جريمة كراهية موصوفة وبامتياز
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

جريمة كراهية موصوفة... وبامتياز

المغرب اليوم -

جريمة كراهية موصوفة وبامتياز

بقلم : عريب الرنتاوي

جريمة الاعتداء على يونس قنديل، أمين عام «مؤمنون بلا حدود»، لم تحظ بالاهتمام الرسمي الذي تستحق ... التعامل مع الجريمة جاء كما لو أنها «واقعة جنائية»، بانتظار نتائج التحقيق ... تُرك الأمر للمستوى الأمني، ولولا زيارة قام بها وزير الثقافة للمعتدى عليه على سرير الشفاء، وقيل إنها بتوجيه من رئيس الوزراء، لبقيت الواقعة في الإطار الجنائي.
مع أن الواقعة بتفاصيلها، ما سبقها ورافقها وأعقبها، تدلل بالبرهان الملموس، أنها جريمة كراهية موصوفة وبامتياز، بصرف النظر عن هوية وأسماء الفاعلين والجناة،فقد تركوا بصماتهم على جسد الضحية... وكتاباتهم بالسكاكين على ظهره المتسلخ، لا تدع مجالاً للشك بأنها كذلك، وتفضح هوية من حرّض وشحن واستنفر وهيّج الرأي العام، أما أسماء وهويات من قاموا بالفعلة النكراء، فتلكم وحدها المهمة المتروكة للجهات الأمنية.
ليست المرة الأولى، وقد لا تكون الأخيرة، إن ظل الحال على هذا المنوال ... كنّا ننتظر أن تنهض الحكومة، بالحديث عن هذه الجريمة، إدانتها والتنديد بمن خطط ونفذ، وحرّض، وهذا هو الأهم ... كنا ننتظر تطمينات قطعية بسيطة، تعيد الاعتبار للوظائف الأولى للدولة: حفظ حياة مواطنيها وأمنهم وصيانة تعدديتهم وحماية حرية الرأي والتعبير وإنفاذ سيادة القانون ... كنّا ننتظر لغة صارمة لا تحتمل التأويل أو التأجيل، المماطلة أو التسويف، فالرجل لم يتعرض للتهديد، لخلاف على موقف سيارة أو لصراع على «منقوشة» أو «كعكة» في فرن، الرجل تعرض لما تعرض إليه، على خلفية مؤتمر تم إلغاؤه، وهو يقود منظمة إقليمية، لها ما لها وعليها ما عليها.
لست من المعجبين بالمنظمة التي يقودها السيد قنديل، مع أن لي من بين أعضائها وكبار المسؤولين فيها، أصدقاء أحترم تاريخهم وسيرهم الذاتية، ولا أشكك أبداً بسلامة سرائرهم، ولطالما نظرت بعين النقد لمحاولات نقل صراع المحاور الإقليمية، المتحاربة والمتنافسة في المنطقة، إلى الفضاء الديني والفكري والعقيدي ... لكنني مع ذلك، لا أمتلك الكلمات التي تعبر عن غضبي وإدانتي للجريمة النكراء، بل وعن مخاوفي من أن يتحول الأردن، إلى مكان غير آمن للمفكرين والمثقفين وأصحاب الآراء المختلفة ... ألم يدفع ناهض حتر، الذي طالما اختلفت معه، حياته ثمناً لهذه الثقافة ولهذا التهاون واللامبالاة في التعامل مع قضايا من هذا النوع؟
ما حصل في «أدغال» عين غزال، ما كان ليحدث لولا  ثقافة الكراهية والتكفير والتحليل والتحريم، لولا تعاطي البعض منّا مع «المختلف» بوصفه عدواً ومارقاً وزنديقاً، لولا قيام البعض منّا بدور الوصي على عقولنا وثقافتنا وتفكيرنا وأخلاقنا وسلوكنا ... ما حصل لقنديل، هو امتداد لحملات ابتزاز، لم تسلم منها الثقافة والفن والموسيقى، من مهرجان جرش وغيره ... ما حصل هو النتيجة الطبيعية لمنطق المزايدات والاتجار بمشاعر الناس وعواطفهم ومعتقداتهم ... وليس من حق أحد أن يوصلنا إلى حافة القتل والاغتيال، وأن يتنصل من المسؤولية عن الجريمة ... ليس من حق أحد، ادعاء البراءة، وهو الذي حرّض وشحن وهيّج، ووقف جانباً ينتظر أرعناً أو مهوساً لاستكمال الجريمة ... على الدولة بمؤسساتها المختلفة، أن تبدأ من هنا، من التحريض، وأن تواصل تحقيقاتها إلى حين إلحاق القصاص العادل، بالجناة جميعاً.
وعلى الحكومة أن تغادر فوراً، وقبل فوات الأوان، ثقافة الخضوع الابتزاز، و»تطليق» نظرية «الباب اللي بيجيك منه الريح سدّه واستريح» ... على الدولة أن تقاتل دفاعاً عن تعدديتها ومدنيتها، وأن تحفظ حق الجميع في التعبير والانتظام والاجتماع والتفكير، على المختلفين الكف عن ممارسة «أخذ الحق بالذراع» أو بالأحرى، ما يعتقدونه حقاً، فليس لأحدٍ أن يمارس دور الدولة نيابة عن الدولة، هذه بلطجة وزعرنة، ولا مسمى آخر لها أياً كانت المبررات والذرائع.
لقد نظر الإعلام العربي والدولي، للجريمة بوصفها جريمة كراهية، ولم ينتظر إطلالة المسؤول الذي يبدو أنه «أدركه الصباح وتوقف عن الكلام المباح»، ولا أدري متى سنغادر هذا المربع، وكم جريمة من هذا النوع، ستقترف قبل أن يوقظنا «جرس الإنذار» على ما نحن فيه وعليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة كراهية موصوفة وبامتياز جريمة كراهية موصوفة وبامتياز



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 21:32 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

تشيلسي يجدد عقد الإدريسي حتى 2028

GMT 21:14 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

ميسي يقترب من تجديد عقده مع إنتر ميامي

GMT 21:27 2025 الجمعة ,11 إبريل / نيسان

رفض استئناف أوساسونا بشأن لاعب برشلونة

GMT 20:55 2025 الإثنين ,24 آذار/ مارس

جزارون يتخلصون من لحم إناث الغنم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib