عن الكويت بمناسبتين
وصول الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ترامب يعلن مقاطعة قمة العشرين في جنوب إفريقيا بسبب ما وصفه بسوء معاملة المزارعين البيض ويؤكد استضافة قمة 2026 في ميامي اليونيفيل تؤكد أن استمرار الغارات الإسرائيلية يعرقل جهود التهدئة جنوب لبنان وتحذر من تداعيات التصعيد العسكري على الأمن الإقليمي عشرات الفلسطينيين يُصابون بالاختناق جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للغاز السام في قرية سالم شرق نابلس شرطة لندن تحقق مع الأمير أندرو وزوجته السابقة سارة فيرجسون بتهم سوء السلوك المالي وقد يواجهان مغادرة المملكة المتحدة والسجن غارة إسرائيلية على جنوب لبنان توقع قتيلاً وأربعة جرحى مصر تعلن عن كشف غاز جديد في الصحراء الغربية امرأة تتعرض للطعن في هجوم غامض بوسط برمنغهام تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص
أخر الأخبار

عن الكويت بمناسبتين

المغرب اليوم -

عن الكويت بمناسبتين

بقلم ـ عريب الرنتاوي

زرت الكويت مرة واحدة فقط طوال سنيّ حياتي، كان ذلك بعد سنوات قلائل من “التحرير”، وكنت من ضمن “عصبة” من الأصدقاء الإعلاميين الأردنيين، وفي مسعى من الجانب الكويتي لإعادة جسر ما تهدّم من أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ... يومها كان الأمير صباح الأحمد وزيراً للخارجية، وقد استقبلنا في مكتبه بحرارة، مشجعاً على استئناف الزيارات والتبادل بين البلدين، وكذلك فعل وزير الإعلام في حينه سعد بن طفلة العجمي، وكانت لنا لقاءات من رئيس مجلس النواب وممثلين لنخب إعلامية وثقافية وسياسية كويتية.
وأذكر ذات عشاء في الكويت، لم أعد استذكر عند مَنْ أو بدعوة ممن، أنني التقيت بالسفير الكويتي الأسبق لدى لبنان، عبد الحميد البعيجان، لم أكن أعرفه، لكني كنت أتتبع أخباره التي تتصدر الصفحات الأولى لصحف لبنان صبيحة كل يوم، زمن الحرب الأهلية، وكان الرجل دائم الحضور والتنقل بين مختلف الأفرقاء، يسعى في ترميم ما خربته الحرب في النفوس والنصوص، قبل أن يكون في العمران والبنى التحتية، كان نجماً لبنانياً بامتياز، حين كانت سفارات كثيرة، تتآمر على لبنان، وتتحول إلى أوكار لصب المزيد من الوقود على نيران الحرب الأهلية المشتعلة.
لكني، من بعيد، أحتفظ بصورة إيجابية عن هذه الدولة الخليجية عموماً ومواقفها المتوازنة والمتزنة... قبل الغزو كانت الكويت “بيروت الخليج” فيها صحافة حرة، نجحت في استقطاب أقلام عربية متنوعة في مشاربها وخلفياتها، وفيها برلمان قوي، يلعب دوراً مشاكساً للحكومة، وفيها ديوانيات، تقوم بمقام الأحزاب، وتلعب دوراً في تأطير الرأي العام ... فضلاً بالطبع عن دور “رجل الإطفاء” الذي ميّز السياسة الخارجية الكويتية، وجعل وزيرها المخضرم، الأمير اليوم، حاضراً في جميع ملفات المنطقة وصراعاتها، ومن موقع الوسيط المقبول، ورجل “المساعي الحميدة” المنتظر.
لست خبيراً في شؤون الاتصال والتواصل، وليس من أبرز صفاتي القدرة على إدامة العلاقات والصلات مع من ألتقيهم في حلّي وترحالي، فمنذ أن غادرت الكويت، لم أجر اتصالاً هاتفياً واحداً مع من التقيتهم هناك، ولا أعرف شيئاً عن هذا البلد إلا من خلال ما يتيسر من معطيات في الصحافة ووسائل الإعلام ... ولكنني لطالما أسفت لاستنكاف الكويت عن القيام بأدوار الوساطة في الأزمات العربية التي تتكاثر كالنبت الشيطاني في أزمتنا المعاصرة.
أذكر أنني كتبت ذات يوم، في هذه الزاوية بالذات، ما يفيد بأن العالم العربي خسر “دبلوماسيتين” نشطتين، حين مسّت الحاجة إليها زمن الأزمات المتناسلة، قصدت بهما: الدبلوماسية الكويتية التي أصيبت في مقتل بعد الغزو العراقي للكويت، والدبلوماسية الجزائرية النشطة، التي تعطلت بعد العشرية السوداء التي ضربت هذا البلد الشقيق في مقتل ... وللمصادفة فإن حاكمي هذين البلدين اليوم، كانا وزيرين مخضرمين للخارجية في بلديهما، ولطالما كان لكل منهما حضوراً كثيفاً في رأب الصدع وإصلاح ذات البين.
والحقيقة أن ثمة تطورين اثنين، استدعيا هذه الذكريات والتداعيات لديّ: الأول؛ ويتعلق بالموقف الكويتي المشرف الذي اتخذه رئيس البرلمان الكويتي مرزوق الغانم ضد غطرسة وفد الكنيست الإسرائيلي في اجتماعات البرلمان الدولي الأخيرة في سانت بطرسبيرغ، حين تصدى للعنصري نحمان شاي ووصفه بقاتل الأطفال والنساء، ونجاحه في طرده من قاعة الاجتماعات وسط تأييد عالمي نادر لهذا الموقف القومي الشجاع.
والثاني؛ وأنا أقرأ بالأمس تصريحات أمير الكويت بخصوص الأزمة الخليجية، والتي وردت في افتتاح جلسة للبرلمان، وفيها تحذير من مغبة الانزلاق إلى ما لا تحمد عقباه، ودعوته الأطراف لتحكيم صوت العقل والحكمة، وتنبيهه للجميع، من مخاطر تفاقم الأزمة ودخولها في نفق جديد، لا أحد يعرف متى سينبثق الضوء في نهايته.
في الموقف الأول، التفت الإعلام إلى مواقف رئيس البرلمان الكويتي، والرجل استحق بجدارة كل الشكر والثناء، في زمن التهافت والهرولة نحو تل أبيب، حيث تتورط دول عربية  متزايدة في هذه اللعبة المشؤومة، لكن قلة انتبهوا إلى الرسالة التي بعث بها أمير البلاد إلى رئيس مجلسه، معرباً عن الدعم لموقفه والثناء على شجاعته، والفخر بما أنجز في المنتظم الدولي، نصرة لقضية العرب المركزية الأولى ... هذا الموقف من الأمير ورئيس البرلمان الكويتي، يثلج الصدور، ويذكر بأن صورة المشهد العربي القاتمة، ما زالت تحتمل بروز إشراقات ونقاط مضيئة بين الحين والآخر، وهذه المرة جاءت من الكويت.
أما فيما خص مساعي الوساطة الكويتية في الأزمة الخليجية، فقد نالت الكويت دعم العالم بأسره لجهوده، وكل من جال في المنطقة وأدلى بدلائه في أزمتها، كان شديد الحرص على تثمين المبادرة الكويتية، ودعم جهود الأمير لتحقيق المصالحة، بل ووضع كافة الإمكانيات والقدرات في تصرف الوسيط الكويتي لمنع انزلاق دول مجلس التعاون في قعر هاوية لن يخرج منها أحدٌ منتصراً.
مساعي الكويت لم تتوقف، والأمير لن يدخر ما بوسعه من جهد لرأب الصدع في البيت الخليج، بيد أن الرؤوس الحامية على ضفتيها، تجعل مساعيه شديدة الصعوبة، وتصيبها في بعض الأحيان بالعطب ... لكن، وكما اشتهرت الدبلوماسية الكويتية بدورها كرجل إطفاء، دؤوب ومثابر، فإننا نأمل أن تستأنف هذا الدور، وتتوسع به، بدءاً من وقف النزف في الجرح الخليجي المفتوح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الكويت بمناسبتين عن الكويت بمناسبتين



GMT 14:54 2024 الأحد ,09 حزيران / يونيو

الكويت... ولاية العهد والرهان على التنمية

GMT 12:15 2024 السبت ,23 آذار/ مارس

عاربون وعاربات... هل انتهى الترحل؟

GMT 20:04 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

عاربون... صوت صيادي اللؤلؤ

GMT 15:49 2024 الإثنين ,04 آذار/ مارس

الإرادة والساحات والاستراتيجيات

GMT 17:30 2024 الأحد ,25 شباط / فبراير

الأمل الذي تنتظره الكويت وتراهن عليه

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:46 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان
المغرب اليوم - أفغانستان تؤكد فشل جهود السلام مع باكستان

GMT 19:34 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته
المغرب اليوم - نقيب الموسيقيين يطمئن جمهور محمد منير على صحته

GMT 11:32 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مطاعم إندونيسية تستقطب السياح بأكلات سعودية

GMT 15:54 2013 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

أثاث يشبه عش الطائر يكفي 3 أشخاص للنوم

GMT 00:00 2015 الأحد ,14 حزيران / يونيو

طريقة عمل اللبنة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib