا أصبح واجباً على الحاكم أن يحترم صاحب العمل ولا يحاول اختطاف صفة ملكية الدولة منه!

كثير من الحكام لم يفهموا رسائل شعوبهم الغاضبة!

لم يفهم عمر البشير صراخ وأنين الشعب السودانى الذى عانى لسنوات من الفقر والفساد والجوع فى بلد يصلح لأن يكون سلة غذاء العالم العربى.

لم يفهم صدام حسين أوجاع ظلم «البعث» وجبروت أهل بيته على أموال وأعراض ومصائر أهل العراق!

لم يفهم الرئيس زين العابدين بن على، وهو صاحب العقلية الأمنية العميقة، رسالة شعبه إلا قبل ساعات من استقلاله طائرة الرحيل النهائى من تونس حين قال: «الآن فهمتكم».

ريتشارد نيكسون، وجورباتشوف، والمشير سوار الذهب، وشارل ديجول، فهموا أن السلطة ليست أبدية، وأن أهم عنصر فى السياسة هو التوقيت، بمعنى اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب، ليس مبكراً بحيث لا يصبح سابقاً لأوانه، وليس متأخراً فيصبح غير ذى جدوى.

إنها تلك العبارة الخالدة التى تُطرح على كل البشر بأشكال مختلفة سواء فى أعمالهم، أو زيجاتهم، أو علاقاتهم الإنسانية، أو مناصبهم «حان وقت الرحيل».

رجب طيب أردوغان من تلك الشخصيات الذى يمكن أن يستميت ليبقى بأى ثمن فادح على مقعد السلطة.

يحين وقت الرحيل أحياناً كقرار من الضمير حينما يدرك صاحبه أنه غير قادر على أن يؤدى الأمانة بالشكل الذى أؤتمن عليه!

«حان وقت الرحيل»، عبارة غير مطروحة على عقل وقلب ونفسية وضمير رجب طيب أردوغان، فهو الزعيم الأبدى الذى اختارته السماء كى يعيد مجد الخلافة العثمانية ويستعيد السيطرة على 29 ولاية تركية!

«حان وقت الرحيل» سؤال يرفض الرئيس الدكتور بشار الأسد أن يطرحه بالرغم من استشهاد أكثر من نصف مليون مواطن، وجرح وإعاقة أكثر من 4 ملايين، ونزوح ولجوء 12 مليون مواطن، وحجم خسائر مباشرة وغير مباشرة تقارب نصف التريليون دولار بأسعار اليوم.

«حان وقت الرحيل» عبارة يرفض الشيخ الوقور الجنرال ميشيل عون أن يطرحها على نفسه بعد أن وصل لبنان فى عهده إلى قاع القاع وحضيض الحضيض وأفلست المصارف، وجاع الناس، وأصبح نصف الشباب بلا وظائف، وفقدت العملة الوطنية كل قيمتها! والآن يعيش 300 ألف لبنانى بلا مأوى، بلا دخل، بلا شىء!

الجنرال عون، للأسف، ما زال يعيش فى واقع افتراضى صنعه لنفسه وتذكيه الدائرة الضيقة المحيطة به، بأن لبنان بعد الانفجار خرج من الحصار، وأن تلك المكالمات التى تأتيه منذ 4 أغسطس الحالى من زعماء العالم هى تقدير له واعتراف بعهده ومحاولة دولية وعربية لتصحيح خطأ المقاطعة والعقوبات!

ولأن الجنرال عون لم يدرك بعد أنه قد حان وقت الرحيل، فإنه يرى فى الأزمة فرصة للبنان.

نعم هناك فرصة للبنان، ولكن ليست لك ولا لصهرك، ولا لعهدك.

نعم هناك فرصة للبنان كى يبنى نظاماً جديداً، بقواعد مختلفة، برجال آخرين، بمؤسسات محترمة، بحكم نزيه شفاف، غير طائفى، يعتمد على الكفاءة، عابر للطوائف.

نعم هناك فرصة للبنان، حينما تدرك وتتعلم يا سيدى درس التاريخ أنه قد حان وقت الرحيل.

حان وقت الرحيل، الآن، الآن، وليس غداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى تسأل «هل حان موعد الرحيل» متى تسأل «هل حان موعد الرحيل»



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:41 2022 الأحد ,20 شباط / فبراير

أبرز صيحات حفلات الزفاف في عام 2022

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راديو "إينرجي" لا ننافس أحدًا ونستهدف جمهور الشباب

GMT 11:43 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مغسلة توحي بالملوكية والرقي

GMT 18:27 2024 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

هجوم إلكتروني يعطّل مواقع البرلمان الإيراني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib