واشنطن لا تريد السلام ولا الحــرب كـذلك
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

واشنطن لا تريد السلام ولا الحــرب كـذلك!

المغرب اليوم -

واشنطن لا تريد السلام ولا الحــرب كـذلك

بقلم - عريب الرنتاوي

تعيد السياسة الخارجية الأمريكية انتاج أخطائها (خطاياها) مرة تلو الأخرى، إلى الحد الذي بات فيه الاعتقاد سائداً، بأن هذه «الأخطاء» هي السياسة ذاتها، وأنها مقصودة بذاتها، وتصدر عن سبق الترصد والإصرار، وأن أهم أهدافها هو إشاعة الفوضى في الإقليم على نحو مستدام، شريطة أن تكون «مضبوطة» ومسيطرًا عليها، فإبقاء أزمات الإقليم مفتوحة، والاكتفاء بإدارتها فحسب، دون حلها، أمرٌ يخدم في نهاية المطاف، أهداف واشنطن في استنزاف روسيا وإيران وابتزاز أوروبا، وتوفير عوائد ضخمة للشركات والخزانة الأمريكية، كثمرة مؤكدة لسياسة «استحلاب» دول المنطقة، وامتصاص مواردها وإعادة تدويرها.

الأزمة السورية، تنهض شاهداً على «الأخطاء المقصودة» في السياسة الخارجية الأمريكية: بدءاً بالإصرار على «عزل» روسيا وإيران عن مسارات الحل النهائي للأزمة في بواكيرها، والاكتفاء بالعمل من ضمن نطاق «نادي أصدقاء سوريا»، مروراً بشرط تنحية الأسد كمدخل للعملية السياسية في سوريا، وليس كتتويج لها وانتهاء بمطلبها الأخير: خروج إيران غير المشروط من سوريا... لا روسيا وإيران، عزلتا عن المسار السياسي بل استأثرتا به في أستانا وسوتشي، ولا الأسد غادر عرينه في «قصر الشعب»، لكن النتيجة الوحيدة، المقصودة مرة أخرى، هي تدمير سوريا بالكامل، وإنهاك جيشها، خدمة لمصلحة إسرائيل، فضلاً عن إبقاء سيف النزيف والاستنزاف مشهراً فوق رأسي «القيصر» و»المرشد»، دع عنك عشرات مليارات

الدولارات المستحلبة من دول الخليج، وابتزاز أوروبا بملفات الإرهاب واللاجئين وخطر التمدد الروسي على حدودها الجنوبية.
اليوم، تعيد واشنطن الكرة ذاتها، ولكن على نحو أكثر ميلاً لغطرسة القوة وسياسة الإملاءات، وبصورة لم تعد تستهدف خصوم الولايات المتحدة في الإقليم والعالم، بل وحلفائها في أوروبا وبعض دول المنطقة ... فمن يقرأ الشروط الاثني عشر التي يسعى مايك بومبيو في فرضها على إيران، يدرك تمام الإدراك، أن «سياسة الاستنزاف والابتزاز» وعقليه إدارة الأزمات المفتوحة بدل حلها، تفشت في عقول صناع القرار في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ... فواشنطن لا تريد حرباً ثالثة في الإقليم، وهي ليست بواردها على الإطلاق، بيد أنها لا تتوافر على أي مشاريع لحلول سياسية لأزمات المنطقة، أما الخلاصة التي توصل العقل اليميني المحافظ (الغيبي) لهذه الإدارة، فتتمثل في تصعيد التوتر، وإبقاء بؤره مشتعلة، بل وصب المزيد من الزيت على نيرانها المتأججة أصلاٌ.

لو أن واشنطن تريد حقاً احتواء إيران، وإضعاف دورها الإقليمي، وتغيير سلوك نظامها الحاكم وأدواته، لما ذهبت إلى ما ذهب إليه وزير خارجيتها الجديد، ولكانت انخرطت في البحث مع الشركاء والحلفاء، عن مسارات سياسية، تنتهي إلى تدعيم التيار الإصلاحي – التغييري في إيران، وخلق ديناميكيات وعمليات سياسية في دول الأزمات، تنتهي إلى تقليص الدور الإيراني وإضعافه ... بيد أنها اختارت السير في طريق معاكس تماماً لهذا الاتجاه، وستكون له عواقب وخيمة، ليس من بينها «انصياع إيران لصك الإذعان» الذي صاغه بومبيو تعبيراً عمّا يجيش في عقل نتنياهو وغرائزه.

ستنتهي المقاربة الأمريكية الجديدة، إلى بعث وإحياء التيار اليمني المحافظ (الثوري) في إيران، وربما للمرة الأولى منذ انتصار الثورة الإسلامية فيها قبل أربعة عقود، سيتحول قطاع من الإصلاحيين «المخذولين» إلى محافظين متشددين، يزايدون بمواقفهم وشعاراتهم على الحرس الثورة وبعض «آيات الله» المعروفين بمواقفهم «الجهادية» التي لا تلين.

وسيدفع الإقليم، بدوله العربية، «السنيّة والمعتدلة» غالباً، ثمن هذه السياسات بأكثر مما ستدفع إيران، ذلك أن ساحات المواجهة المتفجرة بين إيران والولايات المتحدة، ستكون في دولنا ومجتمعاتنا، وستسدد شعوبنا «فاتورتها» الثقيلة، من بشرها وحجرها وشجرها، طالما أن المعركة الأمريكية- الإسرائيلية ضد إيران، لن تنتقل إلى الداخل الإيراني، وطالما أن أدوات واشنطن وأوراقها التي يمكن استجماعها لمواجهة إيران وتطويقها، هي أقل قيمة وجدوى مما توفرت عليه إدارات متعاقبة، لم تفلح من قبل في فرض الخنوع والخضوع على إيران، ومن شبه المؤكد أن هذه الإدارة لن تفلح كذلك.

في غياب الإرادة لشن «حرب الاقتلاع» للنظام الإيراني لدى صناع القرار الأمريكي، وفي غيبة أي توجه لإطلاق عمليات وديناميكيات سياسية جديدة في دول الأزمات المفتوحة والمضمرة، لن تكون النتيجة سوى مزيد من الخراب والدمار في هذه المنطقة، والمزيد من سياسات الاستنزاف والابتزاز والاستحلاب، لخصوم واشنطن وحلفائها، سواء بسواء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن لا تريد السلام ولا الحــرب كـذلك واشنطن لا تريد السلام ولا الحــرب كـذلك



GMT 20:43 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

سكوت الصَّوت الأحب

GMT 20:41 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

تعديل لن “يشيل الزير من البير”

GMT 20:38 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

أوباما وترمب... «جيب الدفاتر»!

GMT 20:37 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

إسرائيل المنتصرة/المهزومة

GMT 20:35 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

إسرائيل... تفاوض جاد أو عزلة دولية

GMT 20:34 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

كذبٌ يطيل أمد الحرب

GMT 20:32 2025 الأربعاء ,06 آب / أغسطس

واحد شاي مغربي

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib